منذ عامين قرأت كتاب "الروح الغير مقيدة" و الذي كان يتضمن جزءا عن أهمية عدم حمل الطاقة السلبية تجاه الأشخاص الذين نتخاصم معهم.
بعد ذلك بفترة صادفني قول "ديبيكا بادوكون" في نفس السياق :
"لا أستطيع حمل الضغينة أو الكراهية.قد أشعر بشيئ ما في تلك اللحظة لكن لا يمكنني حمل الطاقة السلبية لفترة طويلة.أنا أسامح و أنسى بسهولة،و أظن أن هذه أفضل طريقة للمضي قدما و الشعور بالسلام الداخلي"
و بعدها قرأت كتاب "قوة الحب و التسامح" لإبراهيم الفقي و الذي تحدث فيه عن أهمية مسامحة الآخرين (ليس من أجلهم) بل لكي نشعر بالسلام مع أنفسنا.
أظن أن كل هذه الأقوال لم تأتي دفعة واحدة بالصدفة لشخص مثلي لم يكن يتمكن من مغفرة أخطاء الآخرين بسهولة.لكنني الآن بفضلها و بسبب اقتناعي الشديد بالأمر أردت حقا أن أدع تلك المشاعر السلبية تذهب في طريقها لكي لا تشكل عائقا في طريقي.
مسامحة اشخاص تسببوا لنا بالأذى ليس بالأمر السهل على الإطلاق،مع العلم بأن درجات الأذى تتفاوت و كذلك درجات المسامحة..
هناك بعض الأمور التي تبقى عالقة في ذهننا و لا نستطيع نسيانها،فتصبح مسامحة الشخص أمر مستحيل؛ لأنه (في نظرنا) المغفرة تعني تحريره (هو)و نحن لا نريد أن نحرره،نريد أن يدفع ثمن خطأه.لكن في الواقع لا، بالمسامحة نحن لا نحرره بل نحرر (أنفسنا) و تحرير أنفسنا يعني تحرير الطاقة السلبية و الذكريات المؤلمة فتصبح رؤية الشخص لا تهز شعرة منا.
المسامحة لا تعني في جميع المرات عودة الأمور إلى مجاريها.المسامحة تعني أن لديك الكثير من الحكمة و الوعي لتقبل الأشخاص و الأمور مثلما هي،تعني أن ذلك الموقف لم يعد يؤثر فيك أو يعني لك شيئا.
لعل أكثر ما يسهل علينا الأمر هو تذكر أن الله عزوجل بالرغم من أخطائنا و ذنوبنا يسامحنا و يغفر لنا، فمدام هناك من سيامحنا بالرغم من خطايانا المتكررة فلابد لنا نحن أيضا أن تبنى ذلك المبدأ.و عندما تقرر "أنت" بأنك لا تريد حمل المشاعر السلبية فصدقني أنها ستذهب أتوماتيكيا لوحدها.كل شيئ بداخلنا ينصت إلينا، إن كان لدينا حقا العزيمة و القناعة في تحرير الشحنات السلبية فبالتأكيد أنها ستحرر ،لكن إن تمسكنا بها أكثر فإنها ستتكاثر و لن تدعنا نعيش بسلام.
اقطع العلاقة،احذف أو قم ببلوك،امسح رقم الهاتف،الصور و كل شيئ يذكرك بالشخص..بعدها ستتصالح معه أم لا ..لا يهم! فقط تصالح مع (ذاتك)! اغفر لها تعرضها ل(ذنب) قام (هو)به!
و في الأخير،فلتدع قلبك دائما مفتوحا حتى لو رأيت جميع أعدائك مجتمعين ،لأنك لو أغلقته في كل مرة ترى عدوك (و كان أعدائك كثر) فلن يُفتح من جديد..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات