في هذا المقال نقدم لكم مجموعة من الأفكار الرائعة التي يمكنكم من خلالها توعية الطفل بكيفية الحفاظ على نفسه من العدوى أثناء وجوده خارج المنزل.
لا شك أن عودة المدارس بعد هذه الفترة الكبيرة من الانقطاع يشكل قلقًا كبيرًا لدى أولياء الأمور تجاه تعرّض أطفالهم للعدوى بسبب الاحتكاك المستمر مع الآخرين في المدرسة؛ فإذا كانت السيطرة على الطفل في المنزل ممكنة، وحفاظه على التباعد الاجتماعي أمر يسهل تطبيقه، فإن الأمر سيختلف تمامًا مع عودة المدارس. في هذا المقال نقدم لكم مجموعة من النصائح والأفكار الرائعة التي ستساعدكم على توعية الطفل بخطورة عدوى ڤيروس كورونا، وضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي، وهذا لضمان عودة آمنة للمدارس. بعد عدة أشهر من الحجر المنزلي بسبب تفشي ڤيروس كورونا في مختلف أنحاء العالم، بدأت الحياة مؤخرًا تعود لطبيعتها تدريجيًا في بعض الدول، كما أصبح متاحًا للأطفال الخروج إلى الأماكن العامة والحدائق والمولات التجارية واستئناف بعض الأنشطة الحياتية التقليدية. وعلى الرغم من هذه العودة التدريجية، إلا أن عودة المدارس تشكل نقلة أخرى في العودة إلى الحياة الطبيعية، فإذا رافق الآباء والأمهات أطفالهم في الأماكن العامة، فأنهم لن يكونوا معهم حين يعودون للمدرسة؛ ولذا بات من الضروري جدًا توعية الطفل بخطورة انتقال العدوى، وتعليمه الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي والحفاظ على نظافة يديه وغسلها باستمرار أثناء تواجده في المدرسة.
1- اشرح للطفل الوضع الجديد
مع عودة الأطفال للمدارس بعد فترة انقطاع كبيرة، خاصة في ظل البقاء في المنزل، فإن معظم الأطفال مشتاقون للعودة للعب مع زملائهم وملامستهم كالمعتاد خلال اللعب والجري، ناهيك عن السلام والأحضان في أول يوم دراسي! لذا يجدر بأولياء الأمور شرح خطورة الأمر مع توضيح ما يجوز وما لا يجوز فعله في المدرسة. وحتى يتم إيصال هذه المعلومات بشكل مبسط للأطفال يمكنك شرح الأمر للطفل عن طريق واحدة من هذه الألعاب البسيطة والأنشطة المسلية.
- على سبيل المثال يمكنك استخدام هذا النشاط التعليمي الرائع من توينكل لتوعية الطفل بكيفية التفريق بين التصرفات الآمنة وغير الآمنة في المدرسة بحيث يحافظ على التباعد الاجتماعي ويتجنب خطر العدوى، وتجدر الإشارة أن هذا النشاط التعليمي حقق نجاحًا كبيرًا بعد استخدامه من قبل المعلمون في المدارس البريطانية في اليوم الأول للدراسة. فكرة هذا النشاط بسيطة للغاية فهو عبارة عن مجموعة من الصور تصف المواقف المختلفة التي يتعرض لها الطفل في المدرسة، وكل ما على الطفل هو وضع كل صورة في الورقة المناسبة، ورقة تجمع صور التصرفات الآمنة التي يجوز فعلها حين يعود الطفل للمدرسة، وورقة تجمع التصرفات غير الآمنة التي يجب على الطفل تجنبها، وبهذه الطريقة يتعلم الطفل ما يجوز وما لا يجوز فعله بطريقة مسلية بعيدة عن النهي أو الأمر المباشر
- يمكنك أيضًا شرح الأمر للطفل أثناء التلوين والرسم، فقد أثبتت الأبحاث أن إيصال المعلومة للطفل بشكل غير مباشر أكثر فاعلية وتأثيرًا من شرح الأمر مباشرة، فعلى سبيل المثال هناك العديد من الرسومات التي تصف التباعد الاجتماعي بين طلاب المدارس والحديث مع طفلك عن الأمر أثناء التلوين بشكل مبسط ومسلّي.
2- علّم طفلك غسل يديه بشكل صحيح
أكدت البي بي سي على أن غسل اليدين هو أقوى سلاح للتصدي لفيروس كورونا، فكثيرًا ما نغسل أيدينا عدة مرات في اليوم الواحد دون أن ننتبه حتى إلى ذلك، بل نؤديه كحركة تلقائية. لكن غسل اليدين نادرًا ما كان بنفس الأهمية التي كان عليها في الأشهر الماضية. ومن بين جميع الأسلحة التي نملكها لمواجهة فيروس كورونا - من أقنعة وعزل ذاتي وتباعد اجتماعي - هناك سلاح لم نكن نعرف أهميته جيدًا، وهو غسل اليدين.
فمع انتشار فيروس كورونا منذ شهر فبراير، سارعت الجهات الصحية بتوعية الناس بضرورة الوقاية من الفيروس الجديد، وأكدت مرارًا وتكرارًا عبر نشرات الأخبار والإعلانات وآراء الخبراء على ضرورة غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون لمدة ٢٠ ثانية على الأقل، ولكن هل يلتزم الأطفال بذلك؟من هنا علينا كأولياء أمور أن نساعد الطفل على غسل يديه بشكل صحيح وخلال مدة كافية، فكم من مرة نطلب من الأطفال غسل أيديهم، ثم نراهم ينتهون من المهمة في أقل من خمس ثوان؟ فالطفل بطبعه ملول ويحتاج إلى سبل مساعدة ومشجعة، لذلك، وانطلاقًا من مبدأ التعليم غير المباشر قام موقع توينكل التعليمي بنشر أغنية غسل اليدين والتي يمكن للطفل أن يدندن بها أثناء غسل يديه لضمان تطبيقه لجميع الخطوات في وقت كاف ليجتاز ٢٠ ثانية دون ملل.
٣- لماذا نغسل أيدينا ومتى يجب علينا فعل ذلك؟
ربما يحتاج الطفل أن يفهم متى يجب عليه تحديدًا غسل يديه؟ فربما كل ما يحتاجه هو مزيد من التفاصيل، فنحن كثيرًا ما نصف أطفالنا بالكسل، حيث أحيانًا نطلب من الطفل غسل يديه يوميًا أكثر من مرة، ومع ذلك يهرب بعض الأطفال من تنفيذ الأمر، أو يغسلون أيديهم في عجالة لرغبتهم في العودة مباشرة إلى اللعب، ولا شك أن الأمر سيتكرر أكثر في المدرسة إذا لم تحدث توعية كافية. ونظرًا لأن معظم الأطفال ينشغلون باللعب ويحتاجون إلى تكرار الأمر شفهيًا مرة أو اثنين وأحيانًا أكثر حتى تتم الاستجابة للتعليمات، لا بد من تذكرة الطفل بعدة طرق حتى يستوعب المعلومة ويقوم بتنفيذها عن اقتناع، ولذلك يُنصح مثلًا باستخدام مجموعة من الصور توضح الأوقات التي يجب على الطفل فيها غسل يديه. وبدلًا من تكرار الأمر شفهيًا فقط، يمكن لأولياء الأمور تعليق بعض الصور الإرشادية في في المنزل، كما يمكن للمعلمين تعليق لوحات أو "بوسترات" في الفصل الدراسي حتى يراها الطلاب باستمرار طوال الوقت فيتم تذكرتهم بغسل اليدين خلال اليوم الدراسي، فلا شك أن الطفل بطبعه يميل إلى اللعب ولن يتذكر من تلقاء ذاته، ولذا مع تعليق بعض الصور عند دورة المياه في المدرسة أو عند مدخل المدرسة من باب التذكرة، لا شك أن هذا سيحدث فرقًا في تشجيعه على البقاء آمنًا.
هل تريد أن تعلم لماذا تعتبر هذه الطريقة من أنجح الطرق لتحقيق استجابة الطفل للتعليمات؟
جدر الإشارة هنا إلى أنه قد أثبتت الأبحاث أن توجيه الطفل عن طريق بعض الصور يؤدي لنسب تفاعل أعلى بمراحل مع المحتوى التعليمي الذي يتم تقديمه له وذلك لأن الطفل يستوعب المعلومة عن طريق استخدامه لأكثر من حاسة من حواسه الخمس. على سبيل المثال إذا طلبت من الطفل غسل يديه قبل الأكل وبعده شفهيًا فقط سيستجيب بنسبة أقل من تلك التي تعرض فيها الأمر عليه عن طريق استخدام الصور، خاصة إذا قمت بتعليق البوستر على الحائط سواء في غرفته أو في فصله الدراسي، ففي الأولى استخدمت حاسة السمع فقط أما في الثانية فقط استخدمت حاسة السمع والبصر.
٤- شجع طفلك ليستمر
أثبتت الأبحاث أن تشجيع الطفل يؤدي إلى نتائج إيجابية رائعة، وبما أن أغلب الأطفال يهربون من الأوامر المباشرة، فما رأيكم في تشجيع الطفل على غسل يديه والحفاظ على نظافته الشخصية في المدرسة عن طريق تطبيق إحدى هذه الأفكار المبتكرة:
١- الفكرة الأولى: منح شهادة تقدير في نهاية اليوم تشجيعًا للطفل على التزامه بغسل يديه طوال اليوم، فيمكنك منح شهادات خاصة بالتزام الطفل بغسل يديه عامة بعد فعله لأشياء تستدعي غسل اليدين مثل تناول الطعام أو مسح الأنف أو غيرها
٢- الفكرة الثانية: طباعة جدول عدد المرات التي يغسل فيها الطفل يديه خلال اليوم وتعليقه في المنزل أو في الفصل الدراسي، بحيث يحصل في كل مرة يغسل يديه فيها على ستيكر جديد، وفي نهاية اليوم إذا حقق عدد مرات غسل اليدين يحصل على هدية بسيطة (علبة ألوان، أو قلم جديد، أو أوراق للرسم والتلوين).
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات