لم تكن مجرد كلمات .. لقد كان جرح غائر يرتسم فى قلبى ويترك علامة للأبد ..!

ثمة كلمات قاتلة جارحة أكثر من الأفعال .. لن أنسى أبداً تلك الكلمات لن ينساها عقلى سيظل يرددها فى كل موقف يحدث وفى كل مرة نلتقى .. هذا إن تلاقينا مجدداً !

علمتنى الحياة أن ثمة جروح قوية ترفض النسيان ترفض الرحيل تغيرنا للأبد لم اعتقد إن بضع كلمات ستغيرنى وتتغير حياتى معها للأبد .. جروح تجبرنى أن أعيد النظر فى طريقى وأعيد ترتيب الأشخاص فى حياتى هؤلاء الذين اعتقدتهم مفضلين .. فهل كنت أنا يوماً مفضلة ؟؟!

لازلت أتذكر ذلك اليوم الذى قررت فيه الخروج لسوق العمل لأول مرة انبهارى التام بكل مايحدث كل الناس لطيفة ليسوا كما تخبرنى أمى كانت تجعلنى أخشاهم .. فى ذلك اليوم عدت لأسالها لما يا أمى أخبرتينى بالحذر من الناس وشددتى فى أن لا أثق فى إياً كان رغم إن كل الناس لطيفة جداً فأخبرتنى بالحقيقة المرة الكل لطيف طالما لا تتعارض مصالحهم معكِ الكثير يضحك فى وجهك وقلبه ملئ بالحقد ستجدين من يكرهك دون أسباب وستجدين من يحاول كسرك دون أن تفعلى له شئ فالحذر واجب ياطفلتى والثقة غير مطلوبة فى المطلق فمن يكتسبها يستحقها غير ذلك لا تثقى أبداً ..

والأن كبرت طفلتك يا أمى ولم تستمع لنصحيتك جيداً وإكتشفت إن الحياة غريبة والناس صعبة وسوق العمل منافق فالجميع يضحك فى وجهك وللأسف القليل يحبك لم أوذى يوماً يا أمى ولكنى وجدت من يؤذينى دون أى أسباب لم اكره ولكننى وجدت من يكرهنى جداً لم أنافس فلقد كانت لى أحلامى وأسير فى طريقى ولا اتلفت لاحد ولكننى وجدت من يتحدانى وينافسنى منافسة غير شريفة علمتينى الإخلاق أن لا اجرح حتى بالكلمات ولكننى اكتشفت أن الجرح أسلوب حياة وإن هناك أشخاص فخورين بأنفسهم رغم إنهم دون أخلاق دون ضمير وربما دون أحلام ...!

تخبطت كثيراً يا أمى .. تخبطت حتى تغيرت لم أفقد أخلاقى لم أستطع لم افقد مبادئ ولكننى ربما فقدت شغفى فقدت ثقتى فى الجميع .. فقدت ثقتى فى الحياة .. ولكنى تخبطت هل الضمير مهم هل أعامل الناس بنواياهم الخبيثة التى أعلمها جيداً أم فقط أتغافل هل يستحقون التغافل يا أمى ؟!

حتى وإن تغافلت فهل سيتغافل قلبى هل سينسى جرحهم ام اننا فى النهاية سنتناسى لتستمر الحياة !!

وهل هناك من يستطيع ان يستمر فى حياة لا تشبه حقاً الحياة !!!

لا تخبرينى يا أمى أننى حالمة لا تخبرينى أننى اعيش فى مدينة فاضلة .. لم أطلب المستحيل كل ما تمنيته عالم سوى نفوس نظيفة أشخاص يحبون فقط .. أن أجد المساعدة دون أن أطلبها أن لا أفضل الوحدة على البشر أن أحب النهار وأكره الليل أستمتع بضجيج الحياة ولا أهرب منه لهدوء الفجر لم أطلب يا أمى سوى أن يرانى الكل كما أنا دون مجاملة دون نفاق دون أن أصرخ ليسمعونى دون أن أصمت ليفتقدونى لم أطلب يا أمى سوى حياة بسيطة خالية من التعقيد ولكن يبدو أن الحياة أبداً لن تعطينا ما نتمنى فلنعش أذن فى الأحلام لربما يا أمى تتحقق ذات يوم ...

Menna allah gabrr

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Menna allah gabrr

تدوينات ذات صلة