سأرافقكم اليوم في رحلتنا الأولى في عالم الذاكرة و التذكر أين سنسلط الضوء على الطرق الأكثر فعالية و نجاعة لحفظ مختلف أنواع المعلومات في الذاكرة.


قل وداعا للنسيان!


من منا لم يشتك يوما من ضعف قدراته على التذكَر؟

من منا لم ينس يوما أين وضع مفاتيحه أو هاتفه الجوَال؟

من منا لم ينس اسم شخص قابله للتو؟


نحن كبشر نواجه معضلة النسيان يوميا ونكتفي بالظَن أن ذاكرتنا ضعيفة أو أننا قد هرمنا والهرم يرافقه النسيان لا محالة.خلال مسيرتي كتلميذ كنت أخال التكرار أفضل طريقة والوحيدة لحفظ وتسجيل مختلف المعلومات في الذَاكرة. فكل طفل خلال مشواره الدراسي يجد نفسه مطالبا بالحفظ وليس له بد لذلك سوى عن طريق التكرار المتواصل. كنت أشتكي من عدم قدرتي على تذكَر المعلومات على النحو الذي أرنو إليه وأجد في ذلك تعلة لتقاعسي أحيانا عن الدراسة .لكن طبيعتنا كبشر تدفعنا كي نطوَر ونتدارس أوجه القصور فينا.لذلك حاولت البحث عن سبل أخرى قد تدعم الحفظ وتجعل من عملية التعلَم تفاعليَة أكثر فاعلية ومتعة.


من خلال هذه المدونة سأشارككم ثمار الكتب التي درستها و الشَغف الذي تولَد لدي في هذا المجال كما سأمدَكم بمجموعة من النصائح التي استخلصتها من تجربتي كمتسابق في بطولات الذاكرة.


أليَة عمل الذاكرة البشرية أليَة معقدة وتحمل في طيَاتها عوالما غير محدودة من إبداع الخالق سبحانه وتعالى و لا تزال الذاكرة البشرية على أعلى هرم اهتمامات الباحثين في مجال علم النفس الإدراكي وعلم الأعصاب.

فلنسلَط الضوء ولنجب على الأسئلة التي لطالما تراودنا وتؤرقنا جميعا:


لماذا ننسى؟

للإجابة عن هذا السؤال استندت إلى أبحاث الرائدة الشهيرة في مجال الذاكرة التذكر وعالمة النفس إليزابيث إف. لوفتس حيث اختزلت الأسباب وراء النسيان في 4أسباب رئيسية:


الفشل في استدعاء المعلومات (Retrieval Failure) و الذي يعود أساسا إلى نظرية التضاؤل حيث إن الذكريات تبدأ في الاختفاء بمرور الوقت طالما لم يقع تكرارها واسترجاعها.

تداخل الذكريات مع بعضها(Interference) و الذي يحدث أساسا عندما نقوم بتسجيل معلومات جديدة تتشابه مع معلومات قمنا بالاحتفاظ بها من قبل.

الفشل في تخزين المعلومات(Failure to Store) والذي يعني بالأساس أن المعلومات التي أردنا الاحتفاظ بها ظلت مدة وجيزة في الذاكرة قصيرة المدى ولم نحتفظ بها في الذاكرة طويلة المدى و هذه المشكلة لطالما تعترض كل تلميذ و طالب في مشواره الدراسي: كثير منا من يسارع لقراءة إصلاح تمرين قبل القيام به و يخيل له أنه قد فهمه و استوعبه. إلا أنه في الحقيقة لم يقم بتسجيله إذ أنه قد أهمل العديد من التفاصيل وهذا يحول بينه وبين تسجيل المعلومة في الذاكرة طويلة المدى.

النسيان المقصود (Motivated Forgetting) والذي لا يزال محل نقاش بين العلماء ما إذا كان تعمد الإنسان عدم استرجاع معلومة ما قد يؤول إلى نسيانها .إذن مالسبيل للحد من النسيان؟ الإجابة ستكون من خلال فهم مراحل عملية التذكر واللغة التي نخاطب بها ذاكرتنا.


مراحل التذكر ثلاث:

التحصيل ونعني به عملية تلقي المعلومات جمعها وتشفيرها

التخزين والذي يختصر في إنشاء سجل للمعلومات المشفرة.

الاسترجاع والتي تقوم أساسا على تثبيت المعلومات وذلك على فترات زمنية متباعدة.


في التدوينات القادمة سنلقي الظلال على كل مرحلة من المراحل السابق ذكرها مع الوصفة السحرية التي ستجعل من عملية التذكر من أمتع وأيسر الأنشطة.

سأشارككم ما ستجدون فيه أثرا جليَا في حياتكم اليومية والمهنية إن شاء الله.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مهدي البنوني

تدوينات ذات صلة