أقدم لكم الجزء الثاني من سلسلة المقامات التي قام بكتابتها جدَي المرحوم "محمد البنوني". آمل أن تنال إعجابكم و أن تدعو له بالرحمة و المغفرة.
ومن الأعمال ما قد وصل فاتصل وما انفصل...
اسأل الله ان يبارك في هذه الكلمات ويجعلها خالصة لوجهه.
هي كلمات خارجة من الأعماق اسوقها اليكم
تستفيد منها الأجيال القادمة كل على قدر وعيه ومدى تأثيرها على قلبه.
وأردف الزمان عن نفسي قال:
كنت في ماضي الزمان وسالف الأوان قبيل نضجي طي الكتمان والنسيان
لم أك لأحظى من قبل الأنام بذكر لولا أن أراد الله بي خيرا
ولما بلغت سن الرشد وبالإيمان كنت حديث العهد اقتحمت دروب الحياة
وتحملت الأمانة، بين الوقوع في أعماق الفلاة والوصول لساحل النجاة
وما تحملتها السماوات والأرض والجبال بينها اتفاقا لااعراضا أو اعتراضا
حمل الإنسان الأمانة وماحملها فوفاها حقها ولا استكمل شروطها فأداها
إلى أهلها، فأولى بالأمانة أناس حملوها فتحملوها وتحملوا أعباءها جميعا
معتبرين ذكاءهم العالي وإخلاصهم المتفاني دأبا يسيرون عليه
تحت رقابة ضمائرهم اليقظة. ولا وقعت على شاردة أو واردة
إلا أتت على أخرها جميعا فأمست أثرا بعد عين
كأن لم تك تغني في الأمس شيئ ا....
وحافظ عليها الإنسان رغم عبئها وجسامتها ونفسه على حملها قادرة
كأنها رسالة سامية إلى أمة قائمة، إلى أمة تغويها الشهوات
فتوقعها المنهيات في أسفل الدركات
وطوبى لأمرئ يفيض قلبه إيمانا انعكس على محياه بشرا وإحسانا
ف أمسى حديث النوادي في جل المدن والبوادي
يشار إليه بالبنان في مختلف البلدان
وأردف الزمن قائلا:
كنت فيما يرويه بعض الخلان من الكهول والصبيان محبا للوحدة
كلفا بالعزلة في البيت أو خارج البيت، أسبح في ملكوت الله اللامتناهي
وامتدت بي الوحدة وطابت علي العزلة. خيل إلي كأن نورا
يشع في الفضاء البعيد عبر الأفق المديد. فإذا هو الإحسان...
فاستفقت على صوت المؤذن ينادي حي على الصلاة حي على الصلاة
حي على الفلاح حي على الفلاح.
خلق الله الإنسان فأحسن خلقه وأودعه عقلا يكبح جماحه
هو سلاحه الذ وحدين فهو رفيقه الودود أو عدوه اللدود يقوده إلى الهدى
كما يقوده إلى الردى
تزل بهالقدم فيندم وإذا تذكر خاف وأدبر مما سطر بالقلم وقدم
فوافى الإنسان الأجل المحتوم فأسرع به أهله وصحبه إلى المقبرة
في موكب بهيج فيبقى هو هناك ويعود الأهل والصديق.
محمد البنوني
يتبع......
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات