عندما تتزاحم داخلنا المشاعر السلبية فلا سبيل للخلاص منها سوى تفريغها

لا شكَّ أنَّ ثمَّة مخرجٌ من كل هذا الضيقِ والظلام

فلا شيء يدوم للأبد، سيئًا كان أم جيدًا، حزنًا كان أم فرحًا، ضيقًا كان أم راحةً وهناءً

وفي كل الأحوال ما عليك سوى القبول والرضى وإعطاء كل حالة ما تحتاجه من مشاعر، عِش كل لحظة بمشاعرها المناسبة.

يحدث أحيانً أن نتجاهل شعورًا بالحزن والألم، ونتظاهر وكأن حياتنا وردية مليئة بالبهجة.

لكن الحقيقة عكس ذلك تماما!

البعض منا يحاول جاهِدًا أن لا يرى أحدٌ علامات الحزن وشوائب الكآبة ظاهرة على ملامحه، لكنه لا يعلم أن التظاهر الدائم بعكس ما يعيشه أمرٌ يسبب له الكثير من القلق والتوتر وقد يؤذي نفسه فتتطور حالة الشعور بالألم الحزن عنده إلى أزمة اكتئاب وقد يحتاج مساعدة طبية ونفسية للخروج من حالته الأليمة.

لماذا لا يعطي نفسه فسحةً ليتوحَّد فيها مع ذاته، حتى يعيش مشاعره الحقيقية؟

قد يكون البكاء هو كل ما يحتاجه، وقد يكون صراخًا يعبر عن حجم ألمه، قد ينطوي على نفسه ليغرق في صمتٍ مُطبقٍ وحيدًا لا يفكر بشيء أبدًا!

يسبح فقط بين أفكاره المُتزاحِمةِ دون أيِّ تركيز، ربما تلفت انتباهه فكرة أو ذكرى صغيرة فتلهمه لِطريقِ الخروج!

قد يجد الكتابة هي الحل، فيجد نفسه غارقًا بتسطير كلمات ليست ذات معنى أو ترتيب، هو يسطر فقط، ولكنه يشعر بالراحة بعد الانتهاء من كتابته.

وهناك من يجد نفسه يتماهى في خطوطٍ ليست ذات معنى، خربشات قاتمة ومتفاوتة فيما بينها.

كل ما سبق ذكره وغيره ليس سوى أساليب للتفريغ عما في داخل الإنسان.

وهذه العملية بحد ذاتها هي ما تجعل الفرد يتحرر من أحزانه ومشاعره السلبية المسيطرة على حياته وإنجازاته في سبيل تحقيق أهدافه وإنتاجية عمله.

من تجربة خاصة قمتُ بها الشهر الماضي في سبيل إخراجي من شعور الكآبة بلا سبب، وكانت ناجحة نوعا ما، لأن انتاجيتي كانت أكبر الحمد لله وحتى ثباتي على القيام بمهامي كان أفضل من ذي قبل.

ولذلك أحببتُ مشاركة تجربتي علَّها تُلهم قارئًا فتساعده على الخروج من ضيق مشاعرة التي تسيطر عليه وتهدده بالاكتئاب والقلق الدائم، وأتمنى ذلك.

تجربتي كانت أني في كل يوم أكتب على دفتر خاص كل ما يدور في عقلي من أفكار، وكل ما أشعر به من غضب أو حزن أو ندم أو أي شعور سلبي كان أم إيجابي، أكتب دون الالتفات لما أكتب، أترك نفسي للورق بلا رقابة أو تنبيه،

أترك أثر كل شعور يظهر، أسمح لنفسي بالبكاء إذا ما شعرت برغبة بذلك، وأسمح كذلك لنفسي بالضحك إذا ما شعرت برغبة في الضحك، أنا مع ورقتي حرةً حد اللانهاية!

تجربتي مكنتني من التركيز أكثر في ساعات العمل أو الكتابة الإبداعية، ومنحتني القدرة على الحضور التام بأيام الاجتماع مع العائلة، فكل ما يقلقني تم تفريغه على ورقة!

قد يجتاحني الشعور بالقلق حتى لو قمت بتدوين مشاعري ولكني أحاول قدر الإمكان استيعاب ذلك الشعور ومعرفة سببه، وإعطاء نفسي فسحة للشعور به وإعطائه حقه قبل أن يمر ويتحول لنقطة تتراكم بعضها فوق بعض وترمي بي فجأة في براثين اليأس والحزن حيث يصعب حينها الخروج منها.


#مياس_وليد_عرفه


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مياس وليد_حكاية شتاء

تدوينات ذات صلة