التحديات النفسية فى فتره الكورونا. فى ظل الوباء اللى بنعيشه اللوضع يفوق قدرة عقلنا على استيعاب الضغط و هضمه و الشفاء منه
الحقيقة أن عقلنا مش معمول و هو عنده القدرة أنه يواجهه فترات صعبة أو ضغط لفترة زمنية طويلة تمتد لشهور كتيرة أو سنة. عقلنا عنده القدرة أنه يواجهة ضغط نفسى أو (trauma) لفترة صغيرة و بعدها بيتحسن الوضع أو بتمر الأزمة زى الآية اللى بتقول "مع العسر يسر"
لكن المرة دى ، فى ظل الوباء اللى بنعيشه الموضوع يفوق قدرة عقلنا على استيعاب الضغط و هضمه و الشفاء منه لأن كل دة محتاج هدنة ، فترة زمنية مافيهاش ضغط أو اضطراب يقدر يستوعب و يتعافى
الفترة ممتدة لشهور من الشعور بالقلق و الخوف، مواجهة المجهول، تأجيل للخطط لأجل غير مسمى، أحساس بالخوف على أقرب الناس لينا، مواجهة خسائر تختلف نوعها و حجمها من شخص لآخر، مشاكل فى بعض العلاقات نتيجة للضغوط اليومية، أزمة أقتصادية... و هكذا
و لا ننسى فترة العزل المنزلى اللتى امتدت لشهور من الوحدة و الروتين و هى كفيلة جداً لتجهلنا نشعر بأننا لا ننجز شيئ فى يومنا ، يبدأ اليوم ثم يمر هباءً لتشعرنا أننا فارغون و قليلى الحيلة
بالأضافة إلى عدم قدرتنا على رؤية من نحب و قضاء معهم وقت ، النظر فى أعيينهم و الأقتراب منهم و دة يؤثر على قدرتنا على التواصل الأجتماعى و يخلينا عايزين ننعزل أكتر.
فمن الطبيعى جداً أنك تلاقى فى صفات فيك أتغيرت عشان تتأقلم على الوضع الجديد القاسى زى أنك ممكن تكون تحولت لشخص عصبى و بينفعل بسهولة، أو أتجهت للعزلة أو دايرتك الأجتماعية بتصغر نتيجة أنك فقدت الطاقة اللى بتديها فى علاقاتك فى الطبيعى ، بتمر بفترة أكتئاب أو عندك أضطراب القلق ( anxiety disorder ) و ممكن تكون بيجيلك نوبات هلع من فترة للتانيةاللى ممكن يظهر هعاها أعراض جسدية زى عدم القدرة على التنفس أو الصداع الشديد أو الأحساس بألم شديد فى منطقة الصدر أو الأحساس الدائم بالأرهاق و التعب المستمر أو زيادة فى ضربات القلب، أو تحلم بكوابيس أكتر من الطبيعى
متقلقش، طول ما أنت بينك و بين نفسك ملاحظ التغيرات اللى بتمر بيها و معترف بيها و متصالح أنها فترة صعبة و هتعدى، هتقدر بعدها ترجع تانى لشخصك القديم.
١-أول حاجة تعملها: هو تدى لنفسك وقت: وقت ترتاح و تسترخى، تتأمل، تقرأ المهم تفصل عن الجنون اللى عايشين فيه
٢- تانى حاجة تبدأ تشوف وصلت لأيه بعد قعدتك مع نفسك أيه الصفات الوحشة اللى أكتسبتها فى الفترة دى و أزاى هتبدأ تشتغل على نفسك أنك تتخلى عنها
٣-لو محتاج تروح لطبيب نفسى أو معالج نفسى تأكد ١٠٠٪ أن دة قرار حكيم جداً أنت أخدته و دة شيئ طبيعى و صح و لا يعنى أنك شخص ضعيف و موصوم بمرض نفسى لأن المرض النفسى مش شيئ مُخجل بالعكس هو زيه زى المرض العضوى بالظبظ
٤- حاول مع الوقت ترجع حياتك الأجتماعية لما
تكون جاهز لدة
٥ - أعترف قدام نفسك أنك كنت شجاع عشان واجهت الفترة دى و تخطيتها و بتكمل حياتك و بتحاول توصل لصورة من نفسك تكون راضى عنها
٦- تصالح مع كل الوحش و سامح نفسك و كافئها لما تلاقيها عملت انجاز و لو بسيط
فى النهاية مع اقتراب السنة على الأنتهاء، لازم تكون عارف أياً كان اللى حققته السنادى أنه كان كفاية و أنك كافي حتى من غير انجازات ، و أنه مش مطلوب منك فى السنة دى حاجة أكتر من أنك تنجو، أه تنجو من الوضع القاسى دة تنجو نفسياً و جسدياً ، تكون حامد و شاكر على نعمة الصحة و الأحساس بالأمان و الأستقرار ،كل هذة النعم كنا نعتقد أنها حق مكتسب و أنها دائمة ، صعبة الزوال.
كن شاكراً أنك لم تخسر أحداً من أحبَتك، و إن أراد الله منحك هذا الأختبار الصعب هذا العام، فتقبله بصدر رحب و أعلم أنك كنت قوياً بما فيه الكفاية لتتحمله و تصل لبر الأمان و أن كل شخص يحارب معاركه الصعبة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات