علمو الأجيال من بعدك بأن يجب عليهم أن يثابروا للحصول على أبلغ درجات حلمهم وأن يكون مبدأهم في الحياة"يجب علينا تجميع وجه القمر"



أوراق متناثرة من سنين العمر غارقةً تحمل في طياتها جميع التفاصيل والأشلاء ومسامات الجلد الميتة والتي تناجي الماء من عطش الحياة المتغلغل في أعماقنا وللقدرة الالهية الكامنة فينا وبوجود الطموح والأمل ترقد "أمل" تلك الشخصية المثالية العائشة منذ نعومة إظفارنا في نفس كل منا ترنو إلينا مثل الأم الحنون لخدنا وتمسك بيدنا وترسم البسمة على شفاهنا هذه هي أمل التي باتت تجلس كل يوم وحيدة توقد من حطب الحياة في نار العيش وتنظر الى وَقْدِ جمرها حالمةً بغدها وهي من تركتها أمها والتي غابت روحها منذ سنوات عدة قررت أمل أن تترك حزنها على أمها وأن تتوكأ على الصبر والمثابرة وأن تحقق حلمها بإنشاء "دارٍ أزياء" وضعته حجراً على حجر في داخلها عله يأتي يوم تُكَوِّنه على أرض الواقع.......


ابتدأت بخياطة الثياب البالية وتصليح بعض منها من قماش اشترته بأرخص الأثمان لكن الطموح هو من كان يجرها لرسم لوحات يزينها الإبداع والجمال لتصاميم جميلة وخلابة أحاطتها الألوان من كل مكان إلى أن وجدت ذات يوم صديقة تخبرها عن موقع الكتروني يحتاج إلى مصممي أزياء وارتسمت البسمة على شفاهها عله بتقديمها لهذا الموقع أن يتحقق حلمها وبالفعل قامت بتقديم الرسومات والألوان متشحةً بالأمل بأن تُقبل هذه الرسومات .


وبعد يومين تلقت بريداً الكترونيا يخبرها بأن الرسومات رائعة وبأن مدير الموقع يريد مقابلتها ..جر الفرح أقدامها قبلها وذهبت إلى المقابلة لتجد الرجل العجوز راقداً على كرسي خشبي مزين بالديكورات الخشبية الرائعة ويختبىء وراء نظارته الطبية قائلاً: تفضلي يا ابنتي...


جلست أمل متأملةً بشفاه العجوز أن تتحرك وتسألها لكن سرعان ما استجاب الله لدعواتها فسألها الرجل :أخبريني عن طموحكِ بكلمة واحدة ؟!!أجابت أمل :الحياة ابتسم الرجل وقال لها : هل لكِ أن ترسي الحياة في دار الأزياء هذه لأن الرسومات كانت كفيلة ً بإجابتي عن كل الاسئلة التي أردت أن اسئلها لك


أجابت:بالطبع يا سيد يو سرعان ما أخذت الفرحه نور عينيها وبريقها بألوان أشاحت بها وأنارت كل طرف من دار الأزياء لتتجول وتتعرف على حلمها التي لطالما حلمت به وبدأ عرضها الأول ابهر الجمهور بالتصاميم واخذ صيتها يعلو ويعلو ف سماء الإبداع والفن إلى أن تلقت في يوم رسالة على هاتفها المحمول من الرجل يطلبها لكن أين!!!!؟؟


في أركان مستشفى ذهبت مسرعة للقاءه ذلك الأب الحنون الذي كان بمثابة والد فقدته والتي لم تره في حياتها ولم ترى سوى وجه أمها قد كان فارق الحياة قبل وجودها على هذه الدنيا



قابلته وفي عينيها الدموع قد ترغرغت باكيةً على حاله وقال لها : اسمعي يا ابنتي لم يكن لي قبلكِ أي ولد أو بنت وأنتي بمثابة ابنك لي بل انتي ابنتي بالفعل لقد تركت لك ورقة لدى المحامي الخاص بي اقرئيها بتمعن وفارق الحياة...



وذهبت الى محامي الرجل وطلبت الورقة والتي كُتب فيها:عزيزتي أمل:أرجو أن لا تحزني على موتي فلديك ذكرى مني وهي دار الأزياء والتي أسميتها باسمك ِ"أمل"وأصبحت لك منذ اليوم فقد كنت من قبلك شجرة خالية من الثمر وسماءً بلا نجوم ومعك قد بدأت بتجميع قطع لصنع وجه القمر وهو وجهك الذي لطالما حلمت أن يكون هناك ابن أو ابنه في حياتي وها أنتي وجه القمر


وأوصيكي بطموحك أن يعلو أكثر فأكثر وأن تعلمي الأجيال من بعدك بأن يجب عليهم أن يثابروا للحصول على أبلغ درجات حلمهم وأن يكون مبدأهم في الحياة"يجب علينا تجميع وجه القمر"



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مرام حجازي

تدوينات ذات صلة