الصدق في اوانه يعادل اضعافه في غير اوانه، بما يوافق الشعور من احساس في الموقف كفيل بجعله صادق تماماً على ان يكون مجاملةً

كل ما يقال من اعتذارات وأعذار لا يكفي أمامَ حاجةٍ معنويةٍ فات اوان تقديمها.

علَّ ما فات من المواقف خلال الوقت الضائع بين حنان النظر وذهول الصمت، بين واجب السمع ووجوب النطق قللَّ فرصة أن يكون الإنسانُمعطاءاً بالفطرة، ومانحاً إيماناً بواجبه بذلك، ناسفاً واجبهُ الإنساني بالهواء، قبل واجبه كقريبٍ من الروح والقلب أولاً.

تتضائل فرصة أن يكون المرءُ حقيقياً اذا ما صدرَ أمامهُ فعلاً يشي بقلّة صدقك تجاهه أولا، فلا بدّ أن يحتضن القلبُ القلبَ وتحتضن العيونُبعضها بعضاً ليجد الشعور طريقهُ إلى الآخر بتشابك الأيدي مثلاأو بالتقاء الأكفِّ معاً على أقل تقدير لأصدق ردَّة فعل.

يباغت ذاكرتي قولٌ قد قيل في الصدقِ ذاتَ زمن:


"سلامٌ على الدُنيا إن لم يكن لها

صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفاً"


لعلَّ ما بدأت به من موضوعٍ عام انتهى بموضوع خاص بشكلٍ لا إرادي، والتفسير الطبيعي لذلك هي تلك المواقف العالقة في جيوب الذاكرةالرمادية طويلة الأمد، التي ما تمدُّ المرء إلا بما ينغّص عليه صفاء ذهنهِ ويقلّص حجم ذاكرته للمواقف القادمة التي رُبَّما قد تكون أجمل.

أتمنّى أن نحظى بآلةٍ قادرةٍ على تصنيف الملفات وحذف التالفِ منها، وتقليص حجم المواقف العابرة للذاكرات والقدرة أيضاً على خاصيةتجميد الذاكرة عن الحركة لحقبةِ من الزمنِ إن أمكن، واغتنام فرصة تبديلها بأخرى غير مستعملة في حاجات الزمن الغابر ومشاهدهُ الكبيرةجداً على حجم ذاكرةٍ في دماغِ بشر.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مها الجبور

تدوينات ذات صلة