دروس لم يتم تعلمها بعد ، الضياع بين الماضي والحاضر
المعروف عند غالبية البشر أن البطولة والأبطال هم أصحاب الهمم العالية و الشجاعة والقوة
عشنا مع هذا البطل طفولتنا كاملة من خلال الرسومات المتحركة وأيضا قصص الخيال
فبدأ كل واحد منا رسم بطله وتشجيعه و التضامن معه في الأوقات الجميلة و السيئة .
أذكر أن البطلة التي كنت أراها قوية في طفولتي ، جدتي رحمها الله
فعلا كنت دائما أنتظر بكل شوق انتهاء حصة الدراسة لكي أذهب مسرعة إليها رغم تباعد العمر ولكن كانت بمثابة الصديقة الوفية
علمتني دروس و حكم في الحياة
لو فنيت عمري كله لتعلمها في الكتب والمحاضرات لما تعلمتها بهذه البساطة .
لم يكن دروسها كلاما لفظيا بل كان أفعالا تمارسها واقوالا تقولها جعلتني أكبر يوما بعد يوم قبل وقتي .
انتقلت البطولة من جدتي إلى أي شخص يشبه روح طيبة و جميلة اعتبرته بطلا لي وقدوة .
إلى أن صدمتني الحياة بأناس تظاهروا بأنهم طيبون و ملائكة إلى أناس قلبهم أسود من السواد .
تبعثرت كل أحلامي و ظنوني و طفولتي ، كأنني أصبحت غريبة على المكان ، عرفت حينها أن لا أحد بطلا في حياتي بل هم مجرد أناس عاديون ويجب أن أتعلم العيش بمفردي دون استعانة بأي أحد
كم هو درس قاسي جدا علمتني الحياة وأنا لم أتجاوز حينها السبع السنوات .
علمتني جدتي كيف أحب و أعطي دون كلل أو ملل .
علمتني أيضا أن الخير دائم والشر حبله قصير .
علمتني أن أحافظ على قلبي نظيف وسوف أكون دائما رابحة .
علمتني الكثير لكن لم تعلمني كيف أعيش بدونها .....
آه آه يا جدتي غادرت بسرعة قبل أن تعلمني كيف أكون إنسانة بطلة لنفسها.
غادرت قبل أن تعلمني كيف أحب نفسي أولا .
غادرت قبل أن تعلمني أن الحياة فيها الخير والشر وكيف يجب أن أحمي نفسي من النفوس المريضة.
غادرت و تركتني وحيدة .
من يوم مماتك توفيت حفيدتك في نفس اليوم وبقيت جسدا بلا روح .
لا أعرف كيف أستمر في هذه الحياة بمفردي .
لا أعرف كيف أتمسك بالأمل وأنا أعاني من الألم .
عجبا للألم والأمل وتحوله بين اللام والميم .
يتبع ....
التعليقات