بعد مرور 9 أعوام

العودة إلى الأماكن تأسر القلوب ، مشاعر مختلطة لكن الشيء الوحيد الثابت أننا اشتقنا ، رحم الله قلوباً لا تُنسى و ملامح لا تغيب عن البال .

بعد مرور 9 أعوام

فقيدتي رحمك الله!!

أبيت دوماً الدخول إلى المنزل الذي احتضن رائحتك خوفاً من الذبول، خوفاً من السقوط، وخشية عدم التحمل!!

دخلت عتبة هذا المنزل بعد 9 أعوامٍ مرت على وفاتك يا قطعة القلب ويا بلسم الروح...

ما إن تخطت قدماي أعتاب منزلك، شعرت بشيءٍ يضغط على قلبي، وجوفي يعتصر ألماً، وددتُ البكاء كثيراً، وددتُ أن أحتضنك بكل قوتي وأن أخبركِ بما حدث في كل تلك السنين

لم أجد جسدكِ ولم أرَ ثيابك، لكنني وجدتُ ريحك يتناثر في الأرجاء ، سمعت صوتكِ و شعرت بروحكِ حولي...

حشرت دموع عينيَ في مدمع العين ؛رافضةً السقوط وإبانة الضعف!!!

أين ذهبتِ وتركتِ خلفك كل هذا؟

9 أعوامٍ مرّت ولم يغب اسمك عني ولا ذكرك من دعائي.

9 أعوامٍ أذكرك في سجودي وفي صدقتي.

9 أعوامٍ مرت كأنها بالأمس، لم أستطع البكاء في ذلك العزاء، ولن أبكي على غيابك لكنني سأدعو الله، سأدعو الله أن نلتقي بالفردوس الأعلى، يا من كنتِ للطيبة عنوان، و للحنان أحضان.

ذهبتِ وذهب معكِ بر الأمان، أين أنتِ مني وأين أنا من قبلاتك على جبيني!

رحمك الله يا قطعةً من القلب...

جدتي ، أراد أخي أن يحتضنك في يوم تخرجه ، أراد كثيراً أن يقبل يداكِ الجميلتين ، و أن يلبسك روب تخرجه ، حينما أنهى 7 سنين من المعاناة في كلية الطب ، نعم جدتي فقد أصبح كما تمنيتِ، أعلم أن عينيه تفيض دمعاً كلما حلَ يوم ميلاده ألا و هو يوم وفاتك ، أعلم أن قلبه يصبح كعُصارةٍ مدماةٍ ، لكنني متيقنةٌ جداً أنكِ فخورةٌ به للحد الذي لا حد له ...

جدتي ، كنتِ في حضورك الدواء وما إن غبت شعرنا بالداء يحاصرنا!!!

سنبقى نحبك والله لو مرّ على الفراق ألف عام

جعل الله قبرك روضةً من رياضِ الجنة جدتي