بروح طفولية و عقل حالم جدا تخيلت ان العالم سيكون هكذا

اعتقدت أن العالم سيكون بخير ، و أن السلام سينشر أشعته على كل البقاع ، سوف لن يبكي الأطفال جوعا و ظُلما، ولن تدمع العيون حربا ، ولن ينزف الجرح ألما ، ظننت أن العدل سيغزو الكوكب الأزرق ، و ضحكات الصغار البريئة يرد صداها الفضاء الفسيح ، اعتقدت ان الأخ لن يكره أخاه ، و أن الأبناء سيطيعون آباؤهم و أمهاتهم ، ظننت أن الأحلام تتحقق و أننا نستطيع أن نسافر ما دامت السماء ليست مِلكا لأحد ، فماذا ستخسر الحكومات لو امتطينا طائرة و جُلنا بها فوق جبال الألب و حول شلالات نياجرا فوق البحار و المحيطات ، نتوقف في ألاسكا ونصنع رجل ثلج و نلعب به معاً ثم نغادر إلى نيس بفرنسا نحتسي القهوة الأوروبية على أنغام الأوبرا الإيطالية ، تلتقط صورا من أمام قصرا إليزابث في مدينة الضباب لندن ، نزور مدينة ديزني لاند في موسكو ثم نشُم عبق التاريخ في قصور الحمراء في الأندلس و نُعيد مجد الأجداد ، ثم إلى البيت الأبيض في واشنطن ، ثم ننزل ضيوفا عند الهنود الحمر في غابات الأمازون ، و بعدها نرتحل إلى صحراء ناميب فنكتشف سحر الخالق و نشرب الشاي مع الطوارق في جانت، نأخذ صورا كثيرة من أمام الأهرامات في مصر و أزور صديقتي إسراء هناك ، نصلي ركعتين في القدس و أشم ترابها الطاهر و أدعو الله بما تشتهي نفسي و نَمرّ إلى لقاء صديقتي عبير وروان في غزة ، نؤدي مناسكَ العمُرة في مكة و المدينة ثم إلى قصر تاج محل بالهند نرى إبداع الهندسة المعمارية و إتقان سنمار الذي كان جزاؤه الموت، ثم نهبط في الصين فأخترع عِلاجا للكورونا، سيكون مجانيا و نوزِّعه في شتى أنحاء العالم حتى نحمي الإنسانية من الزوال ، ظننتها رحلة سهلة التكاليف مثل أن تملأ السعادة و الرضى قلوب كل الناس ، و أن يتصرف الكل بخوف من الله ،لم أعتقد يوما أن المسافات و العادات و التقاليد و المذاهب ستكون حاجزا بيننا ، اعتقدت أن الصداقة لن تنتهي ، و أن المُحب لن يخون و أن الوفي لن يُغيره الزمان و أن من أُعامله بالحسنى سوف يُجازيني بالمثل ، اعتقدت أن كل الابتسامات و الكلمات صادقة و أن البشر ليسوا مضطرين للكذب و الغش و الخداع ، ظننت أن الآباء لا يرحلون و يتركون أبناءهم بلا مأوى وبين أنياب الدهريتخبّطون و على الميراث يتناحرون، ظننت أن الدموع لن تُسكب إلا من الضحك و أن القلوب لن تنفطِر إلا من السرور و أن الدمى ستكون أكبر آمالنا و جمع قطع الحلوى أكبر همومنا ، كنت صغيرة جدا عندما اعتقدت كل ذلك.

! رسمت للدُّنيا صورة مثالية جدا لا تليق بها أبدا



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف خواطر

تدوينات ذات صلة