منظومة تحول تلك الطاقة الصافية اللامتناهية إلى مجرد رحيق تلتهمه آلات شريرة لتتطور الالات ويموت الإنسان
ظهر وجه رجل غريب على تلك الشاشة التي أمامي ليبدد صمت الليل من حولي قائلا بصوت مرتعش خافت متقطع كأنه يأتي من عالم بعيد: "هناك معركة جديدة بدأت بين الدول الساعية إلى السيطرة على العالم... سباق مجنون من أجل تطوير مجال الذكاء الاصطناعي أكثر فأكثر، ستتمكن الدول الفائزة في هذا السباق من اكتساح فضاء مجموعتنا الشمسية ووضع تقنيات متطورة جدا مما نطلق عليه اليوم مصطلح "لوحات شمسية"... سيضعون مليارات منها حول الشمس حتى تغطيها تماما فتصبح الأرض ليلا دائما... سيفعلون ذلك لإمتصاص وتخزين كميات هائلة من الطاقة لم يسبق للجنس البشري أن يخزن مثلها، ثم بعد ذلك ستتحول الحضارة البشرية من حضارة أرضية إلى حضارة فضائية فتكتسح المسابير والصواريخ والمركبات البشرية فضاء المجرة وتبلغ كواكب ونجوم أخرى بعيدة جدا من خلال استغلال طاقة الشمس وبحثا عن أراضي جديدة يمكن فيها للحياة، كما نعرفها، أن تتواصل...
وفي خضم كل هذا ستندثر الدول الضعيفة تماما... وسيكتب المنتصرون تاريخا جديدا من جديد...
سيتطور الإنسان من "إنسان أرضي" إلى "إنسان فضائي" حتى يحمي نفسه من الانقراض ويبقى وعيه البشري موجودا هائما في الفضاء بين مجموعات أو "مدن فضائية" ليعمل على السيطرة على كل ما يمكنه السيطرة عليه واستيطان كل الكواكب الممكن استيطانها...
وفي خضم كل هذا، سينقرض الضعفاء شيئا فشيئا ودون دون رحمة...
ثم بعد مليون سنة، سيصل الإنسان إلى مرحلة أخرى يتحول خلالها من "إنسان فضائي" إلى "وعي إنسان أو ذكريات إنسانية تخزن في آلات غير قابلة للتعفن أو الموت"... وبالتالي مرحلة الخلود التي لطالما حلم بها أجداده الأولون..."
سمعت كلماته ولكني لم أقل شيئا...
لأنه لم يكن لدي فم كتلك الكائنات البدائية...
ولأني أعرف القصة جيدا... وغيرها من القصص...
ولأن الرجل كان مجرد شبح ات من زمن قديم...
بينما كنت شيئا آخر تماما... كائن ذكي جدا ومتطور...
في غنى عن الكلام...
ولا أموت...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات