ظاهرة الفومو وكيفية تأثيرها على أنسانيتنا وكيفية التغلب على توحش التكنولوجيا ,مواجهة ذلك التنين المجنح تحتاج اللي تفكر وتدبر وحكمة أجتماعية
هل لا زلت أنسان أم تحولت اللي مجرد بشري؟
هل وجدت ضالتك في الحياة أم لا زلت تبحث عنها؟
هل أنت تبالي في الأساس أن تجد معنى لحياتك أم توقفت عن البحث قدماً؟
هل زار بلادك تنين الفومو المجنح أم لا؟
لا تتسرع في الأجابة وتفكر وتذكر وأعد المشاهد داخل عقلك تتبع ذكرياتك القديمة وثوابتك، أستدعي النوستالجيا بكل تفاصيلها الدقيقة !!
هل شُعرت بالدفيء أم لا زلت ضائعاً تائهاً ,حتماً حدثت وغزة داخلك ستتبعها أسئلة ليست وجودية.
فأنا لا أطرح عليك أسئلة وجودية بل أستدرجك لتجد حلول لفوضى كبيرة تعيشها ولا تدري أو تتغافل بقصد.
أنا أتكلم عن الفارق ما بين الانسان والبشر والخلط بينهم فما بين البشري والأنسان مسافات سحيقة!!!!
أولاً: كلمة الأنسان ليست كلمة هينة في الأصل هي نتاج رباني فالأنسان كائن حي اجتماعي تحول مع مفاهيم العلم والحضارة اللي نسخة جديدة للأسف باهتة ولكن للعجب فقد فرق الخالق ما بين الأنسان والبشر في أن البشر ككلمة أكثر ميولاً لاستعمال الغرائز عن الأنسان الجانح للأبداع وتذوق الجمال والأبداع العلمي والفني.
يعاني البشر من أشكال عدة من كل ذلك تمخضت عن ظواهر الإرهاب والعنف والاغتصاب والعنصرية والتمييز والتنمر وغياب العدالة. ولعل العالم الرقمي سبباً مباشراً في ذلك وعلى سبيل الدقة أدمان العالم الرقمي وعدم الاحترافية في التعامل معه هو السبب فلكل شيء نظام حاكم وعندما تخلق توازن ما بين العالم الحقيقي والرقمي سيكون الأمر اقل صخباً ولكن الحقيقة أنها حمى موجة توجه عام ,
أصبح الأمر أدمان فلا ينكر أحد أن المنصات الإليكترونية ولغة التواصل الجديدة عبر الشاشات والأسلاك ,جعلت بعض الأشياء أسهل ولكن هل لم تتضمن السهولة بعض الملل وعدم البحث والركون اللي الكسل بالفعل الموضوع أصبح من مجرد تقنية تعمل لمصلحة الأنسان اللي فجوة إلكترونية تمتص الطاقة والوقت وتقتل الأبداع والإلهام.أصبحنا أكثر كسلا في بناء علاقات اجتماعيا أكثر جنوحاً للعزلة وتسربت عزلة اجتماعية داخل الأسرة الصغيرة وبالطبع ضاعت معالم ما يسمى اللمة والاجتماع داخل بيت العائلة الكبيرة ....أصبح كل فرد منسحب نفسياً داخل شاشة صغيرة ذكية يتواصل ويتواصل وينتظر تعليق أعجاب بحركته الدائبة على مواقع التواصل
أصبحت الصداقة أقل متانة فالأصدقاء صاروا كثر ولكن عن طريقة شاشات ذكية,أفتراضية رقمية صار المزاج حالة تعبر عنها أيقونات ,صارت الخصوصية مرتع للأصدقاء, صار هناك تشتت ضياع فقدان لمعاني التواصل من الأساس من حيث أداب التواصل والتوقيت والكيفية أصبح الأمر مثل طبق كشري يحتوي على كل شيء ويصعب هضمه ولكنه لذيذ. ذلك خلق مرض نفسي وظاهرة متلازمة نفسية تسمى الفومو أدمان مواقع التواصل الاجتماعي نعم أنت أصبحت مدمن وشخص متماهي مع الذكاء الرقمي ,أصبحت مشترياتك إلكترونية محفظتك إلكترونية ملفك رقمي مرجعتيك رقمية ,ثقافتك رقمية,
هل أنت لازلت أنسان لا يا سيدي أنت بشري متعجرف ورقمي كل أفكارك صارت بلا مرجعية بل أراء متراكمة بلا حيثيات.اختصار لمصطلح "Fear of Missing Out" الفومو ببساطة يعني الخوف من أن يفوتك شيء، وأكثر شيء نخاف من أن يفوتنا هو الأخبار الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعيوظاهرة الفومو ليست بالشيء الجديد فلقد كانت موجودة قبل اختراع الإنترنت حيث كان الناس يحرصون على متابعة الجرائد باستمرار ودورية ولكن الأمر صار في توحش مع ظهور منصات التواصل الاجتماعي فقراءة الجرائد لها حدود وعدد من الصفحات ينتهي ولكن أنت أمام تنين مجنح يحرق مكتسباتك الإنسانية عن بكرة أبيها ويحيلك اللي عبداً له رغم أنك صانع ذلك العالم ولا تدين لأحد بشيء غير الله خالقك.للفومو أعراض أبرزها القلق والميل اللي الانطواء ,تذبذب في الحالة المزاجية ,قلة الثقة بالنفستلك الأعراض بدائية وقد تتطور اللي وساوس قهرية وقد تذهب اللي ذُهان. أنظر اللي نفسك أنت أصبحت مشتت بين المنصات ما بين الصور والدردشة والتعارف وحتى تكريس وقتك لصناعة فيديوهات تكسر حاجز الخصوصية داخل بيتك.حياتك أصبحت مجرد حكايات وصور وفيديوهات.
أنت في تشتت كامل بلا منهجية بلا تصنيف بلا رادع.النظام يا سادة نحن ننتمي للإنسانية وهي في الأساس صبغة اجتماعية صيغة فكرية تدعو للتأمل ....للأسف نحن الأن بتلك الفوضى الرقمية صرنا نعود للبدايات لبشريتنا الموحشة المنتمية لغرائز يتم أشبعاها تباعاً لتتجدد ثانيةً بلا توقف ..........
الجنوح اللي البشرية وضعنا جميعاً في كارثة اجتماعية فأصبحت العلاقات أكثر خشونة ...حدث تباعد اجتماعي كبير .... انفصام ما بين الصورة الرقمية والملف الرقمي وما بين الصورة الحقيقية والملف الفعلي صارت هناك فجوات سحيقة.نعود لنقطة البداية الإنسانية والبشرية وما بينهمنعم، أعلم أن هناك غرائز لابد أن يشبعها الأنسان ولكن عندما تصبح الغريزة الحاكمة فالإنسانية تنكمش وتتسرب لذلك فلا مشكلة من وجود جزء بشري.وهنا الدليل الاجتماعي للرجوع اللي الإنسانية وتقليص دور البشرية.
أولاً :العرفان هو أول الخطوات أولى من تقدم له العرفان هو خالقك لتشكره على كل نعمة وأولها وجودك فأنت موجود بمشيئة ورغبة ألهيه أنت لم تقتات ولم تستحق هذه النعمة بعد فأنت لم تعطي شيئاً بل خلقت من العدم وبثت فيك روحاً وخلق الله لك عالم داخلك يسمى العقل ومن تلك النقطة يجب أن تعمل معرفتك بحقيقة وجودك وبخالقك أول الحقائق التي تعود للعرفان لله ولكل خلقه للإنسانية كلها بلا تحيز فلا وجود فوارق طبقية ولا اجتماعية بين وبين أنسان أخر ............
لا فوارق ولا لون ولا ديانة ولا جنس بل الكل في الإنسانية سواء بلا عنصرية ولا تمييز .....الأ أنت عرفت الله وشكرته وأدنت له بالولاء والعرفان والانتماء الكلي أنت تدرك وتعرف أن الله خالقك ومرسلك للدنيا .أستقرت نفسك نحو معرفة الخالق ليكون الوقت مناسب للأمر الثاني الامتنان وهو شكر الله على كل نعمة وأهمها وجودك من الأساس.أذا نقلنا تلك المفاهيم اللي الإنسانية بشكل أضيق وهي عندما تبدأ في الاحتكاك الاجتماعي فسوف تدين بالفضل لوالديك ولأسرتك وتخلق حينها علاقات ستشعر بالعرفان ويكون ردة فعلك الامتنان ومن هنا تصبح العلاقات أكثر صلابة فأنت حصلت على معروف وقدرته وقمت بردة فعل تتمثل في الامتنان الكامل لذلك المعروف.لذلك فقد أن الأوان لتعطي أنت ويشعر من حولك بالعرفان ثم الامتنان ....
هنا بدأت بتكوين شبكة اجتماعية بلا تعقيدات علاقات سليمة ما بين صداقة وجيرة وأعجاب وعشق وإنسانية....
العلاقات القائمة على العرفان والامتنان هي علاقات صحية ليست واهية ولا افتراضية بل قائمة على التواصل الحقيقي بناء يبدأ من الأسفل اللي الأعلى بدراسة للتربة من خلال التقرب من المحيط الذي يشبهك كأنسان فالمجتمعات تبنى على التآلف أولاً ثم تقبل الاختلاف ثانيةً والتوحد على أهداف مشتركة.العلاقات الصحية تنشأ من منطلق علم النفس الاجتماعي وهي منظور فكري لتناول السلوك الإنساني ككائن اجتماعي يكون وحدة اجتماعية مكونة من مجموعة من الأفراد تربط بينهم علاقات اجتماعية يحدث بينهم تقارب سلوكي ونفسي تنشأ على أثره العلاقات وكلما كانت العلاقات متكافئة كلما كانت أمتن .
التكافؤ هنا هو من منظور العرفان والامتنان معادلة اجتماعية تدور رحاها بلا توقف علاقة سليمة كاملة تفاعلية أنسانية. علموا أنفسكم ثم انقلوا اللي اولادكم مفاهيم العرفان والامتنان لله الواحد ثم لكم ثم دعوهم يشاركوا تجاربهم الإنسانية بتلك المعادلة مع محيطهم، لا تتركوا أنفسكم للعالم الموازي فهو لا يترجم تلك المعاني، الألأت صماء ولا تدرك أنسانية الموقف ولكنها أكثر بشرية وتوحش مما تظنون فقد خلقنا تنين ممكن ترويضه بالإرادة والحكمة في التعامل مع كل المتغيرات.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات