كيف تتغير الحياة فجأة؟ بدون أي تحذيرات؟ أم انها تتغير رويداً رويدأ؟
كيف تتغير الحياة فجأة؟ بدون أي تحذيرات؟ أم انها تتغير رويداً رويدأ ونحن البشر كالضفاضع التي لا تشعر بحراراة الماء اذا قمنا بزيادتها تدريجياً ولا تقفز منها كما تفعل عندما نقوم برفع حرارة الماء فجأة، انها تتصرف علي النقيض تماماً تبقي هناك حتي تموت. ولكننا أكثر حظاً لأننا لسنا في وعاء اختبار، فنظل نتقبل التغييرات الصغيرة، واحد بعد الآخر الي ان ينتهي بنا المطاف لا ندرك من نحن، وكيف انتهى بنا الحال الى هنا.
كيف اصبحنا اشخاصاً لم نكن نتوقع أبداً ان نكون هم؟ كيف تغيرت زريعتنا؟ طبيعتنا، فطرتنا، قلوبنا؟ كيف تتغير القلوب على أي حال؟ كيف نتعرض لنفس الموقف، في المرة الأولي ننهار وفي الثانية لا نبالي؟ فيي رواية "ظل الريح" ل"كارلوس زافون" قالت شخصية فرعية في الرواية: ان افضل ما في القلوب المحطمة أنها تتحطم مرة واحدة، وما يأتي بعد ذلك مجرد خدوش. ولذا أظن أن القلوب لا تتغير ، انها تتحطم، تتعب، تكفّ عن الاكتراث.
وأعتقد أن ذلك يفسر تماما لماذا وأنا في التاسعة من عمري كنت أقترب من الفتاة التي تتعرض للتنمرر في الصف بسبب تصرفاتها الغريبة التي لا يقبلها أحد، وأقدم لها النصائح كي تكون شخصاً أفضل، وأساعد صديقة أخرى كي تجد طريقة ما للخروج من كوابيسها، وأساعد الجميع بالرغم من تفاوت أعمارهم في حل معضلاتهم النفسية لأصبح يوماً بعد يوم الشخص الوحيد الذين يشعرون بالراحة أثناء الحديث معه. ووجدت نفسي وأنا في العشرين من عمري ابعد ما يكون عن ذلك الشخص الذي يقولون له لا يمكن ألاّ تكوني اي شيئ سوى طبيبة نفسية، وجدتني ابعد أميال عن هباتي ومميزاتي الحقيقية، وأبحث عمّا يميزني في المكان الخاطئ، وسط الأشخاص الخطأ، وأبعد كل البعد عن حقيقتي التي هي مميزة بذاتها ولا تحتاج أي جهد لاثبات ذلك، ويفصلني عن الناس سنين كلام، ولا أذكر المرة الأخيرة التي خضت بها حديثاً جيداً مع شخص ما.
ان كنت مشتتاً ولا تعرف اين انت كل ما عليك هو ان تأخذ خطوة الى الوراء وتبحث عن فطرتك، رحلة صعبة لكنها تستحق المجازفة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
🌷جميل