تقييم ومراجعة كتاب مباريات الجوع — للمؤلفة سوزان كولنز
مرحلة معرفتي بعالم مباريات الجوع :
كنت أبلغُ الخامسة عشر حينما شاهدت مع والدتي فيلم مباريات الجوع وكنت اشعر بالملل الشديد ولكن شدّتني والدتي لهذا الفيلم فقد شاهدته والدتي سابقًا وأخبرتني أنهُ رائع بدأت في مشاهدته وعندما أنتهى بدأت مرحلة تعلقي في هذا العمل أصبحت ابحث على الإنترنت عن معلومات اكثر ارغب بمعرفة المزيد عنه — وفجأة اكتشفت أنه رواية — أخذت وقتًا طويلًا حتى اشتريه وكانت سعادتي تفوق كل شيء وقمت بشراء الجزء الثاني “ ألسنة اللهب” بعد مدة. لم أشرع في قراءة الكتاب لأنني شعرت بأنني سأقتل متعتي أن قرأتهُ سريعًا وبعد تلك السنين الطويلة عدتُ ثانيةً إليه في سنة الثالثة والعشرين، تتركز تدوينة اليوم عن كتاب مباريات الجوع الجزء الأول مع الفيلم.
فكرة الرواية :
مباريات الجوع هو عالم ديستوبي مليء بالفساد والتدمير وقتل الأبرياء أو تربيتهم على أن يكونوا أقوياء حتى ينتصرون، بعد سقوط أمريكا تظهر بانيم رمزًا للتدمير والقتال لفتيان وفتيات منطقتها، يختارون سنويًا اثنا عشرة فتى وفتاة من كل مقاطعة يبلغون العمر من الثانية عشر إلى الثامنة عشر ثم يشاركون في الميدان ليقاتلون بعضهم حتى ينتصر واحدًا منهما. شتساركنا سوزان قصة حُب مُلفته مع نهاية تغلق ألف باب للشك، سَنتألم كثيرًا مع شخصياتها سَنمارس الأنانية لوهلة ثم نعود نغتمر بالحب مع ثنائي مقاطعة الثانية عشر.
مراجعتي عن الرواية :
أحمل بين يدي كتاب يطوي أربعة مئة صفحة والكم الهائل من الأحداث والمشاهد والتصّور، الكتاب خالي تمامًا من الأدب الإبداعي — لغته ليست ركيكة وثقيلة شعرتُ بأن المؤلفة تميل كثيرًا للوصف والمشاهد التخيلية أكثر من كونها مادة أدبية نتمتع بالقراءة والتّصور وقد تميزت الكاتبة بالنسبة لي بالتّصور — سهل قراءة هذا الكتاب لشخص لم يسبق له القراءة من قبل، السرد رائع الأحداث رائعة الشخصيات منظم توقيتها في وقت الظهور ومعرفة وقت المغادرة أغلب الروايات التي قرأتها تختفي وتظهر شخصيات من العدم ولا اعرف سبب وجودها الأساسي، سوزان تعرف كيف تنظم شخصياتها وأسباب تواجدهم المنطقية، لم يسبق لي من قبل شاهدت قصة أو فكرة مثل هذهِ ولكنها حقًا جذبتني طيلة قرائتي أشعر بأنني في الغابة مع كاتنس استشعر الشمس وتقلب الطقس وشعرت بشدة تقرّب الشخصية الرئيسية في القصة “كاتنس” للقارئ ليست كما كانت في الفيلم، كانت تتحدث عن كل شيء وعن مشاعرها وعن حزنها ونقاط ضعفها، مشاهد كثيره جدًا اعجبتني وأبرزها مشهد ثمار التوت شخصية بيتا حينما كان يبحث في النباتات كانت أفضل المشاهد لدي، مشهد كاتنس و رو المؤثر، تفجير كاتنس للمؤن، فكرة الطائر المقلد، الكتاب رائع جدًا وطويل وشعرت بالراحة حينما شاهدت الفيلم بعد ذلك قرأت الكتاب لأنني قد احسنت في تذكر كل التفاصيل التي قرأتها، أعجبني حقًا الكتاب وسأكمل قراءة الجزء الثاني والثالث إن شاء الله.
ترجمة الكتاب :
كانت من أسوأ وأبرز النقاط في الكتاب الترجمة جدًا سيئة وجعلتني أشعر بالملل كانت أغلب الترجمة “أن لم تكن كلها “ حرفيه، مثل هذهِ الجملة في صفحة الخامسة والثلاثين:
تسأل إيفي ترنكيت عما إذا كان هناك متطوعين، لكن أحدًا لم يتقدم.
هذهِ الجملة جعلتني أشعر بالغضب والملل في وقتٍ واحد، كانت سيئة جدًا ولكن القصة ساعدتني على تجاوز هذهِ المشكلة وأن كانت هناك ترجمة أفضل لقرأت الرواية ثانيةً.
الرواية بالنسخة الإنجليزية -الأصلية”- :
كانت جيدة نوعًا ما ولغة الكتاب بسيطة ليست أدبية بحت ليست كما كانت غاتسبي أدبية وصعبة جدًا استمتعت بالقراءة بالنسخة الأصلية واظن لا يوجد اختلاف شديد بين النسخة العربية أو الإنجليزية واقصد بذلك الترجمة ربما يكون هناك بعض الأخطاء ولكن ليست بارزة — بالإنجليزية الرواية تكون أطول بكثير من العربية.
مراجعة الفيلم :
الفيلم بلا شك رائع ولا أشعر بالملل حينما اشاهده أكثر من مره ولكن بعدما قرأت الرواية اختلف الفيلم عني كثيرًا على الرغم إنني شاهدت الفيلم قبل قرائتي لرواية ولكن لأن هناك الكثير من التفاصيل محذوفه من الفيلم تفاصيل كثيره كانت مذكوره لم اشعر بها ولم أجدها في الفيلم وتسألت هل صعبت على المخرج أم لم تكن لها فائدة إضافتها في الفيلم.
مشهد الختام في الميدان كان مختلف تمامًا عن الكتاب، في الكتاب المشهد كان كاتو آخر المقاتلين في الميدان يركض ويلهث وكان قريب من كاتنس وبيتا وآمرهم يركضون بالهرب، في الفيلم المشهد مختلف المخلوقات المتحولة بدأت بملاحقتهم ثم حينما وصلوا البوق خرج لهم كاتو — البوق في الكتاب لونه ذهبي فاتح في الفيلم فضي غامق و ربما لأن هذا مرتبط بالسوداويه جعلوه فضي غامق.
مشهد الختامية بإختصار كان أطول في الرواية واقصر في الفيلم — كاتنس تضرب على الزجاج لأجل بيتا بعدما أدخلوه غرفة الجراحة لأنه كان مُصاب، سينا يجهز كاتنس لأرتداء الثوب الأصفر الذي يدل على البراءة و الطفولة بسبب تصرفها في الميدان عندما قررت قتل نفسها مع بيتا، فتاة الأفوكس تقدم الطعام لكاتنس وتخبرها أن بيتا بخير بعلامةً منها.
أحببت الفيلم كما أحببت الكتاب ولكن إن وجب عليَّ الأختيار فأنني ساختار الرواية “الكتاب” على الفيلم لأنني شعرت بقرب كاتنس كثيرًا عكس كما حدث في الفيلم صحيح لأنها كانت الراويه ولكن تضل قريبة للقارئ. في الفيلم كانت اشبه بالشخص الصامت الذي تجهل نواياه وبالكتاب تتحدث عن نواياها وعن مشاعرها وخوفها كم قلت سابقًا، الفيلم رائع جدًا ويستحق المشاهدة حقًا.
الفيلم أولًا أو الرواية ؟
في الحقيقة أنا شخصيًا لم اختار من قبل وبلعكس بالنسبة لي كانت فرصة رائعة لأنني وجدت عمل مثل مباريات الجوع سواء كان أدبي أم مرئي ونقطة التنبيه هنا عن المدة في العمل، إذا أردت ان تكون مباريات الجوع مدتها طويلة ومليئة بالأحداث والمشاهد وتعيش مدة طويلة مع القصة فالكتاب اختيار مُناسب وأن كنت تريد قصة مُصغرة أو ملمه بالتفاصيل الأبرز في القصة والأحداث السريعة فهو الفيلم. هذهِ المعادلة البسيطة في الاختيار لأنني لاحظت الكتاب كانت فترته طويلة جدًا وأحداث كثيره على عكس الفيلم مختصر جدًا.
- إقتباس من الرواية :
إننا لسنا سواء فصليين مأساويين.
كلما مرّ الوقت بدأ الأمر أقل إحتمالًا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
من الجميل أن يكون لديكِ شيء شغوفة به. تدوينة جميلة، أحسنتِ 💜