تقييم و مراجعة رواية الجزيرة الأخيرة للمؤلف زولفو ليفانيلي — ترجمها: صفوان الشلبي

المقدمة;

من أسلوب بدائي طفولي يغمرك باحساس الطفولة والحياة الهادئة الطبيعية مع أصوات النورس بعيدًا عن ضجيج المدينة والبنايات المرتفعة والمدن الصناعية ينعمون سكان الجزيرة بالهدوء والاستقرار والمحبة وقوة الصداقة بينهم ثم تتحول إلى عالم ديستوبي ملئ بالدماء والسفك ورئيس سابق متمرد يضع رجلهِ على رمل الجزيرة ثم يقوم بتدميرها وتدمير حلم سكينتهم ونعيمهم في هذهِ الجزيرة وفي سياق الرواية سَتجد إنها تتحول من سكينة إلى قلق مستمر وخوف و ذعر من أهالي سكان الجزيرة ليفكروا بالرحيل عنها بعد عيش حياة النعيم والبساطة.

إنها الحلم، إنها جنة الله على الأض إنها الجزيرة، يعيشون بها حتى يحلمون ويهربون من صخب العاصمة وبالطبع لا حاكم لها إلا مالك هذهِ الجزيرة ولا يرى نفسه إلا مثلهم مع جيرانه و اصدقائه ولكن سيأتيهم رجلًا يعيق هذهِ الحركة ويقلب الجزيرة إلى سخط عليهم.

كانت الطيور تصفق أجنحتها وتتسائل لن نتمكن من الوصول إلى موطننا، فماذا حل لموطنهم؟ كانت الثعابين قد وجدت منزلًا لها و وجبات شهية كانت الثعالب تنفرد في فريستها.


كلمة المُقدم;

بالغ المقدم بشكل كبير في تقديم هذهِ الرواية وهذا أول أدب تركي اقرأه وانا أعلم في قرارة نفسي إنهُ جيد لأنه من إصدارات المجلس الكويتي وانا أثق بشدة بإصداراتهم لذلك المقدم ربما يكون على حق في وضع وتقديم هذهِ الرواية.


لماذا ارتبطت الجزيرة الأخيرة بغاتسبي؟

هذا ما فكرت بهِ و أنا على متن الطائرة لمدينة الرياض، وكنت أدون الكثير من الملاحظات على الكتاب وأثار حيرتي محاولة مني لفهم الجزيرة الأخيرة لأن المقدم قَدّم الرواية بشكل مبالغًا به فأحترت كثيرًا لماذا قدّمها بكل هذهِ المبالغة وعلى ذلك فإنها تستحق من المؤكد.

الذي تتشابه بها بغاتسبي إنها تتميز بالحلم وكلاسيكية ومن قرائتي لها شعرت إنها «صراع الانسان مع ذاته» لأنك لن تجد لهذهِ الرواية أسماء او شخصيات ذو ملامح إنها فقط جزيرة صغيرة بعيدة عن العالم وصخبه مع شخصيات قليلة تُسمى بالأرقام — هناك شخصية واحدة فقط لها أسم وهي لارا حبيبة الراوي! وهذا غريب جدًا.


«الحلم»

هو ضجيج الرواية وربطها بغاتسبي.


السرد الروائي ;

الأسلوب كأنه على وشك إن يحكي لنا ولكنه يتوقف في ذكر حادثةً أخرى وهذا مُزعج جدًا بالنسبة لي وهذا الأسلوب ذكرني بقنبلة أعياد الميلاد التي تنفجر فجأة وتنثر الكثير من الورقات المقصوصة الصغيرة كأنه على وشك إنه سُيفجر القنبلة التي ستحول مسار الرواية ولكنها نجحت بالفعل. شعرت بالبداية إن الراوي طفل صغير يرى الأشياء بأسلوب الصداقة والعفوية ولكن بعد ذلك نكتشف إنه رجل كبير بالسن ولكن أسلوب السرد كان بدائي وطفولي قليلًا مثلما يركض لك طفلًا ليحكي عن قصته في موقفًا ما.


الترجمة;

ترجمة جيدة جدًا.


بالحلم وَلدَا غاتسبي العظيم والجزيرة الأخيرة.



المشهد المُفضل ;

أفضل مشهد حينما ذهب الصبي ليشارك الفرخ لحظاته الأولى في الطيران وفرحته بعد محاولات عديدة للطيران ومساعدة الطيور له على الطيران ونجح بعد تربية الصبي المُعاق ذهنيًا بإطعامه والعناية به و رؤية الراوي لهذهِ اللحظات السعيدة بالنسبة له وتقريبًا لكل القرّأ بعد لحظات السفك التي تجعلك تشعر بالغضب والحزن كان مشهد رائع يُغير قليلًا في المشاهد السابقة المؤلمة.



تساؤلات ;

من خلال القراءة لهذهِ الرواية تكتشف إن الأنسان مخلوق يُدمر كل شيء بيده — ماذا لو لم يقصوا الأغصان المتدلية ؟ وعاشوا في هدوء تام وانخرطوا في رؤية البيئة وهي تنمو وتتكاثر دون تدخل الأنسان بيديه وطمعه في تحويل مخلوقات الله إلى فرصة تجارية مربحة !

نهاية غير متوقعة في الحقيقة.



لقد كنتُ لك صديقًا جاهلًا سبِّب لك الأذى أكثر من عدو عاقل.


التقييم النهائي ; ٧ من ١٠ 🏝️.


حصة سعد 2o

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حصة سعد 2o

تدوينات ذات صلة