تحقيق الذات هو من أسمى الغايات الانسانية في حياة البشر
والوصول اليه يتطلب العديد من الادوات والاساليب التي تقرب الانسان من شخصيته الحقيقية والتي تعكس هويته المستقلة عن المجموعة التي ينتمي إليها
وقد اهتم عالم النفس الامريكي إبراهام مازلو بالدوافع والحاجات الانسانية وكيفية إشباعها وتحقيقها و قد كان لمفهوم تحقيق الذات الحيز الاكبر في نظرياته
والتي لخصها في عدة سمات تميز الاشخاص المحققين لذواتهم ذكرها الدكتور خالد القليوبي في كتابه (علم نفس الشخصية) سأذكر لكم اهمها :
1-ان الاشخاص المحققين لذواتهم لا يخلطون بين الغاية و الوسيلة
2-انهم يتقبلون انفسهم والآخرين والعالم الطبيعي كما هو
3-انهم يقاومون الامتثال للعادات والتقاليد والخضوع لها
4-ان علاقاتهم الحميمية بأشخاص قليلين يكنون لهم حباً خاصاً يغلب ان تكون عميقة وذات طابع انفعالي عميق دون ان تكون سطحية
5-ان روح المرح لديهم ذات طابع فلسفي وليست ذات طابع عدائي
ولديهم تواصل جيد مع الحس الفكاهي (اي ان الشخص يكون مرحاً بدون ان يجرح مشاعر الاخرين)
6-انهم يتمركزون حول المشاكل بدلا من ان يتمركزوا حول انفسهم
7- لمعظمهم خبرات روحية او غيبية عميقة دون ان تكون سطحية
8-الشعور بالتلقائية (أي ان الشخص يتصرف على سجيته وبما يتفق مع مايشعر به)
تحقيق الذات عملية ليست يسيرة وقد تأخذ عمرا بأكمله للوصول اليها ولكن الوجهة الى ذاتك تستحق كل العناء والجهد ، و اكثر الطرق المهجورة في نفوس البشر هي تلك التي تقودهم الى ذواتهم، لأنها مليئة بالالم المصاحب للتغير وتتطلب الشجاعة والجدية ليرسم الانسان طريقاً يوصله الى شخصيته الحقيقية
والجدير بالذكر ان العديد من الناس يفضلون الوصول للمال والمنصب والجاه والشهادة والثروة والعلاقات الاجتماعية ولكن القليل فقط من يقرر ان يوقف فوضى الاهداف المزيفة والاماني الفارغة ليشق طريقه في البحث عن نفسه اولا قبل ان يبحث عن اي شي اخر في الحياة
يحضرني في هذا السياق تساؤل عميق للغاية استوقفني لجلال الدين الرومي يقول فيه:
ماذا عنك؟ متى ستبدأ هذه الرحلة الطويلة إلى نفسك ؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات