هل تُحب أن تُعبر عمّا بداخلك؟ هل تُريد اظهارَ بعضاً من الكسور؟ اليك هذين الوصفين لتعلم ما يدور في خاطري ربما تشعر بالراحة عندما تجد شيءٌ يَصفُك.

هَشْ!

هل أنتَ على ما يرام ؟

من، أنا ؟

أجل أنت، لا أحدٌ هنا غيرك.

اعذرني لكن لم اسمعك.

لماذا؟

لا أعلم إن أخبرتك بذلك فقد أضطر أنا الى البكاء لأنني أصبحتُ خفيفاً نوعاً ما وفارغاً من الداخل، تشعر وكأنك ورقةٌ خفيفة تسقط من شجرةٍ تُحركها الرياح كما تشاء، هي لا تعلم أنه الوداعُ الأخير لها وأنتَ كذلك, لا أعلم لماذا لا يدوم هذا الشعور طويلاً، بمجرد أن تغفو لمدة دقائقَ قليلةٍ سوف تستيقظ على ضجيجٍ داخلي أسوء من ذي قبل، تحاول الهروب مجدداً، لكن لن تستطيع إخفاء دموعك هذه المرة. أَأُخبرُكَ؟ أحياناً في صمتٍ عارمْ وبرود قاتل وعلاقات هشة، ننمو! نُخفي إحباطنا وقَلقِنا الذي يكاد يُخرج لنا وجهاً آخر، الأنين والحنين والأحلام البنفسجية كلها محصورةٌ في زوايا هذا الجسد المتهالك, لكن مع مرور الوقت تُصبح هذهْ عادةٌ طبيعية بالنسبة لواقعِ حياتنا، نَخرج بوجهٍ معاكس لذلك الوجه المتهتك، لم أسمعك لأني كنت حقاً في إحدى هذه الزوايا التي لا تَصلح للعيش فيها، لكن سَنصبر حتى النهاية.


مُهَمَّشْ.

إنَّ رُوحي مُهَمَّشةٌ يا الله!

تَكادُ أنّفاسي تَخرجُ مِن فُوهةِ تِلكَ الحَنجَرة، تُمسك بِرقَبتكَ مُحاولاً إرجاعِ رُوحكَ إلى جَسدِك، تَمشي قليلاً من الخطوات الخَفيفة، وَكأنكَ تَطفو على غَيمةٍ بَيضاء، لا تعلم أين وُجّهَتُكْ، مِثلَ ورقةٍ تَسبحُ على وَجهِ الماء، خَفيفة، وُجهتُها مُتَغيرة، أحياناً نَصطدم بِمَجهول، يَتكررُ معكَ الإصطِدام أيامٌ وشُهور وسِنين، لَن تَشعُرَ بذلكَ أبداً، فَما عادتْ رُوحُكَ تُبالي بِشيءْ، رُبَما تَرتَطِم هذهِ الوَرقة بِصَخرةٍ تُثَبتها مَكانها، وربما أنتَ تَنّجُ مِن تِلكَ الحَّوادثِ والتَّصادمات، لكنها مُتّعَبة، مُهَمَّشة، تَنّزِف، حِينها تَخْرُجُ تَنهيدةٌ تُسمعْ، وَكأنها لَحنٌ حَزين مُرتَدْ، لكنَ رُوحُكَ تَبقى بالطَّوفانِ في السَّماء، إنَّ رُوحي تُقتل مِن خَالِقها فقط، حينَها تَطيرُ إلى الخَلاص، إلى الأبد.


بقلم: حمزة تيم.


حمزة تيم
إقرأ المزيد من تدوينات حمزة تيم

تدوينات ذات صلة