ستة أسئلة تساعدك على اختيار الدورات التدريبة الملائمة لك.

شعرنا جميعاً بالملل القاتل خلال فترة الحجر المنزلي بسبب فايروس كورونا المستجد. سئمنا من مشاهدة الافلام و انتظار الأخبار اليومية و متابعتها عن كثب فيما يخص حصيلة أعداد المصابين. انقلبت الأمور جذرياً في تلك الفترة و تحولت معظم حياتنا لاتصالات مرئية عبر الإنترنت، حيث أن المنظومة التعليمية و المهنية أصبحت تطلب مهارات تقنية إضافية مواكبةً للأحداث الجديدة. و كما نعلم فإن الوضع الوبائي في العالم غير مستقر حتى هذه اللحظة و للأسف فقد الكثير من العاملين وظائفهم في ظل الظروف الراهنة.


و لكي نتجاوز هذه المحنة، علينا أن نبدأ بأنفسنا و نبحث بذواتنا بدقة أكبر وتحديدا عبر إستثمار أوقات فراغنا أثناء الحجر المنزلي بقدر المستطاع. لذا يجب أن نبادر في تعلم عدة مهارات و دورات تدريبية مهمة لترفق في سيرتنا الذاتية، علماً بأن حصولك على أكثر من مهارة سيفتح لك مجالات عديدة أو ربما يساهم في رفع دخلك على الأقل في ظل سوق العمل الذي تحتد به المنافسة. و بالطبع هذه هي نقطة الإنطلاق لكي تطور من شخصيتك ومهاراتك بشكل مكثف و في ظروف ملائمة أكثر ،


يوجد عدة أسباب تدفع الشخص الطموح الذي يراهن على ذاته لإستغلال فرصة الحجر لصالحه. وقد وفرت العديد من المواقع الإلكترونية دورات تدريبية مجانية بمختلف المجالات تعمل على تطوير معرفتنا و مفاهيمنا بأسهل الطرق. لذا فإنّ الأسباب التي تدعونا للتسجيل في هذه الدورات التدريبية في فترة الحجر المنزلي واضحة جداً و تتلخص بما يلي:


السبب الأول : عليك أن تستثمر وقتك و نفسك للمستقبل تماماً كمثال الشجرة التي تبدأ بوضع بذورها في التربة الخصبة و الإهتمام بها كسقايتها و تسميدها حتى تحصد ثمارها، أيّ أنك تستثمر جهودك حتى تحصد محصول كثير و مثمر ، حتماً ستعود عليك المهارات التي تعلمتها بفائدة وظيفية مهمة أو فائدة شخصية أهم في المجال الذي تفضله .


السبب الثاني: إن التسجيل في مثل هذه الدورات و المهارات المختلفة سيرفع من قيمتك السوقية. أي أنَ المهارات التي ستبدع و تتفرد بها عن غيرك ستكون السبب بتميزك و إبداعك في بيئة العمل، و تعد مشاركتك في مثل هذه الدورات هي السبيل الحقيقي لتطوير ذاتك و رفع مستوى حرفية أداءك في العمل. بالإضافة إلى شهاداتك الأكاديمية التي قد حصلت عليها سابقاً و خبراتك، سترفع من قيمتك السوقية باستخدام معرفتك المكتسبة من تلك الدورات و ستكون أنت متفرد بذاتك مقارنة بزملائك بالعمل و غيرهم الذين لم يحاولوا حتى التقدم خطوة واحدة. يعتبر تحصيلك للمهارات العديدة و الدورات المهمة في سوق العمل هو عامل مفاضلة و ترجيح بينك و بين غيرك من الموظفين، حيث أنك تستطيع تحصيل دخل شهري ممتاز عندما تضيف قيمة مميزة للوظيفة التي تلتحق بها مقارنة بالكثيرين من أصحاب العمل منذ سنوات ولكن دون أدنى تقدم. لذا ركز بإستثمار نفسك حتى تجني ثروة مالية كبيرة و تصل لنجاح ملموس في وقت زمني قصير .


السبب الثالث: في السبب الأخير سأحاول ألا أكون محبط، لكن لا أستطيع إخفاء جزء من الواقع. في الآونة الأخيرة تعرض الكثير من العاملين في المؤسسات لإنهاء خدماتهم نظراً لعجز الشركات على تسديد العجز المالي. و بعد ظروف فايروس كورونا أصبح الأمر أشدّ خطورة، لذا أعتبر فترة الحجر المنزلي هي فرصة لفتح آفاق جديدة لعملك لكي تتعلم و تخوض التجارب في تخصصات حديثة و جديدة ربما تكون مطلوبة بسوق العمل أكثر من تخصصك الحالي .


إن كنت تتسائل عن ماهية الدورات و المهارات التي أدعوك للتسجيل بها، فلقد جهزت مجموعة من الأسئلة عليك أن تجيبها لتستدل على الدورات المناسبة لك :


أولاً : ما هي نقاط ضعفك في العمل ؟

اطرح هذا السؤال على نفسك، و فكر قليلاً بالمهام التي قد تطلب منك في عملك و تجد صعوبة في تنفيذها مع القليل من الإحراج و التوتر. مثلاً : لو طلب منك مديرك في العمل أن تلقي خطاب أو عرض تقديمي أمام الموظفين و شعرت حينها بتوتر شديد أدى لإخفاقك في هذه المهمة، أو طلب منك أن تتواصل مع العملاء لحل مشكلة معينة و قد وجدت صعوبة في التواصل معهم، عليك أن تبدأ الآن بإضافة مهارات عن طريق التسجيل في دورات مخصصة تطور نقاط ضعفك حتى تتحول إلى نقاط قوة لصالحك في العمل. و أضعف الإيمان أن تتصفح الموضوع عبر الإنترنت إن كنت لا تستطيع التسجيل في الدورات المجانية و البدء بالتدرب و ممارسة ما تقرأه كي تنجح في أداء مهمتك و الواجبات الموكلة إليك .


ثانياً: ما هي وظيفة أحلامك ؟

ما هي الوظيفة التي تجد نفسك فيها و تتمنى دائماً أن تعمل في مجالها ؟ إذن ابدأ بالبحث حول المهارات التي تلزمك كي تطور نفسك لتتلائم مع متطلبات الوظيفة. على سبيل المثال : أطمح بالعمل كمبرمج ، إذن سأحتاج أن أبدأ بأخذ دورات مكثفة لأتعلم أساسيات لغة البرمجة و من الممكن أن ألتحق بأكاديميات عن بعد تختص بالمجال الذي أرغب به .


ثالثاً: ما هي قيمتك السوقية؟

قد تجد أشخاص يعملون مثلك في نفس المسمى الوظيفي و لكن يحصل على راتب شهري أعلى. و السبب في ذلك أن قيمته السوقية أعلى، بمعنى أن هذا الشخص يملك مهارات مميزة و متفرد بها أكثر من غيره، ولا يقتصر على دراسة الدورات التي تخص مجال عمله فقط، بل لديه شغف التعلم بمجالات تكمل مساره الوظيفي ليبدع به أكثر أو يتطلع من باب المعرفة لأخذ دورات لمجالات أعلى من منصبه مثلاً بالإدارة حتى يكون على إلمام جيد بالموضوع.


رابعاً: ما المسار الوظيفي الذي ترغب بالتوجه له؟

أحياناً تشعر بأنك تطمح لتغيير وظيفتك و الابتعاد عن مسارك، في ظل التغير العالمي و الثورة التكنولوجية تظهر كل عام وظائف جديدة و في الوقت نفسه تتقلص وظائف أخرى، لذا عندما تفكر في نقل مسارك الوظيفي إلى طريق آخر فلا تقلق, لقد أصبح الأمر أكثر سهولة من ذي قبل. يصبح بامكانك تغيير وظيفتك بأريحية عندما تبدأ بأخذ دورات تدريبية و ورشات تعليمية تخص المجال الجديد الذي ترغب بالإنخراط فيه .


خامساً: ما هي أهداف حياتك؟

انه أمر أكبر من مجال الوظيفة، و هي الغايات التي يطمح أن يصل إليها الإنسان. إن كان هدف حياتك أن تحصل على دخل شهري مرتفع، يجب أن تبدأ بتعلم المهارات اللازمة كي تحقق هذا الهدف عن طريق سلسلة من الخطوات التي ستقوم بإتباعها حتى تصل إلى هدفك. فكر في الأمر ملياً ستجد أن كل الأشخاص الناجحين في حياتهم لا يخمنون ما سيحدث في السنوات القادمة، بل يجتهدون لوضع أهدافهم و يبدؤون بتنميتها و العمل عليها كي تتحقق.


سادساً: ماذا يلزمني كي أحول عملي إلى مشروع ريادي و مستقل؟

بعد أن استجد فايروس كورونا أغلقت العديد من المنشئات، إذ ازداد إقبال الشركات العربية وحتى الحكومات على نظام العمل عن بعد و هذا ما سيكون جاهز عن قريب لمعظم الأعمال و الوظائف. إذن كيف من الممكن أن تتحول وظيفتي الحالية لوظيفة ريادية مستقلة؟ عليّ أن أبدأ عملي مع بعض المهارات التي تعلمتها حديثاً كي أستطيع أن أعمل بشكل مستقل من منزلي و عبر الشاشة الرقمية التي أمامي.


لست بحاجة لحجر منزلي لتبدأ التعلم الحر و القراءة. أفضل وقت للتعلم و تطوير نفسك هو الآن.


اذا اعجبك هذا الموضوع فبإمكانك التواصل معي و متابعتي على فيسبوك و انستاغرام و يوتيوب.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هيثم السلمان - The Mentalhead

تدوينات ذات صلة