أبرز النصائح التي تهم المقبلين على تغيير مسارهم الوظيفي

يشعر المرء في مرحلة معينة من عمره أنه يعمل بالوظيفة التي لا تتلائم مع شغفه ، و قد يستقيظ على هذه الأفكار بعد مرور فترة طويلة على اعتياده العمل بوظيفة تقليدية و يشعر برغبة حقيقية لتغيير مساره الوظيفي ، قبل أن أقدم عدة تفاصيل تخص هذا الموضوع سأطرح موقف حدث معي قبل ثلاثة سنوات ، حينها شعرت أنني تائه ولا أعلم ما هي مسيرتي المهنية الصحيحة ، راودتني فكرة غير عقلانية ولكن أحببتُ طرحها، ألا وهي : أنني أرغب بأن أصبح عازف جيتار محترف ، تسائلت لما لا أكون طفرة في هذا المجتمع و أكسر تلك القيود و أصبح عازف و أجني المال عن طريق هذا المجال ؟


حيث قمت بإقتراح الفكرة على صديقي و تحدث معي بكل موضوعية و صراحة ، بالتأكيد أثنى على فكرتي و صرح أن هذا شغف رائع بلا شك و الفكرة ممتازة ، لكن علينا ألا نبتعد كثيراَ عن الواقع و نختبئ خلف الشمس ، أكمل حديثه و طرح سؤالاً: هل هذا المجال يحقق لك دخل شهري مناسب في مجتمعنا العربي الذي نقطن به ؟ أو هل تستطيع أن تعزف دائما نفس المعزوفة للجمهور الذي ينتظر منك التجديد و الجهد الكبير ليتقبل الفن الذي تقدمه ؟ لا أنكر بأن أسئلته جعلتني أراجع أفكاري مراراً و تكراراً و أجلس مع نفسي بشكل أعمق لأتأكد إن كنت صائب بذلك القرار قبل أن أتسرع به ، بعد ذلك اكتشفت بأن هذا النوع من التضحيات للأسف لست مستعد له خاصة في ظل ظروف مجتمعاتنا العربية التي لا تتقبل هذا النوع من التغيير المفاجئ .


السؤال المطروح هنا : ما هي العوامل الحقيقية التي تدفعنا لتغيير مسارنا الوظيفي ؟


أولاً ، ربما في بعض الأحيان قد تشعر بعدم الإرتياح في وظيفتك ، ذلك لا يعني أنها غير مناسبة لك ، قبل أن تقرر أو تصدر حكماً ، عليك أن تراجع نفسك، من المحتمل أنك منزعج من المدير أو الموظفين أو حتى من الشركة بشكل عام ليس إلا، لذا يجب أن تقوم بتغيير الشركة و ليس تغيير مسارك الوظيفي.

إن أمعنا النظر سنجد عدة أسباب تدفعنا لتغيير وظائفنا ، حيث أن مواكبة التطورات السريعة في العالم تعتبر العامل الثاني الذي يدفعنا للتغيير ، بشكل خاص إن اكتشفنا أن الوظيفة التي نعمل بها أصبحت راكدة و غير مطلوبة في سوق العمل ، و هذا مؤشر حتمي بأن نبحث عن فرصة أخرى تتناسب مع مهاراتنا .

أحياناً قد نحظى بفرصة وظيفية كانت بمخيلتنا يوماً ما فرصة الأحلام ، أو ما زال شغفنا يشتعل نحو وظيفة كنا نطمح للعمل بها منذ الطفولة و حظينا بها مؤخراً حتى لو كان دخلها الشهري أقل من دخلنا الحالي ، يعتبر هذا العامل الثالث الذي يشجعنا على تغيير مسارنا الوظيفي ، و للأسف يرى الكثير من الناس أن المال هو المرادف للسعادة ، فيمضون حياتهم في عمل جلّ ما يفعله أن يدر عليهم الربح و هذا إن فعل ، حتى أصبح المال هو السبب الوحيد للعمل دون تسليط الضوء إن كنا شغوفين بهذه الوظيفة أم لا .


العامل الرابع ينص على أنه من الممكن أن يعرض علينا وظيفة لا تتشابه مع عملنا الحالي أو تعتبر هي فرع منه ، لكن السؤال المطروح هنا ، لما لا نمنح أنفسنا تلك الفرصة لنخوض التجربة بمجال آخر قد نبدع به إذا كان أفضل من الذي نحن عليه ، طالما أمعنا النظر و التفكير بشأنه ، عليك أن تتأمل بحياتك لبرهة و انظر لجميع الأمثلة الناجحة من حولك ، ستجد نجاحات كثيرة كان أساساها خوض التجارب و اغتنام الفرص .

تنقسم الناس لفئتين من حيث تقبلها للتغيير بشتى أنواعه ، حيث أن القسم الأول يتبنى الفكرة و يسعى لخوض التجربة أما الآخر يرفضها بشكل تقليدي بدون أي مبرر ، و دوري هنا بأن أقدم عدة نصائح لأي شخص يرغب بتغيير وظيفته لأي عامل قد ذكرته سابقاً ، في البداية ، عليك أن تدرك أن قيامك بمثل هذه الخطوة يحتاج منك البحث و التخطيط السليم ، عليك أن تتأكد بأن لديك عدة إمكانيات لهذا التغيير كالموارد و الوقت وغيرها!


ثانياً ، اطرح على نفسك هذا السؤال : هل أنا مستعد أن أقدم سلسلة تضحيات في سبيل هذا المجال الجديد ؟ حيث أن تغيير مسارك الوظيفي يحتاج منك أن تخصص وقت إضافي و موارد جديدة بلا شك ، و من الممكن أن يعيدك لنقطة الصفر و يجعلك تبدأ منها ، لكن ضمن أحلامك أو شغفك ، هل تتخيل حجم تلك التضحية ! دع هذا الأمر في الحسبان .


من النقاط الذكية التي يتحلى بها بعض الأفراد هو تحديدهم لمهاراتهم المتنقلة و هذه هي نصيحتي الثالثة ، على سبيل المثال إن كنت تعمل مبرمج في إحدى الشركات و طمحت للعمل كموظف مبيعات ، من المذهل أن تمتلك مهارات متنقلة ترغب في الإستفادة منها عند عملك في مجال آخر ، على سبيل المثال : أن تعمل موظف مبيعات لشركة برمجيات تبيع برامج خاصة بالمبرمجين ، ما هو يتوجب عليك حينها أن تستغل مهاراتك بشكل أمثل التي انت تتقنها في الأصل كمبرمج و الآن توظفها و تمارسها كبائع مختص بالبرامج التي يستخدمها المبرمجين ؛ و يحدث هذا لأنك على دراية بتفكيرهم و بالأدوات التي تعتبر من متطلباتهم كمبرمجين ، و بهذه الطريقة أنت أصبحت بائع متفرد و متميز ، استطعت ان تجمع بين اختصاصك و مهاراتك لذا ستكون مبدع في التواصل مع عملائك .


نصيحتي الرابعة : حدّد المهارات و الإمكانيات التي تلزمك حتى تصل لوظيفة أحلامك ، لأنه من المحتمل أن تكون الوظيفة التي ترغب بالتقديم لها بحاجة لشهادات معتمدة عالمياً ، لذا عليك أن تصقل نفسك و تبحث لإقتناء تلك الشهادات ، و من الممكن أيضاَ أنها تتطلب مهارات محددة عليك أن تمتلكها من خلال التدريبات المختلفة.


إن النصيحة المميزة التي ستساعدك كثيراَ في تغيير مسارك الوظيفي هي النصيحة الخامسة ، التي تطلب منك أن تتعرف على أشخاص يعملون في نفس المجال الذي ترغب الإنضمام إليه ، تعتبر عملية تواصلك معهم من أنجح الطرق لتتعرف على معلومات جيدة عن هذه الوظيفة قد لا تكون سمعت عنها من قبل ، و سيجعلونك تطرق لأسرار و خبايا لم تكن تدركها، كما أنك في بعض الأحيان قد تكون نظرتك لوظيفة أحلامك هي نظرة للقشرة الخارجية فقط ، و لم تطرق لبعض التفاصيل فيما يخص تلك الوظيفة : مثل السفر أو العمل لمدة طويلة سواء في ساعات الليل أو النهار ، لذا يعتبر الطريق السديد لمعرفة كل هذه الأمور هو التواصل مع هؤلاء الاشخاص.


النقطة السادسة و هي أخر نصيحة أقدمها لك ، يجب عليك أن تكون على إطلاع عميق في المجال الذي ترغب بالعمل به ، و ابقى على تواصل مع الخبراء المختصين في المجال الذي تطمح له ، حيث أن مواقع التواصل الإجتماعي سهلت هذه العملية في الوقت الحالي ، ربما تساعدك كثيراً في البحث عن هؤلاء الأشخاص و هم من ذوي الإختصاص ، ما هو يترتب عليك فقط أن تتابعهم و نطلب منهم تقديم النصائح المثمرة لك ، لا تتردد بالتواصل معهم ، مهما كانوا من المشاهير قد يكونوا من أكثر الأشخاص حباً لتقديم المساعدة لك و طرح ما يهمك في مسيرتك الوظيفية الجديدة كما تحتاج و أكثر .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هيثم السلمان - The Mentalhead

تدوينات ذات صلة