اعرف وافهم أكثر عن كيفية النظر إلى تغيير المسار الوظيفي

مع قلة الفرص الوظيفية، وارتفاع معدّلات البطالة من حولنا، يتسائل العديد منا عن إمكانية تغيير مسارنا الوظيفي سعياً للحصول على وظيفة مناسبة. لكن التساؤل لا ينتهي هنا، بل إن نجح الواحد منا في تحصيل وظيفة مناسبة، يا ترى ما هي التحدّيات التي قد تواجهه من جهة؟ ومن جهة أخرى كيف ستنظر الشركات التي نقدّم لها سيرنا الذاتية إلى هذا التحوّل؟


تزامناً مع جائحة كورونا، لوحظ مؤخراً ارتفاع لا يستهان به لمعدلات البطالة، حيث تسببت الجائحة لخسارة العديد من الموّظفين وظائفهم -وذلك لأن العديد استخدم كذريعة لطرد موظفيه-، بالإضافة إلى تعطيل العديد من القطاعات عن أعمالها. إلا أننا لو غيرنا زاوية رؤيتنا للأمر، نرى أن الجائحة هي الفرصة المناسبة لتوسيع نطاق العمل، بدلاً من النطاق الضيّق الذي كنا نعمل به، للتوضيح أكثر تابع قراءة المثال التالي:

إن كنت تعمل كمدرّب في مجال تكنولوجيا المعلومات حيث لاحظت أن مجال التدريب تقلص في الآونة الأخيرة نظراَ لما تمر به البلاد خلال جائحة كورونا ، ماذا عساك أن تفعل ؟ بعد بحث مطول و تواصل مع عدة أشخاص ذوي معرفة و خبرة و قراءة مقالات عديدة ، توصلت إلى التالي :


علينا جميعاَ أن نبحث و نتمعّن بمهاراتنا وخبراتنا والمعرفة التي قمنا باكتسبناها كي نتسغلها في الوظيفة والمكان المناسبين، حتى و إن سنحت الفرصة أن نوظفها في مجال آخر يختلف عن تخصصنا ، و هكذا من الممكن أن نفتح مجال و آفاق أخرى لوظيفة مختلفة عن تخصصنا ، من المحتمل أن نتفاجئ بإمكانيات ضخمة لم نتوقع وجودها بشخصياتنا ، لأنها تحتاج فقط للبحث العميق حتى تُكتشف . و إن تسائلت يوماَ : من أين سأحصل على تلك الوظائف ؟ نصيحتي لك أن تستخدم محركات البحث عن فرص العمل مثل: indeed.com /linked in.com


عليك أن تستخدم المهارات المميزة التي كنت تقدمها في وظيفتك ككلمات مميزة للبحث عن وظيفة في تلك المواقع ، و إن عدنا لمثال المدرب نجد أنه من الممكن أن يتميز بعدة مهارات كالتقديم و مهارات التواصل والإلقاء ، و من المحتمل أن يكون هنالك عدة شركات بحاجة لتلك المهارات التي تفرد بها و استغلها ، إن وجدت نقاط التقاء بين مهاراتك و بين وظيفة معينة حتى لو بنسبة 50% يجب أن تقدم لها ، أو أن تعتمدها كمحرك بحث ، ثم عليك أن تفعل الإشعارات على ذلك المسمى الوظيفي كي يظهر لك إعلان حول أي وظيفة قد تتلائم مع مهاراتك في مواقع التوظيف.


ماذا ستكون نظرة الشركات لي كشخص يبحث عن وظيفة خارج مجاله ؟


هذا السؤال يُطرح كثيراً ويراود عقل أي شخص يغير مجاله بسبب ظرف معين خارج عن إرادته، يبدأ التخمين ويظن بأنه سيرفض فوراَ ، عليك ألا تنظر للشركات بل ان تنظر لنفسك أولاً وللقيمة المميزة التي تستطيع تقديمها ، تماماً كالميزة التنافسية التي تجعل المنتجات تختلف عن بعضها البعض و تتفرد إحداها عن الأخرى، يتحتّم عليك أن تغض النظر عن الجانب السلبي وعن فكرة أنك ضحية للشركات وأنه من الممكن أن يساء فهمك وأن تتعرض للتقليل من كفاءاتك وقدراتك كشخص يقدم على وظيفة بعيدة عن المجال والاختصاص الذي اعتاد العمل بهما ، بل إن نظرنا حولنا سنجد أن عددًا من الشركات الكبيرة تقوم بتغيير مجال عملها جذرياً لتواكب متطلبات وتطورات السوق، دعونا نعود لمثال المدرب الذي سبق وأن ذكرناه ، سنجد أن وظيفة التدريب قد تأثرت خلال الجائحة بشكل ملحوظ ، ومن الممكن أن تتلاشى إن استمرت بمكانها و لم يتم تطويرها والعمل عليها لتواكب المستجدات.


على سبيل المثال : مواكبتها للتعليم عن بعد و إخضاعها للتطور التكنولوجي ، و ما يبرهن كلامي ما قامت بفعله شركة أمازون ، حيث أدركت ما يتطلبه السوق من كتب و منتجات إلكترونية وواكبته . في الوقت الراهن تعتبر جائحة كورونا هي الحجة الأكثر إقناعاَ للشركات إن استفسرت عن سبب تغييير مسارك الوظيفي بشكل مفاجئ و أحياناً قد لا تحتاج لأي تفسيرات لأن السبب واضح.


من مميزات العمل خارج دائرة التخصص هو اكتساب مهارات تؤهل الأشخاص للخوض في مجالات متعددة ، حيث يكمن ذكاءك في هذه المرحلة تحديداً بكيفية استغلال هذا المنصب الجديد ليصبّ في مصلحتك الشخصية و مصلحة تميزك، يمكنك إبراز قيمتك المميزة بمواجهة من يحاول تحطيم مهاراتك و الإستهانة بقدراتك، لذا عليك أن تكرس جهد أكبر لمجابهة التحديات بأفكارك الإبداعية وتفردك بالعمل مثل قدرتك الرهيبة بالتعامل مع العملاء و نجاحك بإيصال المعلومة لزملائك بالعمل أو قدرتك على تنظيم الموظفين وغيرها الكثير ، إذن هنا نجد سر النجاح الحقيقي بغض النظر سواء كنت تعمل بتخصصك الرئيسي أو قد بدأت بتغيير ذلك المسار لعمل آخر.


عليك استثمار مهاراتك الشخصية وتطويرها بشكل مستمر ، من خلال مشاركتك بدورات تدريبية مختلفة أو ورشات عمل لمختلف لمهارات ، حينها ستستطيع بمرونة أن تدرك ما هي تحديات فريقك و كيف ستكرس مهاراتك نحو إفادتهم مما يصب لصالح الشركة التي وظفتك و هي تنتظر تفوقك بمختلف المجالات وتحت أي ظرف ، حينها ستكون بصمتك رائعة و سيكون مرحب بك كموظف مبدع في أي مكان تقدم للعمل به .

الأمر ليس سلبي كما يدور في بال الكثيرين ، حيث أننا نرى العديد من الأشخاص يعملون ضمن اختصاصاتهم و لا يفلحون ، كالأطباء الذين يرتكبون أخطاء فادحة قد يودي بحياة المرضى ، و الأساتذة الذين لا يحسنوا الشرح للطلاب و غيرهم الكثير ، فأين المشكلة من مهندس يعمل كاتباً أو طبيب أبدع في الإعلام ؟ لكل شخص مواهب و مهارات خفية عليه أن يبحث عنها ، كما فعل العديد من العباقرة الذين برعوا في مجال غير تخصصهم كالشاعر المصري إبراهيم ناجي كان يعمل طبيباً في الأصل ثم اتجه للشعر ، والطبيب آرثر كونان دويل الذي ترك مهنة الطب و أصبح أديباً و هو كاتب سلسلة الروايات البوليسية الخيالية الشهيرة للمحقق "شرلوك هولمز "

بإختصار شديد ، ان عملت في مجالك أو في غيره ، ليست هذه القضية و إنما اتقانك للعمل الذي سيواكب العصر هو الأهم.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هيثم السلمان - The Mentalhead

تدوينات ذات صلة