مرحبا, لم أكتب منذ مدة ولكن خلال تلك الفترة انتابتني الكثير من الأفكار والخواطر, لعل معظمها كان كانشقاق القمر..


فكرت في كيف لنا أن نعيش ونحن نهرب, نتزين بالشجاعة أثناء هروبنا, مطمئنين حين نفزع , أمنين بلا مسكن!

تحملنا التناقضات بخطى رتيبة ونسير نحن ولا نكترث, ننظر لأنفسنا في مرايا السيارات ووجهات المحلات فلا نعرفنا..

من نحن؟

من هذا؟

أين أنا؟

أهكذا يراني الناس؟!

فنطمئن ونفزع, نشعر لوهلة أننا أمنين لأنه إذ ما ارتكبنا أي حماقة فلن تمثلنا ;فهذا ليس نحن, وعلى النقيض نفزع أثناء محاولاتنا الكثيرة التي أبدا لا تظهرنا كما نريد , ففي أشد لحظات الصدق هذا القناع; يأبى أن يُزاح!

عندي متلازمة من سنون تلازمني تنص على (عايزة أروح) في لحظاتي الحزينة تنساب تلك العبارة من بين شفتاي بلا تفكير, قد أكون على فراشي فأصرخ بصوت مكتوم لا إراديًا بأني أريد أن أذهب للديار!

كيف وأنا في داري؟

ألتلك الدرجة قد يشعر المرء بالغربة وهو في لُب داره؟!!

لا أعرف ألاسمي علاقة بأني متيمة بفكرة الهجرة والسفر أم لا ولكن; يوما بعد يوم ولحظة بعد لحظة تتحول رغبتي في الترحال لحاجة ملحة .

يدان فولاذيتان تقبضان على قصبتي الهوائية , في تلك البلد الفسيح لا أستطيع التنفس ,وفي أي بلد إن مكثت طويلا أظن أن اليدان الفولاذيتان سيتشكلان من جديد, كطائر أنا يبغض الأقفاص ..

قد يهرب..

قد يموت..

قد يخرج وفورا تلتهمه الصقور!

وأنا صغيرة تعجبت جدا من دورة حياة الفراشة القصيرة والآن باتت تعجبني الفكرة!

تولد بمتوسط عمر 20-40 يوم ثم.. تنتهي.

سريعا سريعا فالحياة على كوكبنا خانقة ماكرة طاعنة وسخيفة! من اللطيف أن ننهيها سريعا.

تسير في الشارع منفردا فتلمح بعض المناظر الإنسانية فتتعجب أما زال لتلك الكلمة وجود؟

أما زالت هناك نسخة نقية من الملقب بالإنسان؟ كل الموجود الآن نسخ تميل للحيوان أو الآلات الكهربية وبعضها يميل لعبادة الشيطان.

أعرف أنه ما زالت هناك بعض البلاد لا يطير فوق سماها صواريخ ويوجد بعض القرى بمنأى عن الأوبة وهناك كم شارع وزقاق لم تمسهم الملوثات الكيميائية أو الكهربية والضوئية ومن المؤكد أنه يوجد كم قطعة أرض لم تُدنس بالأسمدة السامة ويوجد كم رجل نزيه وعدد جيد في بلاد المسلمين من البنات العفيفة وأن السماء لم يصبح لونها أحمر بعد وأن الرجال الآليين لم يغزونا إلى الآن ولكن للحق: نحن لسنا ببعدين عن انقراض الإنسانية !

الولادة على كوكبنا مخيفة , يكفيك أن تولد ممثلا أنسانًا ,هذه في حد ذاتها مهمة شاقة وصعبة, ولكن أن تولد في عصرنا هذا فكان الله في عونك!


هاجر عيد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هاجر عيد

تدوينات ذات صلة