وإن لم أكُن أنا فمن أنا؟ لا بُد إننا نمُر بشعور التيه الضياع وعدم الثبوت هنا, هًنا الإفتراضية, التي تقاس على كُل الاماكن التي لم يجب ان تكون بها شعوريًا.

وإن لم أكن أنا فمن أنا،

مرَّت الأيام مُسرعة، دون إنتباهٍ منا على آخر مرة فكرنا بها بمن نحنُ، وماذا نُريد، وما قياسات حياتنا الحالية والمستقبلية.

اليوم، وبعد مُدة من ذاكَ اليوم التي رسمنا بهِ حياتنا المستقبلية، والأنا التي أُريد أن أصل لها في عُمرنا هذا،

نستفقد أوضاعنا كُلها، ونجِد إذ إنه شعور التيه قد إستوطن وتمركز في جوف النفس.

إذ إنه ولا بد إننا نمر بشعور التيه، الضياع وعدم الثبوت هنا..

هنا الإفتراضية التي تُقاس على كُل الأماكن التي لم يجب أن نكون بها شعوريًا،

فنبدأ دون وعي بالعودة السريعة بالذاكرة إلى الوراء لنجد الأنا التي ضاعت مع مَر الأيام.

إلا وإن الوقت قد فات،

والأن،

نواجه أنفسنا بسؤال من أنا،

أو ماذا كنتُ سأكون لو لم أكن أنا الأن؟

لرُبما الكثير مِنا قد يأذيه كونه ليس بالمكان المُناسب لهُ،

لم يصِل الى ذروة نجاحهِ التي خطط لها ما سبق من سنين، وليس بمكان عملهِ المُفضل، ولم يدرُس ما يرغب،

وحتى لرُبما لم يتزوج بمن أرادَ، ولم يحصُل على الأموال التي طالما حلمَ بها.


محاولات كثيرة على أن نعرف ماذا كنا نريد, وماذا نريد للمستقبل القريب البعيد.

وهنا قد يقع على عاتقنا المحاولة الجديدة لأن نفهم ما مرَ بنا من حالات ظروف, مواقف والأنا.

سنجد أن مراحلنا الاولى فور خروجنا من أبواب المدارس الثانوية كانت أحلام ولرُبما ذهبت جميعها سدى واليوم جميعًا نقف لنجلد أنفسنا لأن الحلم الأولي ذاك لم يتحقق.ونردد مستمرين لو لم أفعل ذاكً, ولم يحدث هذا, ولكن الأمور صدفةً ادتمعت على تحطيم أحلامك.

ولكن, لنتفكر بطريقة أخرى, لو لم تكن انتَ, أو أنا

نحنُ المحطمون, الأقوياء, الضعفاء الحالمون...

نحنُ من مرَ على قلوبنا وأنفسنا كل محاولات الفشل والسقوط وما زلنا حتى الأن مستمرين في محاولة التحقيق لحلم الطفولة لرُبما وتذكير أنفسنا دومًا أن شيئًا نريده لم نحصل عليه.

قف الأن أمام نفسكَ, وأسأل نفسكَ مجددًا, من أنتَ, داخليًا شعوريًا, وما بين ضعف وقوةة أين تقف أنتَ بعد الظروف التي حالت عليكَ.

والأن, لو لم تكن أنت القوي, المثابر, الحالم, الميقن للحياة لنفسك, ولما قد يدور من كُل التفاصيل المرهقة بين أطراف هذهِ الحياة.

لو لم تكن أنت كل ما سبق, فمن أنتَ

أما عني, لو لم اكن أنا, فمن أنا.

لا أدري, لرُبما سأستمر على أن أكون كروان, الطفلة..

التي وقفت في عُمر الثامنة عشر وبقيت كما هي تحلم, وتحلم فقط.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات كَروان أُسامة دَرويش

تدوينات ذات صلة