حتى نحن لا نعرفنا ، لو جلست مع نفسك لحظات لاكتشفت حقيقة انك لا تعرف نفسك
من أنا عندما أكون وحيداً
في حقيقة الامر أنا لا أعرف من أنا ، منذ وجدت في هذا العالم لم أتعرف على نفسي بشكل مباشر ، تعودت على وجودي مع نفسي دونما تفكير بمن أنا ماذا أريد ما احب و ما أكره ، ليس لانه لم يتوفر لي وقت خاص للجلوس مع نفسي و التحدث معها ، أعتقد أن وقت الفراغ كان متوفر و اوقات الوحده ايضاً كثيره و السكون في ليالي الشتاء الطويله كان له جزء كبير من حياتي و لكن كل تلك الاوقات من الخلوه لم تسنح لي الفرصه فيها لتعرف على نفسي ،
هل لان صوت نفسي منخفض لدرجة ان ضجيج الحياه منعني من سماع الصوت ، هل لان عقلي مشغول بما يقوله الاخرين لم انشغل بما تمليه علي نفسي ، هل لان علاقتي بنفسي مختله لم استمع لما تقوله لي ، لا اعرف و لكن ما استنتجه اليوم أنني لم و لن اعرف ماهية تلك النفس التي بين اضلعي ، هل هيه نفس طيبه ام شريره هل هيه حنونه ام قاسيه هل هيه كريمه ام بخيله ، تعودت أن احكم عليها كما يحكم عليها الاخرون من بعيد فعندما يقال لي انت سيئةُ الطباع أصدق ذلك و عندما يقال أنت لست مفيده في شيء أصدق ذلك ايضاً و اتصرف بموجب تلك الاحكام ولا اجادل حتى ،
فان من اصدر الحكم لا يعرفني ولا يحق له ان يحكم على من تصرف واحد او ردت فعل معينه ، من انا ؟ ماذا يبكيني ؟ هل مازال عندي حلم ؟ ما قيمة حياتي ؟ ما الهدف من وجودي مع نفسي ؟ هل في السماء أُعدت إختباراتي ؟ هل يعرفني أحدكم هنا من اهل الارض ؟ ماذا تبقى لي من أحزان ؟ أعرف أنني أخاف نفسي عندما تجزع ، و أعرف أنني لا أعرفني في كثير من مواقف الحياه في الفقد و القسوه و عندما اقلق تظهر تلك التي تسيطر على حركاتي فلا أعد أفهمني ، أشعر بأني أمثل على نفسي و أقنعها بدورٍ ليس لها ، و أنظر في إنعكاسي فلا يعبر عني ولا يبوح بداخلي فلا يشبهني و لا أشبِهُهُ ، غريبةُ تلك التي أسمع صوتها عندما أتكلم ، أعيش معي و كأن غيري يسكنني ، من أنت ؟ فيجيب صدى صوتي لم أعرفني فأجيبي أنت لو عرفت .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
نفس الشعور الذي يذهب بي إلى الجنون