مع انتشار مصطلحات "المصل واللقاح" في زمن الكورونا، نوضح الفرق بينهما ببساطة.
يقول المثل الصيني
"لا تعطيني سمكة، ولكن علمني كيف اصطاد"
ولكن ماذا ان كنت اتضوَّر جوعاً؟!
يمكن ان نستخدم هذا التشبيه لنفرق بين "ألمصل" واللقاح"
عندما يغزو اجسادنا جسم غريب (بكتريا، فيروس، سموم،مادة غريبة...) وهو مايسمى بمولِّد المضاد (antigen)، فإنه يحفز الخلايا المناعية فتنتج اجسام مضادة Antibodies مخصصة ضده، وتبدأ الحرب وينتصر الأقوى.
واذا فشل الجهاز المناعي في انتاج المضاد، يغزو العدو ويستوطن الجسم.
ماذا لو أعطينا المريض اجسام مضادة مصممة ضد هذا الغازي؟ فهذا انقاذ سريع لحياته مثل ماتعطي الجائع سمكة جاهزة.
وكمثال لهذا، سم الثعبان، هي حالة تحتاج انقاذ سريع، فلن ننتظر حتى نعلم من قرصه ثعبان كيف يصطاد.
ولكن من اين نأتي بالمضادات الجاهزة لهذا السم؟ من كائن سبق ان تعرض لنفس هذا السم.
توصل العلماء الى امكانية استخلاص السم وحقنه في الحصان، الذي يقوم بافراز المضاد لهذا السم، ومن ثم يقوم الباحثون باستخراج المضاد من دم الحصان واختباره وتنقيته.
ولكن ماذنب الحصان؟
لا تقلق فالحصان بطل ولا يتأثر بهذا السم !
في هذه الحالة يحقن المريض ب"مصل" Serum به اجسام مضادة. وهذا مثال للمناعة السلبية، فالجسم لم يقم بأي مجهود. تماما مثل ما يكتسب الجنين من الأم المناعة.
ويتم اعطاء المضادات الجاهزة ايضاً في حالات مختلفة من الإصابة بميكروبات او سموم وخاصة لمن لديهم مناعة ضعيفة.
ولكن....
هذا ليس دائما الحل الأمثل، فهو مثل السمكة التي تسد الجوع ولكن لن يعطى حماية لفترات طويلة، فقط بضعة اشهر.
ماذا لو اردنا حماية أطول؟ او ربما الأفضل، "وقاية"؟
في هذه الحالة يجب ان نتعلم الصيد.
فنحتاج الى الطُعم...
وهذا هو التطعيم باللقاح...Vaccine
فى هذه الحالة يتم حقن جزء ضعيف، او ميت من الميكروب او ما يشبهه او سمومه بعد تخفيفها بحيث لا تسبب اي خطورة او عدوى.
فاللقاح وظيفته كالطعم، ينبه ويستثير ويحفز الخلايا المناعية بلطف حتى تنشط وتنتج بنفسها الأجسام المضادة. لا يؤثر في الحمض النووي للجسم او يغير من شيء!!
فيصبح الجهاز المناعي كالذى تعلم الصيد، وقام بمجهود واعتمد على نفسه، ولذلك تسمى مناعة ايجابية.
مناعة تساعد في وقايته من هذه العدوى، وطويلة المدى مالم يتحور الجرثوم ويغير من نفسه، وعندها قد نحتاج لطُعم جديد.
تحضير المصل واللقاح عملية شاقة وتمر بأبحاث وتجارب مختلفة للتأكد من الفعالية والأمان. ولكن لا ضامن ولا شافي الا الله!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
جميل جدا شكرا الك 🌷🌷🌷
رائعة كالعادة 😍🥰