يصاب بعض الأطفال ببعض الحركات اللإراديّة والغير مفهومة بشكل نمطي مستمر ويصعب تفسيره للآخرين وإلى الآن لا أحد يعرف السبب وقد يتحول الأمر إلى شكل مرضي مزمن
لربما أول مرة تسمعوا عن متلازمة توريت هذه المتلازمة التي يكتنفها الغموض إلى الآن ولا أحد يعرف ماهي الأسباب الرّئيسية وراء هذه المتلازمة أو حتى العلاج منها .
في فلم هندي فريد من نوعه يسمى "هيتشكي" " Hichki " يعرض قصة فتاة تعاني من متلازمة توريت هذا الفلم الرّائع اللّطيف الذي يعرض أحدث فتاه تبحث عن عمل وتحقق نجاحا كبيرا في قدرتها على تجاوز المصاعب من خلال قدرتها في السّيطرة على هذه المتلازمة .من أجمل المشاهد المؤثرة في هذا الفلم عند تتعرض هذه الفتاه لضغط نفسي تزداد فيها حدة " العرّة " فتصبح خارجة عن السّيطرة ، وفي هذه الحالة الانفعاليّة يصعب عليها الكلام أو التّعبير ، الفلم أكثر من رائع فلم انساني يعرض قصّة كفاح واصرار لامثيل لها .
ماهي متلازمة توريت أو " متلازمة النّفضة" سابقًا ؟ هي اضطراب يشتمل على حركات لاإرادية يصعب السّيطرة عليها وتكون بشكل متكرر مثل رفة العين أو الرمش المتكرر ، أو رفع الكتفين ، هز الجسم حركات بالفم أو الأنف ، القفز ، أو اصدار أصوات مثل ( النّباح أو القهقهة أو الشّخير ، الخنفرة ، اللّقلقة ) وكلمات و ألفاظ نّابية ، الشيء المزعج أنه لا يستطيع الشّخص السيطرة عليها أبدًا ، وتشير الدّراسات أن الذّكور أكثر إصابة بهذه المتلازمة من الإناث ، وتظهر بين عمر عامين إلى 15 عام .
للأسف الشّديد أن هذه المتلازمة أصبحت تظهر وبشكل ملحوظ بالأونة الأخير وأصبح هناك خلط كبير بين هذه المتلازمة و الحركات النّمطيّة اللإرادية لأطفال التّوحد أو النّشاط الزّائد أو المضطربين سلوكيًّا الذّين يظهورون هذه اللّازمات الحركيّة لفقدانهم الشّعور بأجسامهم وهي مختلفة تمامًا عن متلازمة توريت ومن الممكن السّيطرة عليها والشّفاء منها في بعض الحالات .
بينما توريت الطّفل لايعاني من أي مشكلة عقليّة أو نمائيّة أنما هي نتيجة لإضطراب جيني لم يحدد إلى الآن رقم الجين الذي يسبب الاضطراب و كذلك وعوامل بيئيّة تلعب فيها خلل المواد الكيميائيّة في الدّماغ الّتي تنقل النّبضات إلى الأعصاب ( النّاقلات العصبيّة ) والّتي تتضمن الوبامين و السيروتونين .
وفي أحدث الدّراسات حول هذه المتلازمة ، ترجح العديد منها أن المتلازمة ماهي إلا مضاعفات لحالات مرضيّة تم تناول عقاقير طبيّة لتثبيط السّلوك أو لبعض الاضطرابات النّفسيّة مثل القلق أو الوسواس القهري أو إرتفاع الحرارة لدى الأطفال أو السّقوط المتكرر على الرأس أو اضطرابات النّوم .
لابد من الإشاره أنه من الممكن أن تصاحب الأطفال الذّين يعانون من صعوبات تعلم أو اضطراب فرط الحركة وتكون في هذه الحالة مصاحبة للإضطراب الأصلي تكون بمثابة اضطراب مصاحب ، و السبب في ذلك أن متلازمة توريت مستمرة وملازمة للطفل ولايمكن الشّفاء منها حتى في المراحل العمريّة الكبيرة ، عكس السّلوك النّمطي الذّي يفيد معهُ العلاج السّلوكيّ والمعرفيّ و يقلل منهُ بينما متلازمة توريت لابد من تدخل طبي من خلال التّحفيز العميق للدماغ و لايزال العلاج غير معروف لهذه الحالة المرضيّة ، لكن هناك بعض الاستراتيجيات الفعالة في الحالات البسيطة منها .
1- الوعي الذاتي و المعرفي بهذا الإضطراب و تأثيراته على السّلوك ،
2- إرشاد المعلمين والأهل بكيفية التعامل مع الطالب الذي يعاني من هذا الاضطراب .
3- الإستجابة للمؤشرات النفسيّة والإنفعاليّة السّابقة للحركات أللاراديّة
4- نعاون الوالدين من خلال مساعدة الطّفل على التعايش الايجابي مع السّلوك المضطرب .
5- تعليم استراتيجيات تساعد على التّعامل مع الموقف الضاغط أو المقلق المسبب للحركات النمطيّة المتكررة .
6- العلاج الطّبي في كثير من الحالات يقلل من عدد مرات تكرار ( العرّات ).
تعود سبب تسمية متلازمة توريت إلى طبيب الأعصاب الفرنسي " جورج توريت " الذّي وصف الاضطراب بعبارة عن " عرات " " Tics " لاإراديّة تظهر حتى في النّوم .
في نهاية هذا المقال تزادد الكثير من الاضطرابات النّفسية والسّلوكيّة التي تؤثر على حياة الأطفال وتصاحبهم حتى عندما يكبرون وتزداد الفرصّة في اكتساب مثل هذه المشكلات في مرحلة المراهقة و الرشد نتيجة لتأثير البيئة و الأصدقاء و العائلة على الأفراد ، لذلك لابد من الحرص على تعلم استراتيجيات للتعامل مع المواقف الضاغطة و المؤثرة على سلامة البنيّة النّفسية والعقلية للأطفال و الراشدين ، من الممكن أن يصاب الشّخص ببعض المشكلات السلوكيّة النمطيّة و اللّازمات الحركيّة نتيجة للضغط النّفسي أو الكبت أو الصّرعات أو التّعرض لحالات نفسيّة ضاغطة لايستطيع الانسان أن يتحملها ، لكن علينا أن نبني حصنا نفسيّا لتجاوزها وعدم الإستسلام لها أو الاستسلام للأفكار السّلبية ،
الكثير حولنا لايفهم سبب مثل هذه السّلوكيات والتي تنطوي نتائجها في النّهاية على الخجل والعزلة والإنعزال عن المجتمع لذلك نحن بغنى عن الخوض في مثل هذه الحالات المرضيّة ، بالتعامل السليم و العقلاني مع المشكلات التي تواجهنا لأنهُ لاأحد يأخذ على عاتقهِ حلّ المشكلات أو حتى الشّفاء من المرض سوى الشّخص نفسهُ أنت طبيبُ نفسك .
دمتم بصحة نفسيّة وعقليّة وهمة عاليّة😊😊😊
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
مقال جميل وواضح وبسيط يمكن من خلاله تفسير الكثير من السلوكيات اللي بنشوفها بالمجتمع وبنتساءل عن اسبابها
وتحليل جميل من الكاتبة الدكتورة روان وتوضيح سهل منها اضاف البساطة والتسويق على المقال
هذه الحالة المدنية بالتوريت