وأنت في قمة غضبك وتوترك وانزعاجك تجلس لتشاهد مقطعًا لايتجاوز الثَواني لشخص يقطع الرمال المتحركة أو يلعب بالسلايم لماذا ياترى ؟
عادة مانسمع بدغدغة المشاعر وتكون نتيجة مواقف نفسيّة انفعالية مؤثرة ، لكن هل سبق وسمعت بدغدغة الدّماغ ؟
نعم دغدغة الدماغ المرتبطة بالنشوة الدّماغيّة أو (ASMR) و التي تُصاحب حالة نفسية عصبية تبعث على الراحة و الهدوء وتلعب المؤثرات الصّوتية و البصرية النّمطية الأساس في دغدغة الدّماغ ( المدخلات الحسيّة البيئية ) ، تؤثر هذه الحالة على المنطقة الخلفية من الدّماغ مما تشعر صاحبها بحالة أفضل فهي تعمل على تقليل التوتر أو كبح الشعور السلبي ، تشتت الأفكار وتفريغ الغضب أو الاكتئاب .
في عام 2015 بدأ باحثان نفسيان من جامعة ( سوانسي ) البريطانية ، بمراقبة 500 شخص تم تعريضهم لمؤثرات حسية بصرية وسمعيّة مرتبطة بالدغدغة الدماغية بعرض فيديوهات تحمل محتويات لها تأثيرات صوتي وبصري تسمي ب(ASMR)وهي اختصار لـ ( Autonomous Sensory Meridian Response ) استجابة الزوال الحسيّة الذّاتية ، لتكون بمثابة حجر الأساس لمعرفة أثر المدخلات الحسية المختلفة علينا .
(ASMR) هي عبارة عن مقاطع على اليوتيوب تحفز على الاسترخاء والراحة الدماغيّة في حالة اليقظة التامة مثل ( تقطيع الطعام ومضغه - اللّعب بسلايم ، فقاعات الصّابون ، قطع الرمال المتحركة ، تكسير وضغط المواد بالمكبس هيدروليكي ، سحق وتقطيع المواد بالمسننات الحديدية الحادة ، مشاهدة الحرف الفنيّة واليدوية وغيرها الكثير ) من الفيديوهات التي جذبت عدد كبير من المشاهدين الذي تجاوز الملايين مما أدى إلى وجود شركات متخصصة لإنتاج مثل هذه المقاطع التي تعمل على التهدئة الدماغية الحسية من خلال مشاهد نمطية لها طابع بصري سمعي معين
وبالفعل راقب نفسك عندما تريد التفكير بشيء معين أو حتى التخلص من التوتر لاشعوريًا تشاهد مثل هذه الفيديوهات ، التي لاتحتوي على محتوى هادف ، فقط مشاهد بسيطة مع وجود الأصوات الحقيقة للفيديو ، عدد قليل جدًا من هذه الفيديوهات يتم استخدام مؤثرات موسيقية ، هذه الفيديوهات تكتفي بالصوت الفعلي للعملية .
جاءت هذه الفيديوهات كمرحلة بحثية جديدة للبحث عن وسائل علاجيّة بسيطة وغير مكلفة لعلاج الاكتئاب أو تقليل من الاضطرابات السّلوكية مثل تشتت الانتباه و النشاط الزائد أو لتجاوز مرحلة الصّدمة و الانتظار و تفريغ حالات الغضب الدّاخليّ و تخفيف التوتر و القلق .
ولعل مالفت انتباهي بهذه الحالة الشعورية النفسية الدماغية المريحة هو ظهور بعض الاجراءات السلوكية العلاجية لأطفال التوحد لها علاقة بإجراءات علاجية حديثة تعتمد على (ASMR) ولكن بشكل غير مباشر
مثل العلاج باستخدام نمط صوتي موسيقي معين ، نمط بصري ، الرمل ، العلاج عن طريق صوت الدلافين وبعض الحيوانات ، اللعب عن طريق السبنر و غيرها من الطرق التي أثبتت فاعلية علاجها لبعض الهجمات السلوكيّة النفسيّة المختلفة لديهم ولدى غيرهم من الأطفال ، وعلاج السلوك النمطي المصاحب لهذا الاضطرابات النمائية المختلفة المتمثل بحركات نمطية طقوسية متكرر تشعر الطّفل طيف التوحد وغيره بالراحة وتخفف التوتر مثل (رفرفة اليدين ،اصدار أصوات ، الهمهمة ، ضرب اليدين ، الركض النمطي – هز الجسم – هز الرجل )و غيرها أغلب الدراسات تفسر ظهور السلوك النمطي بعدم قدرة الفرد على تحرير العقل من السياق الانفعالي الآني وقصور النماذج العقلية و التمثيلات المعرفية الداخلية التي تساعد على حل المشكلات أو اكتساب طرق للتنفيس الانفعالي الايجابي .
وعند الحديث عن أطفال طيف التوحد لديهم تأثر سمعي وحسي شديد للمواد من حولهم واعتمادهم على اللّمس و الشم و التذوق فتراهم ينجذبون إلى بعض أنواع القماش دون غيرها ، حتى في الطّعام تراهم في بعض الأحيان يتجنبون تناول بعض الأطعمة لإرتباطها بملمس ومذاق معين لديهم حتى ملمس الطعام داخل الفم يؤثر عليهم .
وهنا لابد من تجربة هذه الفيديوهات القصيرة لعلاج بعض أنماط السلوك التوترية النمطية بشكل سهل وسريع وفي متناول اليد .
عزيزي الإنسان جميع ماحولنا نتفاعل معه من خلال حواسنا أولًا لذلك عليك أن تجد مايخلصك من التوتر والقلق ويخفف كبتك الدّاخلي وخصوصًا مع هذه القيود المفروضة علينا بسبب الحالة الوبائية العامة ولعل هذا المقال يرشدك لبعض الوسائل المساعدة و المتاحة لدينا أو يفسر لك سبب مشاهدتك لمثل هذه المقاطع القصيرة أو حتى لتعرف سبب انتشارها وتحقيقها لنسب عالية جدًا من المتابعة .
دمتم ريلاكس محبين للحياة🤩🤩 وأنت حرّ مالم تَضر 😎
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
هذا يفسرةالعديد من التصرفات التي نقوم بها في لحظة غضب أو خزن .. موضوع رائع ابدعتي دكتورة
يعطيكي الف عافيه دكتوره روان على المعلومات القيمه و المواضيع الشيقه
شكراااااااا ❤