كثرة التفكير قد تكون ميزة وعيب في آن واحد فأحذر من أن تلاقي عاقبة التفكير.

التفكير .. الفعل الوحيد الذي لا يتوقف عن أدائه جسد الإنسان في أي ظرف كان حتى في النوم.. قد يتوقف عقلك الواعي عن التفكير أثناء النوم لكن عقلك الباطن يتسلم دفة التفكير فيديرها بإتجاه أشياء أو أماكن أو مهام أو أشخاص قابلتهم أو تعاملت معهم على مدار اليوم أو مروا على تفكيرك.


إن سألتك عن طبيعة تفكيرك بماذا ستجيبني.. أأنت عقلاني التفكير أم أنك تستخدم عاطفتك فيه؟ هل تدقق كل ما حولك وتحاول أن تجعله بشكل مثالي ومنظم أم أنك يمكن أن تترك بعض الأشياء على سجيتها؟


عندما تخرج الأشياء التي خططت لها عن طورها إلى حد ما ماذا تفعل؟ هل تتوقف عن التجاوب معها ويثار غضبك بلحظة أم أنك تمتص ذلك الغضب وتبحث عن طريقة لتقدر بها على التكيف مع الظروف التي جدت؟


التفكير فعل طبيعي وتلقائي لا يمكننا إيقافه وإلا نكون نتسبب بأذى للعقل.. ولكن التفكير الزائد عن الحد يأكلك وينهيك فيغرقك في التوتر والقلق فتبدأ في قضم أظافرك وفرك أصابعك بعضها ببعض، ثم تضغط على مفاصل أصابعك لتخرج ذلك السائل الحبيس بين الغضاريف مكونا هذه الفرقعة المنفجرة..


يوم بعد يوم وثانية بعد ثانية تعيش وأنت تراقب حركة عقارب الساعة تخاف أن تتأخر فتحرج وتخاف أن تذهب مبكرا فتسبب لمن ستلاقيه الحرج.. عندما تسير الأمور خارج الإطار الذي وضعته لها تبدأ في الغضب حتى وإن حاولت ألا تبينه أمام مجاوريك.. تبدأ في زيادة عدد مرات رد طرف عينك فترمش بها كثيرا بشكل مبالغ فيه..

تزيد من سرعة ترتيبك للكلمات وقولها عن طبيعتك المعتادة وقد يحدث عكس ذلك فتتلعثم في تكوين جملك وتصبح تتكلم ببطئ شديد.. أي الاستجابتين ستواجه هذا يعتمد في الأول والأخير على عاداتك وأفعالك أثناء حالتك الطبيعية.


لا يتوقف التوتر عند ذلك الحد من الأعراض البسيطة فقد يجعلك تعايش أحد الكوابيس وأنت يقظ لم تنم.. فتشعر بدمائك تتخبط في جوانب عروقك وتصاب بالتعرق في حين أن جسدك يعاني من البرد.. تسمع دقات قلبك وكأنها تقرع على الطبل.. تشعر أن أنفاسك قد حوصرت فضاقت بك أو أنها تفلت من بين يديك مهدرة بلا جدوى في الخلاء.. تبدأ معدتك في إرسال إنذارات الغثيان والألم إلى عقلك.. تشعر أنك قد أصبحت قال قوسين أو أدنى من أن ترى روحك وهي تخرج من جسدك وتلوح لك بيدها..


هنا يجدر بنا طرح سؤال قد تأخر ذكره في حياتنا كثيرا.. التوتر الذي نعايشه.. أهو عرض أم مرض يدمر عقلك وجسدك بالتوازي؟


التوتر شعور طبيعي وكثرة التفكير كذلك لكنهما ككل شيء عندما يزيدان عن الحد يقلبان الضد.. سلامة حياتك وقراراتك في سلامة عقلك وجسدك.. في قدرتك على التخلص من الطاقة السلبية والتنفيس عن روحك.. بالنظر لنصف الكوب المملوء.. والبحث عن مصدر النور وسط الظلام..


فكر وخطط وحاول جعل كل شيء مثاليا لكن لا تنس أن هذه دنيا فلا بد من وجود نواقص بها.. فكر لكن لا تغرق في مستنقع أفكارك.. مادمت حيا فكل مشكلة حل وهناك دائما مخرج من كل مأزق.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة