أكثر شيء يساعدنا على المضي في هذه الحياة الذكريات التي نصنعها ونحتفظ بها مع من نحب ويحبوننا 💟

لو تأملنا بعض الشيء للاحظنا أن جميع ما حولنا في البيئة والحياة والخبرات والأيام والشهور والسنين عبارة عن مكتبة رقميّة مرتبة بحكمة إلهية في أدمغتنا ، يتمّ استرجاعها في مواقف مختلفة إما أن تأجج الحنين و الشوق فينا وإما الحزن أو السعادة أو الندم أو حتى الخوف من المجهول والقادم الذي لايعلمه إلا الله .

ونظرًا لأهمية وتأثير الأحداث والذكريات على حياة الإنسان وعلى صحته العقليّة ؛ ظهرت الكثير من المؤسسات التي تتبنى البحوث في العلوم النفسيّة العصبية وتأثير الاضطرابات العصبية و الصدمات النّفسية على الذاكرة و السلوك وانعكاسها على حياة الفرد العقلية وعلى صحة الذاكرة لدى الإنسان وطول عمرها ،


كانت الشّعلة الأولى لهذه العلوم النفسية العصبية في نهاية الحرب العالمية الثّانية لدراسة تأثير الإصابات الدّماغيه على الجنود العائدين من الحرب وسبب فقدانهم لبعض المهارات التي اكتسبوها في مراحل عمرية سابقة مثل القراءة والكتابة و ظهور الحبسة الكلامية أو مشكلات لغوية و نسيان فترات من حياتهم و ضعف الذاكرة وتشتت الانتباه وقلة التركيز ، جميعها مشكلات مصاحبه لتلف جزء من الدماغ نتيجة لتعرضه لضغط نفسي عصبي كبير ، أو لإصابة مكتسبة .


وتوجت الأبحاث الحديثة في الذاكرة النّفسيّة أهمية بناء حصانه ومناعة نفسية عقلية جيدة و التعامل مع الظروف المحيطة المختلفة بشيء من العقلانية والصبر ولانعني بذلك المثالية أو عدم عيش الموقف الضاغط أو المحزن ولكن لابد من بناء استراتيجيات نفسية للتعامل مع الضغوط المختلفة ، وتعلم فنّ التجاوز هناك كثير من الأشخاص يقفون في مرحلة نفسيّة معينه تمنعهم من التقدم وتجاوز الألم النفسي ، يقولون في الأمثال الشّعبية أن ( الأسى لاينتسى ) وهذا صحيح يبقى عالقا في الذّاكرة لتأثيره النّفسي العميق علينا و ارتباطه بمشاعر قوية وهذا ما أثبته الدّراسات البحثية لمرضى ألزهايمر المتمثله بعدم قدرتهم على نسيان الماضي و الأحداث المرتبطة بالعائلة وخصوصا الأرض والوطن والوالدين والحنين للماضي لارتباطه بمشاعر عميقة في قلوبهم وعقولهم و أثرها الايجابي عليهم رغم مرارة تلك الأيام وصعوبتها ولكنها كانت تجلب لهم شعورا مختلفا من السعادة والرضا والفخر ، لذلك لابد من أن نتجاوز لأن الحياة لن تقف أنت فقط تقف وستكتشف بعد فترة أنك قد حملت نفسك فوق طاقتها من الحزن والألم فقط تغافل قليلا .


ونتيجه لعدم تجاوز المراحل المؤلمة لبعض من الأشخاص تسيطر عليهم الأفكار التشائميّة والوهم المتمثل في عدم الرضا أوالجزع و الخوف وينعكس بشكل كبير على حياتهم وصحتهم البدنيّة أيضا ، تشير أبحاث الدواء إلى أنهم يستخدمون شيئًا يدعى ال " placebo " أو الدّواء الوهمي ، وهو عبارة عن قطعة سكر في كبسولة يعطونها الأطباء لبعض المرضى بإهامهم أن هذا الدّواء هو الدواء الشافي فيؤمن المريض بما قاله الطّبيب ، وتخرج نتائج مبهجة مفادها أن الأشخاص بالفعل تعافوا من الاكتئاب أو القلق أو القولون العصبي أو اضطرابات النّوم وحتى التخلص من الإدمان على السجائر والمسكنات ويقول التفسير العلمي إن استجابة الجسد مبنية على استجابة الدماغ و توقوعاته فالدواء الوهمى يؤثر على التصور العقلي للشخص ، ماينعكس على التفاعلات الكيميائية و الفسيولوجية في جسمه .


لذلك في نهاية هذا المقال يقول حافظ الشيرازي (كُن على مقربة من أيّ شخصٍ يجعلك سعيدّا لتشعر أنك مازلت حيّا ) وهذا ملخص الحياة عليك أن تتفاعل مع أشخاص سعداء لديهم عظيم الرضا والامتنان لله سبحانه وتعالى الكلمة الطبية والدعم الصادق وحسن المعشر أفضل دواء في هذه الحياة ، أن تجمع كل يوم شيئًا لطيفًا مر خلال يومك يهون عليك صعوبته ، لاتجبر نفسك على أن تكون شخصا أخر كن أنت بمزاجك وفظاظتك ولطفك وحبك وكرهك و طباعك وغضبك و حنانك ودرب نفسك على ضبطها وتكيفها لصالحك .

حقق النجاح الذي يلق بك واحط نفسك دائما بعائلتك و اختر أصدقاء يحبونك ويحبون نجاحك وخوفك وانكسارك تلجأ لهم ساعة ضعفك وخيبة أملك ، اقتنص الذكريات الجميلة وحتى وان مررت بتجربة مؤلمة ( عاطفية - مهنية - صحيه - تعليمية - اجتماعية ) تذكر اللحظات الجيدة فيها اللّطف الخفي الذي اكتنزها ، أعرفُ صعوبة ما أقول لكن حاول و مرنّ نفسك على أن لاتهدر وقتك مع أشخاص تستنزفك عاطفيا وتشوه ذاكركتك لأنها في النهاية ستدمرك عقليّا وصحيّا وتكتشف أنك سجنت نفسك وحطمتها وأن الحياة أبسط بكثير ، ولاتصدق أبدا أننا نستطيع أن نعيش وحدنا أبدا نحن نعيش مع من نحب حين تمرض ألق بنفسك وسط الذين تحبهم ويحبونك فعلا وستشفى .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

من أجمل نعم الله علينا هو النسيان.. والذاكرة السعيده مثل ما ذكرت في المقال الدكتوره هي من صنع الإنسان نفسه

إقرأ المزيد من تدوينات د. روان عدنان ابداح أفكار قلبية 🧠💌

تدوينات ذات صلة