لا تتوقفوا عن الكتابة ،لا تجعلوا مكان المشاعر في قلوبكم فقط ، حوّلوها لحروف لعلّها تلامس قلوب الكثيرين

لمدة أشهر عدة لم أكتب أيّ نص ، ليس لأني لم أكن أريد أو لأني لم أملك الوقت ، كان لدي الكثير من الوقت ، والكثير من المواقف والمشاعر التي يجب أن أعبّر عنها كما كنت أفعل دوماً ، لكن لم يكن لدي الشغف ،كنت أمسِك دفتر كتاباتي ،وهاتفي المحمول ،وأجلس أمام جهاز الحاسوب ،أملك كل وسائل الكتابة ولكنّ الكلمات كانت تهرب منّي، وشعرت في تلك الفترة بأني لن أكتب مرّة أُخرى وبأنّ حبّي للكتابة كان مؤقتاً.


كانت فترة مليئة بالمشاعر السيئة ،ربّما يظُن الكثيرين بأن مشاعر الحزن المرافقة لنا بسبب ابتعادنا عن الكتابة مجرّد مشاعر مبالغ فيها ، ولكن لا يفهم الشعور الّا صاحبه أو من مرّ فيه .


لآن سأخبركم ما هي الأمور التي أعادت لي الشغف من جديد :


١- قرأت كتاباتي

رجعت لكلّ كتاباتي وبدأت بقراءتها ، لم تكن مجرّد كلمات ونصوص ،كان كلها مشاعر تم تحويلها لكلمات ، وفي أثناء قراءتي شعرت بأني يجب أن اكتب من جديد وأن أعبّر من جديد ،كيف يمكن لمشاعرنا القديمة التي حوّلناها لكلمات أن تُعيد لنا الأمل بعد سنوات!


٢- أرسلت نصّاً لمُلهم

في أثناء تصفحي لمواقع التواصل ذات يوم ، رأيت منشوراً بعنوان (ابدأ بكتابة محتواك الآن مع مُلهم ) ، لم تجذبني عبارة ابدأ بكتابة محتواك بالقدر الذي جذبتني فيه كلمة مُلهم !اللقب الذي طالما تمنّيت أن يكون لي منه نصيب ، وعندما يوجّه لي سؤال : ما هدفك في الحياة؟جوابي دائماً أن ألهم النّاس، أن أترك أثراً جميلاً في داخل كلّ من عرفني، وربّما أستطيع تحقيق هذا الهدف بما أكتُب ، فقرّرت أن أحاول من جديد ربّما تكون هذه إحدى الفرص لأن أصبح من الملهمات.أرسلت أحد النصوص القريبة لقلبي لملهم ، ولم يتم قبولها !أرسلت نصاً آخر ولم يتم قبوله ،لا أنكر أني شعرت بالاحباط وشعرت بأن كتاباتي ربما غير مناسبة أو انّ غيري يستحق هذه الفرصة أكثر مني فلم أرسل نصاً آخر ، وفي أحد المرّات قام ملهم بكتابة شروط قبول التدوينة على أحد مواقع التواصل ، فوجدت أن النصوص التي أرسلتها كانت قصيرة وعدد كلماتها أقل من عدد الكلمات المطلوب ، قرّرت أن أحاول من جديد، رجعتُ لأحد النصوص التي كتبتها قبل خمسة أعوام ، أرسلتها لموقع ملهم وتم قبولي كمدَونة فيه.


٣- قراءة كتابات الآخرين

كتابات الآخرين أعادت لي الشغف من جديد ، تعبير الآخرين عن مشاعرهم شجعني على تعبيري عن المشاعر بطريقتي الخاصة وبالكلمات التي أحبها.


٤-قراءة قصص وتجارب الناس

قراءة تجارب شخص ،وكلامه عن الموقف وكل ما مر به، جعلتني أتخيل نفسي بمكانه وموقفه ،فبدأت أكتب وكأني أنا صاحبة الموقف وكأن شعوره هو شعوري.


٥-مشاهدة الصور

عند مشاهدتي لصورة وخاصة لو كانت تحمل معنى معين أو وراءها قصة معينة ،أتأمل الصورة بكل تفاصيلها وأبدأ بالكتابة عنها ووصفها بطريقتي.


٦- مشاركة الكتابات مع الآخرين

مشاركة الكتابات مع القريبين وخاصة الدّاعمين شاركت كتاباتي مع أقرب الناس لي ، وكان مدحهم ودعهم من الأسباب التي دفعتني للاستمرار بالكتابة وزادت ثقتي بنفسي وبكتاباتي.



وبالنهاية أقول : لا تتوقفوا عن الكتابة ،لا تجعلوا مكان المشاعر في قلوبكم فقط ، حوّلوها لحروف لعلّها تلامس قلوب الكثيرين


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ديمة ياسين

تدوينات ذات صلة