ينعكِسُ ما بأرواحنا على ملامحنا، إنّ ملامحنا ليست مُجرّد حواس....



بعد مرورك بفترةٍ شاقّة ومُتعبة ،فترة ليست كأيّ فترة مضَت، تُقرّر أن تستسلم للحياة، و في طريق استسلامك يعترض طريقك شيئاً ما، ترفع رأسك فترى امامك حاجز كبير مرسوم عليه صورة لشخص ، تتأمّل ملامِحه بعمق وتحاوِل أن تتذكّره، من هذا الشخص ومن يكون! عيونه أعرفها وملامحه ليست غريبة .


تُغمض عيناك وتبدأ السير في عالمِ التفكير والذكريات لعلّك تتذكّر من يكون .

و فجأة ! تجد انك قد أضعت الطريق وبدأ عقلك يفكّر في أشياءٍ أُخرى ،و يتذكّر طفولتك وماضيك والكثير من الأحداث القديمة، و أشخاصاً شاركوك أجمل لحظات الحياة ثمّ رحلوا ، وكلمات قيلت لك وما زال أثرها في داخلك حتى هذه اللحظة، ويتذكّر العابك القديمة وبرامج الكرتون التي كانت أوّل اهتماماتك .


يبدأُ عقلكَ بالصراخِ ويتألّم ،يتذكّر انكِساراتك وتنهيداتك وعدد المرات التي خُذِلت فيها و دموعك التي أتعبتك وأغرَقت وسادَتك ،و حزنك الذي أتعَب روحك .

ثم يبدأ بخفضِ صوت صراخِه و يبدأ بتذكّر الضّحكات التي رسمتها ، وكلماتك التي لامست قلوب الكثيرين ويدك التي امسكت يد كل من احتاجها، وكتفك الذي كان سنداً للكثيرِ من الاشخاص،وقوّتك وجبروتك أمام المواقف الصعبة .

كيف كبرت بهذه السّرعة ، وكيفَ أصبحتَ لا تكترِث لاهتماماتك السّابقة ، وكم مرّة وقفت بكل قوة بعد تلك المطبّات التي اوقعتك، وكيف قاومت كلّ الضّربات التي تعرضت لها.

الآن بدأ عقلك يشعر بالراحة، فتبتسم وتفتح عيناك لتكتشف ان هذا الحاجز هو عبارة عن مرآة وذاك الشخص هو أنت !

أنت الآن بروحك الجديدة ، ملامحك ما زالت كما هي لكن روحك هي التي تغيّرت فانعكست على ملامحك حتى ظننت أنّها لشخصٍ آخر لا يُشبهك أبداً.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ديمة ياسين

تدوينات ذات صلة