تقييم ومراجعة كتاب التفكير العلمي للمؤلف فؤاد زكريا - قراءة شهر فبراير إلى مارس
من عنوان الكتاب قد يتبين محتواه، أعتقدت أن طريقتي في التفكير ستتغير بل أيضًا لربما يكون هذا الكتاب سبب في أن يجعلني أحب المجال العلمي — لأنني لا أحبذه وأحب الكُتب التي تترك أثرها علي.. فماذا حدث مع التفكير العلمي؟
في مقدمة الكتاب استفتح المؤلف وبيّن أنه ليس بالضرورة ان يكون التفكير العلمي مرتبط بالعلماء ويحاول مجاهدًا ان يركز على ان التفكير العلمي ليس عقل مدرب على العمليات الحسابية أو الأرقام او أن يكون محشود بلغة علمية لا أبدًا بل انه يريد ان يشرح التفكير المنظم الذي نستخدمه في شؤون حياتنا اليومية وهو ذلك النوع من التفكير الذي يتبقى في أذهاننا كما خالقنا ينظم الكون والفلك والسماوات والأرض وهذهِ من أبرز انواع التنظيم هو الخالق.
من سمات التفكير العلمي :
-- التراكمية
العلم معرفة تراكمية، ولفظ التراكمية هذا يصف الطريقة التي يتطور بها العلم والتي تعلو بها صرحه. فالمعرفة العلمية أشبه بالبناء الذي يشيَّد طابقًا فوق طابق، مع فارق أساسي هو أن سكان هذا البناء ينتقلون دومًا إلى طابق الأعلى، أي أنهم كلما شيدوا طابقًا جديدًا انتقلوا إليه وتركوا الطوابق تلسفلى لتكون مجرد أساس يرتكز عليه البناء.
-- التنظيم
في كل لحظة من حياتنا الواعية يستمر تفكيرنا، ويعمل عقلنا بلا انقطاع.
ولكن نوع التفكير الذي نسميه «علميًا» لا يمثل إلا قدرًا ضئيلًا من هذا التفكير الذي يظل يعمل من دون توقف. ذلك لأن عقولنا في جزء كبير من نشاطها لا تعمل بطريقة منهجية منظمة، بل تسير بطريقة أقرب إلى التلقائية والعفوية، وكثيرا ما يكون نشاطها مجرد رد فعل على المواقف التي تواجهها، من دون أي تخطيط أو تدبر. بل إننا حين ننفرد بأنفسنا ونتصور أننا «نفكر»، كثيرا ما ننتقل من موضوع إلى موضوع بطريقة عشوائية، وتتداعى الأفكار في ذهننا حرة طليقة من أي تنظيم، فنسمي هذا شرودًا أو حلم يقظة، ولكنه يظل على رغم ذلك شكلًا من أشكال التفكير. ومثل هذا التفكير الطليق، غير المنظم، سهل ومريح، ولذلك فإننا كثيرًا ما نستسلم له هربا من ضغط الحياة، أو تخفيفا لمجهود بذلناه، أو نجعل منه «فاصلًا» مريحا بين مراحل العمل العقلي الشاق.
-- البحث عن الأسباب
لا يكون النشاط العقلي للإنسان علمًا، بالمعنى الصحيح، إلا إذا استهدف فهم الظواهر وتعليلها، ولا تكون الظاهرة مفهومة، بالمعنى العلمي لهذهِ الكلمة، إلا إذا توصلنا إلى معرفة أسبابها.
-- الشمولية واليقين
المعرفة العلمية معرفة شاملة، بمعنى انها تسري على جميع أمثلة الظاهرة التي يبحثها العلم، ولا شأن لها بالظواهر في صورتها الفردية، حتى لو كانت هذهِ المعرفة تبدأ بالتجربة اليومية المألوفة.
-- الدقة والتجويد
في حياتنا المعتادة نستخدم في أحيان كثيرة عبارات تتسم بالغموض، وتبتعد عن الدقة، كأن يقول الشخص: “قلبي يحدثني بأنه سيحدث كذا” وأمثال هذه التعبيرات ليست مرفوضة في الأحاديث اليومية المألوفة، بل أنها قد تؤدي فيها وظيفة مهمة هي الإحاء بشيء معين من دون تحديد دقيق له.
ناقش المؤلف عن الحضارات اليونانية وحكمتهم وفلسفاتهم — تأثير العلم الأوربي بالعلم الإسلامي — نظرية دارون — بين الأسطورة والخرافة — المعرفة السببية “وهذهِ من أفضل المواضيع لدي في الكتاب” — العلم المعاصر — التقنية — العلم الحديث مع التكنولوجيا.
كانت البداية رائعة وجذبتني جدًا ولكن حينما انتصفت في الكتاب بدأت اشعر بالملل وقرأت قراءة سريعة لفهم السطر فقط والنهاية كانت صعبة قليلًا ولكنها كانت رحلة جيدة واستمتعت وسأقرأ للمؤلف أعماله الأخرى.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات