أصلُ الحِكايات وفصلٌ مِن الرِوايات، كلِمات بِلا مُقدّمَات؛
أعتَذِر يَا دَرويش عَن هَذا الفَصحِ مِن الكَلام، فَأنا هُنَا ليسَ للتَشوِيش، يَكفِي أنَّ كَلامِي بِلا مُقدِّمة وكمَا أقُولُها بِالعاميَّة: "مَافِيش"، مَوقِفي ضَعِيف وكأيّ عَاشقٍ يَبحثُ عَن وسِيلةٍ لِكي يَعيش، أعلَم جيّداً عَن ذَاك التَدخّل فِي شُؤونِ الغَير كالسّقفِ بِلا عَريش، ولكِن؛ هِي فِطرةٌ عِندَ رؤيَة بَدِيع خَلق الرحمنِ دونَ تَفتِيش، أيْ؛ أنَّها فُرصَةٌ وكَم عَظِيمة هِي الحَياة بِلا تَهمِيش.
ولِذلك يَا مُعلّمِي؛ أتّفِقُ مَعكَ بِالرّغمِ عَن بَعض الإختِلاف، عَلى أنّ المَحبّة لَا دِينَ يُفرّقُها، فأنتَ مَن عشِقتَ يَهوديَّة وكذلِك أنَا، ولكِنَّ مَا يَجري فِي العُروق يُسمَّى بِالأولويَّة، أليسَ كذلِك؟ مَا أعنِيه أنَّ الحيَاة أولوِيَّات، يَعنِي أنْ تَعشق لِتمضي فِينَا حَياة مَليئةً بِالنَبضات، كيفَ ذلِك أنْ يَكون دونَ رِفقة واحِدةٍ مِن البَنات، وأمَّا الإختِلاف؛ هُو فِي مَنحِ اللقبِ مُبكراً وقبلَ المُنافسَات، أعلمُ جيّداً أنَّ الحَياة مُنافسةٌ ولَا أشبَعُ مِن تِلك التِكرارَات، ومُناصَفةً لكَ بالإعتِرافِ عبرَ كُلّ المُناسبَات، لأنَّك أوَّل مَن أطلقَ سيّدة الأرضِ فِي البِدايَات، ولكِن! لِمَاذا ذاكَ الإستِعجال ومَا زالَت الأرض تَحفظ قَلبَها مِن الصَدمَات.
لَا أرِيدُ الإِطَالة يَا مَن سَبقتنِي إلى دارِ الحَياةِ لَا المَمات، ولِذلكَ؛ أتَسمَح لِي بِالبَعضِ مِن التحديَّات؟ عَن مَنحِ الألقَابِ فِي كافَّة المُسابَقات، مَا رأيُك إن كَانت تِلك المَرأة تعنِي بِالنَدى والقَطرات؟ لنِتَساءل مَعاً لِما هذَا التدقِيق فِي كُلّ اللَحظَات؟ بِالنسبَة لِي؛ لديَّ بعضُ الذِكريَات، ولكِنَّ الإحتِرام هِي مِن الأولويَّات، أتَسمَعِين يَا مَن أطلقتُ عليهَا كُلّ المُسميَّات؟ لِمَا لَا؟ فأنَا، وأعُوذ بِكلمة أنَا؛ مِمَّن نَشأَ عَلى حُبِّ الجَمِيلات، ليسَ كالغيْرِ بَل حَياةٌ ميَّزتهَا نَشأةٌ فِي العَالِيات، وأنَّنِي أيضاً مِن جِيل الطَلالِيَّات، كيفَ لَا وقَد تَلاعبَت تِلك المَشاعِر عِند رؤيَةِ أجمَل السيِّدات، يَكفي أنَّ الرجَاء والأمَل مِن تَفاصِيلها وليسَ كبَاقِي المُسمَّيات، تَتردَّد الكلمَات والأُغنِيَات، "الحُبّ مِن نَظرة" هِي مَن أحلَى الأغَانِي والعِبَارات، وأيْضــاً؛ "الله يَا ذِي العُيون"، والكثِير الكثِير، لَنْ نُنْصِف بِالوصف أو حتَّى بِالحدِيث عَن حُبّ البَنات.
صَحِيح؛ نسِيت أنْ أُعرِّفُكَ عَلى الطَلالِيَّات، هِي مَواثِيق الحُبّ ومِن الأُصولِيَّات، لِأقتَرب أكثَر بِالشّرحِ ولِتكُن واضِحةً كتِلك العُيون البَارِزات، إنّه حُنجرةٌ مِن العظيميَّات؛ طَلال مدَّاح، فَنانٌ عَربِيّ مِن أرضِ الغَالِيات، صَحِيحٌ أنَّه رحَلَ عنَّا وتَرك الكثِير مِن السِمَات، إلّا أنَّ الحسنَة مَا زالَت تَمضِي فِي أرواحِ أهلِ الحَسَنات.
سَأتَوقَّفُ هُنا يَا مُعلَّمِي، لَا أرُيد الإِطَالة كَمَا وعدتُك بِالرغم مِن تَراكُمِ الدُفعَات، بَلّغ سَلامِي للأحبّة ومَن تَحت تِلك الكُومَات، لَا تَنسَى تَقبِيل رأسَ والدِي إنْ مرَرتَ بِدَارِه عَبر تِلك الحَارَات، بِلّغه بِالرَجاءِ أنّنِي مُشتَاقٌ لَهُ كثِيراً بِعدد الآيَات، وأنَّ حيَاتِي قَد تَغيَّرت بِمعنَى كُل اللُغات، رحَل والدِي مُبكراً يَا درويش ويَا للآهَات آهَات، يَا لذَاك الرحِيل كَم هُو قاسٍ وسبَّب لِي الكثِير مِن الشتَات والمُشكِلات.
يَعودُ قلبِي بِالحدِيث بَعد لحظةِ صَمتٍ عمَّتهَا الصَدمَات، مَا يَهمُّ هوَ أنّني مِن هُواة تِلك الفِئَات، لِنرَى كَم جَذبَنِي هَذا اللِسان العَذب والمَفهُوم مِن اللَهجَات، إنَّها جَمِيلة الجمِيلاَت، لرُبَّما هُناكَ شَبهٌ يَحمِل الذّات بِالذَّات، بينِي وبينَكِ يَا وردةً بينَ النَبات، فأنَا أيضاً أعشَقُ مَا تعشقِين وبِكُلّ ثَبَات، مِن نظَافةٍ بالرّوح قبلَ رميِ المُهمَلاَت، صَحيحٌ؛ أنّني بَعيدٌ عنكِ بِالكَمّ الهائِل مِن المَسافَات، أهِي عائِق أمَام تِلك الإبتِسَامَةِ والضَحِكَات؟ أنتُم البَنات، وصيّة مِن ربّ الأرضِ والسَماوَات، أمَّا أنَا؛ مِن أهلِ الكِتاب ولا فرقَ لديَّ بينَ اليَهودِيَّة والمُسلِمات، الفَرق أنّني شَعرتُ بِهذا الصَباح عِند رؤيتكِ بِالتّخبطِ دُفعَات دُفعَات، لاَ أعلم السَبب وهَل للعِشق البَعض مِن التَدخُّلاَت؟
أعتَذِر يَا أيقُونةِ الجَمِيلات، تَلعثَم لِسَاني حِينَها، رَكلْتُ، شَتمْتُ وتَحرّكتُ مِن مَكاني بِضعاً مِن المِترات، تَشتّتَ تفكِيري وقَد ضَاع تركِيزي كَما نَقولهَا "شوَيَّات شوَيَّات"، كُنت أعمَل عَلى شَيءٍ مَا وقَد أنهَيْتُه بِسَلامٍ قبلَ أن يَبات، الحَمد لله أنّنِي مَا زِلتُ بِذاك العَقلُ العَربيّ والعَظِيم يُحيطُني مِن كُلّ الجِهَات.
أصَحِيحٌ أنّك عربيّة بِإمتِيَاز؟ كَمْ يَجذِبُنِي أنَّ جمِيلة عَربيَّة إكتَسحَت كُلّ هذَا الإعجَاز، لِيعلَم العَالَم أنَّ العربيّة هِي جَذابة مَهمَا كَان المَجاز، فالجَمال طِراز؛ ولا حلَّ لهُ كمَا هِي الألغَاز، هو القَلب يَا جمِيلة مَن حَكَم ومَن فَاز، سنَلتقِي يَوماً ونَستمِع إلى مُوسيقَى الجَاز، طبعاً؛ إنْ سَمحتِي لِي بذلِك قبلَ الهرمِ والإتّكاءِ عَلى العُكَّاز.
إنّها شَرعيّة الحُبّ يَا نادِين، لَا تلومِيني عَن الإفصَاح علناً لأنّي خُلِقت عَلى يَقِين، لَم أبحَث كثِيراً واختَرتُ العَفويّة مِن الكَلام وشَرع الدِين، فالجَمالُ نِعمَة مِن الرَبّ لأهلِ اللّين، يُحبّه، كَما أنَا والعَالمِين، مبروك يَا سيّدة الأرض، يَا دارين.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات