متى يحين اللقاء، ومتى نرتاح من حرب سلبت منا الحياة، وهل للضمير العربي يومًا حياة؟

هل تُرانا نلتقي؟ما بشعر بالمظلوم إلا الي انظلم، وما بشعر بالفقير إلا الي ذاق الفقر، وما بيشعر بالوجع إلا الي ذاق الوجع، وما بيعرف معنى الحرب إلا الي سرقت الحرب منهم حياتهم وأعمارهم.... لحظة... مع إن هاد المنطق بس في شغلة ناقصة، لو هاد هو الأساس لحتى نشعر بغيرنا كيف ممكن لصفحات من رواية تحرق قلبك، تبكي عيونك، تخليك موجوع وكأنك عشت معهم وبينهم وكأنك واحد منهم، كيف ممكن للكلمات تهدم رصانة قلبك وتفتت ملامح الهدوء الي ما بتفارق وجهك، كيف القصص بتخليك تحس بالوجع والخذلان....لحظة مع كل هاد فعلاً الحكي مو مثل الشوف 💔الكاتب ذكر " كتبت هذه الرواية لكي أوجع قلوبكم، لا تعجبوا من صراحتي بالفعل لأوجع قلوبكم حتى تختلط دموعكم مع كلماتي فتكون شفيعاً لنا أمام الله..." هل تمسحُ الدموع الدماء، هل يغفر وجعُ القلب الخذلان، هل تشفع لنا مشاعرنا عن صمت أباد عائلات بأكملها، سلب الأحلام والحب والحياة، سرق الحياة ممن لم يكن لهم ذنبٌ إلا أنهم ولدُ في زمن بيعت فيه الإنسانية بأبخس الأثمان، هل يغفر الندم ويجُّبُ ما قبله من خيانة وصمت وذل أضاع الشباب وسلب الطفوله واغتصب الأحلام، هل تغفرُ لنا عبير التي أسكت شغبها صاروخٌ غادر، هل يسامحنا فراس الذي فصلت يده عن جسده ممسكا بحقيبة مدرسته يحلمُ أن يكون عالم أو قائد لا يقتل شعبه، هل تفكُ جديلةُ إيمان حبل الخذلان عن رقابنا، هل يسامحنا أطفال المدرسة التي ترك صمتنا فيهم جرحاً فاق جرح صاروخ أطلقه من ظن أن لا حساب ولا عقاب، مع أن الكاتب أوجع بكلماته قلبي وسلبت من عيوني هدوئها ما زال الشكُ يملأُ قلبي هل سيغفرُ لنا الله حقاً ؟ "عندما يأتي طفل مبتور اليد أو تظهر امرأةٌ مكسورة القلب أو يطلع علينا رجل مهدور الكرامة يرفعون أيديهم إلى السماء يشكوننا على خذلاننا لهم..."ويا ويلنا يوم نلقاهم بحضرة قاضي لا يُظلم عنده أحد، ويح قلوبنا كيف صمتنا ويا عارنا كيف قبلنا وعشنا، يالا قسوة ضمائرهم، ويالا زيف ما يدعون، ويا لبؤس كل القوانين وكل الحقوق، ويا لوضاعة كل من شارك في مجزره سلبت آمنين آمنهم وأبكت مجروحين خذلان من توسمُ منهم نصرًا !

يا تُرى بعد أن تنتهي الحرب في سوريا وفي اليمن وعلى هذه الأرض التي باتت للجراح وطن وللألم مسكن كيف نعودُ نحن؟ يقولون العبرة في النهاية ولكن ما النهاية التي سنصلُ إليها، كيف سنُزيلُ الألم من جدران الذاكرة، كيف نعيدُ لعيون انطفأت بريق يُبشرُ بغد أفضل، كيف نرمم أرواحنا، كيف نجمع شتاتنا، وكيف نعزي قلوبنا؟سنبني البيت والأرض، ونعمر من جديد ولكن من يعيد للبيوت أهلها، سنفتح المدارس بعد أن نجعلها أجمل ولكن من يعيدُ للمدرسة روادها، كيف يجلسُ أحمد دون أن يأتي علي ويجلس بجانبه، كيف تبدأ الإستراحة وتشتاق نسرين إلى لبنى وميساء وهدى، سنُشيدُ الملاعب ولكن كيف يلعبُ من سلبت الدبابات والصواريخ أجسادهم، سنبني ونُشيد فلا أيسر من رص الحجارة ولكن من يرص جدران ذاكرتنا من جديد، من يرمم سقف القلب الذي تهاوى من فرط الألم والآنين، من يملك أن يعيد لذلك الرجل زوجته وأولاده الثلاث الذي غلفهم الثلج حين كان يحاولون الحياة، من يُرجع إيلان ذلك الطفل الذي التهمه البحر وطفت كرته لتذكرنا كم أننا جبناء، من يُعيدُ لأم سراج سراج الذي حرمته الحرب من الحياة وسلبه البحر جسدا فقد الروح اصلا، سراج الذي كان يرتدي ملابس الطبيب وحولته الحرب يرتدي ثوب الهم والتعتير، من يخبر تلك العروس الذي آثر عريسها أن يعطيها سترة الإنقاذ بعد أن أعطوها سترة مثقوبة، وهل سترةٌ بعشرة دولارات باهضة الثمن أم أن الإنسانية هي من بات ثمنها بخس، من يُنسي أولئك الذين ما زال ينتظرون الرسائل ممن يحبون أن تصل، من يعيدُ لعبد الله أمه وأبيه وأخته وقدمه التي تخلت عنه بعد أن تخلى الجميع عنه وعن كل من في وطنه، من يعيدُ الرفاق لطلاب أخذ صاروخ غادر رفاقهم وتركهم يغرقون في ذكريات أكبر منّا ومنهم، ومن يجيبُ تلك الطفلة التي سألت :" أنا شو عملتلهن لياخد أخت مني، هلأ مع مين بدي العب؟ ومن يعيد لذلك الطبيب والمسعف زوجته وأطفاله وهو الذي ينقذ الكثيرين يقفف عاجز أن ينقذ أمه وزوجته وأطفاله؟!

حتى أولئك الذي قتلُ واعتدو واغتصب وأنهكُ أرواحاً لا يسمع أنينها إلا الله كيف سيعيشون، هم سيكونون موتى، ستقتلهم ذكرياتهم البشعة ، ستدمر حياتهم أرواحهم التي لوثت، ستُبيدُ وجودهم تلك الأرواح التي استباح حقوقها وتعدو على حرماتها، ستقهرهم ضمائرهم وتحسابهم قلوبهم وسيكون الندمُ ماثلاً بأبشع صوره، ندمٌ وقت لا ينفعُ الندم، قاتلٌ يسلب العين من محجرها، هم مجرمون ضحايا، ظنُ أنهم يدافعون عن وطنهم وهناء حياتهم وسعادة أطفالهم، لكن لم يفهم أنها حياةٌ تجري وفق إرادة الله وأن من سلبوهم آمنهم سيسلبون بإرادة الله حياتهم فلا أقسى من أن يقتلك قلبك وتحاسبك إنسانيتك التي ألجمتها بالصمت فتجردت منها بعد أن تركتك وحيدا تُقاسي الخيبة ووجع الضمير الذي لن تجد له دواء ولا يملك له كل أطباء الدنيا لهُ علاج...ما أقسى الحياة حين تُكشرُ عن أنيابها 💔سنخبرُ الله بكل شيء ولن يضيع الله حقنا فهو العدلُ الذي لا يُظلمُ عنده أحد.


Bayan

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Bayan

تدوينات ذات صلة