"مأخوذين بالقلق ، نفتش عن الطمأنينة في الوجوه والأمكنة وكل الأشياء "

إنّ أقسى أنواع العذابِ سلب الطمأنينة من الإنسان

لك أن تتخيّل كم فكرة قلقلة قد تعيشها خلال ثانية..

لك أن تتخيل أن فكرةَ الموتِ الحائمةَ حولك سترافقك مدة حتى تعتاد عليها..

و من الجيد أيضًا أن تعتاد على فكرةِ غياب الضَوء لأنّ الكهرباء لم تعد ملكك وليست لصالحِك، لا أحد يحب أن يراهُ الآخرون خائفًا ومرتجفًا..

الخوفُ من النومِ وارد فالقلق عدو وعدوك قد ينتصر عليك عدة مرات

ولا يوجد أسوأ من عداوةِ الحرب

كل الذين قابلتَهم اليوم أو قد تقابلهم غدًا من الطبيعي أن بعد غد ستصحَبُهم قنبلة في رحلةٍ للسماءِ أو رصاصة طائشة تشوّه معالمَ الحياة لديهم..

تتعرقلُ المسافةُ بينك وبين الآخرين، خطواتك اتجاههم تتحول لطريقٍ نحو حفرةِ الموتِ .

تتمثلُ الحياة لديك بالمجازمةِ فمجرد عودتك للمنزل انتصار تكافىء فيه أحبتك!

واكتمال أفراد أسرتك على طاولةِ الطعامِ يصبحُ من المعجزات!

تصبح مقاومتك للمرض، القلق، الخوف، الجوع، الدمار، وللنكبات جوائزًا عظيمةً يمكن أن تتباهى بها!

لايمكنك أن تفهم مبررات الحرب ولاسبيل لتقبلها حتى خسائرها تعتبر أمرًا منطقيًا تترك فيك خوف وذكريات أكبر بكثير من النسيان .

لذلك في الحرب أنت دائمًا الضحية

تدخل في السباقِ دون علمك تبدأ فيه مجبرًا على خوضهِ وتستمر بالخسارةِ طوال الطريق.. من الممكن أن تنتصر في بعض المحطات؛ لكن ما الفائدة فالخسارة السابقة لا يمكن أن تمحوها لذةُ الانتصار .

في النهاية لا أحد يكسبُ الحربَ

لكنّك تنتصرُ على مخاوف لم تختبرها من قبل، تعيدُ صياغةَ مفاهيم الشجاعةِ لديك، تتأكد أن قوة الله فوق كل قوة, وتدرك أن أبسطَ التفاصيل التي اعتدت عليها هي في الواقع نِعَم,

وأنّ حروبك مع نفسك هي من تستحق الانتصار عليها.

إقرأ المزيد من تدوينات أسيل العساف

تدوينات ذات صلة