الطوفان في كل الأزمنة لم يغير الأمور تعيير جذري وإنما بمثابة فترة هدوء للتنظيف والتقاط الأرض أنفاسها

الطوفان في كل الأزمنة لم يغير الأمور تعيير جذري وإنما بمثابة فترة هدوء للتنظيف والتقاط الأرض أنفاسها, ولكن لماذا يتجدد الطوفان كل عصر؟! , ببساطة الإجابة هتكون أن إبليس أفلت وهرب من الغرق في أول طوفان للبشرية وهو طوفان نوح حيث تسلل إبليس في سفينة نوح ولمحه الحمار فشهق شهقة لتخبر من في السفينة أن إبليس يتواجد معهم ,وتوارث معشر الحمير الشهقة فكلما رأوا الشيطان شهقوا شهقة طويلة يستعيذ الإنسان من الشيطان ويغادر المكان الذي يتواجد به الإنسان وقد روي لنا الحكيم عن حوار بينه وبين حماره يبدي فيه الحمار رأيه في طوفان نوح قائلا أن الأرض بعده أنبتت الشر أيضا من جديد، فأجابه الحكيم: أتدري لماذا؟ لأن ابليس كان قد دخل السفينة مع من دخل، ولم يغرقه الطوفان مع من أغرق, حيث لم ينتبه نوح فقد فاضت الماء حول السفينة ولم يكن هناك مجال لطرده حتي لا تغرق السفينة بمن فيها , بالطبع الإجابة السابقة من الأساطير الممزوجة بالحقيقة لماحاولة الإجابة علي سؤال مستعصي علي الكل ولكن في النهاية نجا إبليس من الغرق فكتبت علي البشرية إعادة الطوفان كل عصر لتنظيف مخلفات كل عصر , تبع طوفان الماء طوافين الدماء التي تكررت مراراً وانتهت في عصرنا بطوفان الهواء ليكون جزاء للبشرية بما كسبت أيدينا !

البشرية الآن لها صراع من نوع خاص مع مخلوق ضعيف متحول غير مرئي يريد قطف الأرواح، الكائن لا يملك بنية الخليّة، الوحدة الأساسية للحياة، على الرغم من احتوائه للجينات، لذلك يحتاج لكائن حي يحتويه، كان يفضل التماسيح والخفافيش، ولكن ما أن تذوق طعم خلية الإنسان يريد أن يتوطن داخل أجسادنا، فنحن بني آدم وهذا الفيروس نخوض معركة صفرية، وهي معركة البقاء والتطور، فإما نحن أو الفيروس ليتني باحث في علم الإجتماع لأدرس من هذا الكم الهائل من الفعل ورد الفعل ولكن سأتحدث مختصرا من خلال رؤيتي الضيقة حيث أصبحت الأمور أكثر وضوحا مع انتشار فيرس كورونا في مجتمعنا حيث بديهيا عندما تري احوالنا في التعامل مع الوباء ستجد أن هناك سقوط أخلاقي وديني لشريحة كبيرة في مجتمعنا و فشل الوباء في تحجيم تلك السلوكيات ليس له سوي معني واحد أن تلك طباع متأصلة في شريحة عريضة من من المجتمع وليست صفات طارئة وليدة اللحظة فالصفات يمكن السيطرة عليها وتحجيمها ولكن الطباع كما قالوا قديما( الطبع يغلب التطبع ، والطبع غالب فلا يمكن تحجيم الطبع لأنه سيظهر علي السطح مهما حاولت اخماده )فالوباء أخرج اسوء طباع لدينا وفشل الوباء حتي في تغيير طباع من أصابهم بوباء الكورونا واصبحوا متعافين وأسعار الوسائل الوقاية من كمامات وكحول وجوانتيات وجاونات زادت أضعاف عن أسعارها الحقيقية ، ناهيك طبعا عن وجود أنواع مضروبة تضر ولا تنفع !

ولا يوجد ضوء في ذلك النفق المظلم سوي الفريق الطبي وتضحياته من شهداء ومصابين وفي الساعات الطويلة في المستشفيات او تقديم خدمات الإستشارة عن طريق التليفون دون مقابل ومعهم أهل الخير الذين ينفقون في السراء والضراء !

لا أخفيكم سرًا باعتقادي أن وباء فيروس كورونا بالنسبة لي هو (وباء مصطنع) وأنه قد سبقه أوبئة مصطنعة كإنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور والسارس، فإنه من الواضح بأن الوباء هو فخ علمي جديد، نعم لا يمكن اختلاق فيروسات من العدم في مختبرات خاصة، وإنما يمكن التلاعب في فيروسات موجودة في الكون، فإمكانية التلاعب في مكونات الفيروس، وجعله ضارًا بالبشر، أمر ممكن من الناحية العلمية، فعلي سبيل المثال فيروس «أنفلونزا الطيور»، بعد أن كان الفيروس يصيب الطيور فقط، لكن فيما بعد صار يصيب الإنسان، أما فيروس كورونا يتكون من مزيج من المواد الوراثية يسمح للفيروسات بربط خلايا معيّنة مع بعضها، بما في ذلك خلايا البشر، يعتمد نوع الفيروس على البروتينات الموجودة به على سطح الخلايا، وما إذا كان يمكن أن يرتبط بالمستقبلات الموجودة على أسطح خلايا الحيوانات الأخرى!

ولك أن تعلم أن الفيروس الجديد كوفيد-19 منتشر في الهواء، فالفيروسات طفيليات بسلوكها تدخل جسد الكائن الحي وتلتصق بالخلية في عملية تسمي الامتصاص الكيميائي، ثم تقوم بحقن الحمض النووي، وتجند الخلية التي تحتاجها، ثم تجبرها على استنساخ الفيروس عدة مرات، ثم تقوم بقتل الخلية، الفيروس لكي يهاجم خلية معينة!

استخدام الكائنات الحية في إحداث تغييرات في تركيبة السكان، ليس غريبًا على البشرية حيث تعتبر الأسلحة الحيوية (البيولوجية) أقدم أسلحة الدمار الشامل استخدامًا من قبل الإنسان في نزاعاته وحروبه، استخدام الكائنات الحية في الحرب للتعذيب أو الهلاك قديم بقدم الخَلق، ولقد عذب الله قوم فرعون عندما عصوا بأن أرسل عليهم الجراد، والقُمَّل، والضفادع، وفي هذا يقول الله: «فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين»، قديمًا عام 1636 تظهر أول وثيقة تثبت استخدام الأمريكان للسلاح الجرثومي عمدًا، وقد كتب القائد الإنجليزي العام اللورد «جفري أمهرست» إلى هنري بواكيه يطلب منه أن يجري مفاوضات مع الهنود ويقدم لهم بطانيات مسمومة بالجدري وأجاب بواكيه: (سأحاول جاهدًا أن أسممهم ببعض الأغطية الملوثة التي سأهديهم وسآخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا أصاب بالمرض، انتشر الوباء بين أربعة شعوب هندية (الأوتاوا، ينيغو، والمايامي اليني، وناييه) وأتى على أكثر من 100 ألف طفل، وشيخ، وامرأة، وشاب، وأصبحت وثيقة (أمهرست) بأنها «حجر رشيد» الحرب الجرثومية!

تمت قبل أن أتمها !

الكَنز

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الكَنز

تدوينات ذات صلة