بعد ان عايشنا مصطلح " العالم اصبح قرية صغيرة " فها نحن الان نعيش مصطلح "العالم اصبح مستشفى صغيرة ".

قبل عدة اشهر كنا نمارس النمط الاعتيادي في الحياه كالذهاب الى المطاعم و المقاهي و الاسواق و الاندية الرياضية و المدارس و الجامعات و اماكن التنزه و الترفيه.

كنا نعيش بازدحام كل شي , كازدحام الحركه مثل حركة الشوارع و الطرقات , و ازدحام العقل مثل التفكير في الحياه بماضيها و حاضرها و مستقبلها ,و لاننسى ايضا ازدحام العمل مثل المهام و الواجبات التي يجب ان تنجز بوقتها المحدد , و هناك ايضا ازدحام العلم مثل الدراسه و الامتحانات و المؤتمرات العلمية , ولا نستطيع ان نتجاهل الازدحام الاجتماعي مثل الاعراس و الزيارات العائلية و الولائم و غيرها من انماط اجتماعية .

فكان لكل منا ازدحامه الخاص به, الى ان اتى ما يطغى على كل هذا و فرض سكون غير مطمئن سكون مؤلم سكون يجعلك تشكك اذا كنت مستيقظ ام انها مجرد كوابيس.


سلسلة كورونا :  العالم اصبح مستشفى صغيرة80918822423042290
unsplash.com


جاء فايروس كورونا – كوفييد 19 , لا ادري هل اقول جاء على حين غرة ام كان يبعث لنا رسائل تخبرنا بمجيئه ! اغلب اصابع الاتهام تشير الى انه من الصين, و ما ادراك ما الصين ! بلد الخيال العلمي و بلد اللامستحيل . في الواقع لا استطيع تقييم الصين فهي بلد الصناعه و التكنولجيا و المعاملات الرقمية والاقتصاد العالمي و الادويه القويه لكنها بنفس الوقت بلد اوبئة بلد كوارث و فايروسات بلد جعلت العالم في اعتاب سنة 2020 يصبح عبارة عن "مستشفى صغيرة " بدلا من " قرية صغيرة" !

لم اكن اعلم قيمة الحياه العادية التي كنا نعيشها قبل حلول هذه الجائحه فلا اصدق ان فايروس لا يرى بالعين المجردة- و لاحتى يعتبر كائن حي يمكن ان يقتل مئات الالف من سكان الارض في فتره وجيزه و يصيب ملايين الاشخص في اجهزتهم التنفسية و يرمي بهم في المستشفيات التي انهارات كليا و لا تسطيع استقبال اغلبهم.

انظمة صحية انهارت , اقتصاد الدول ينهار تدريجيا , العالم اغلق ابوابه و دخلنا في اغلاق عالمي فجميع المطارات ومداخل و مخارج الدول اغلقت .

جميعنا الان نتحدث لغة واحدة و هي لغة الكورونا سواء كنا سياسون او اقتصاديون او رياضيون او اكاديميون او علماء او أميون او مزارعون او تجار او ربات بيوت او كبار او حتى صغار .

فجميعنا نعيش أزمة الكورونا و تفاصيلها من اخبار و حالات و معقمات و كمامات و اجراءات و قائيه و كيف نغسل ايدينا و كيف لا نسلم باليد و كيف نعقم مشترياتنا فازدهر قطاع المنظفات و طغى على قطاعات اخرى و هذا تقريبا يحدث للمره الاولى في حياتنا.


و الان بعد مرور عام على هذا الوباء تتنافس بعض الشركات من عدة دول على طرح ادويتها التي تعالج الكوفيد-19 , فهل من الممكن حقا ان تثبت هذه الادوية فاعليتها و نجاحها و نعود الى حياتنا الطبيعيه؟؟؟؟

نتمنى ذلك من الله تعالى.


شكرا للقراءة ... و دمتم سالمين.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Batool B. Gharaibeh

تدوينات ذات صلة