صحيح شهر مايو هو شهر التوعية للصحة النفسية عالمياً لكن المفروض تكون السنة كلها كدة مش شهر واحد بس.
بما إنى مهتمة بموضوع الوعى الذاتي اللى صدعتكوا بيه في كتبى (لأنك فريدة و جلالة الملكة) وكلامى طول الوقت، فحابة أقولكوا شوية معلومات تساعدكوا تكونوا واعيين أكتر بالصحة النفسية بشكل عام وبصحتكوا انتوا بشكل خاص.
الــdiagram البسيط اللى فى الصورة المرفقة شرحه دكتور Stan Kutcher من كلية الطب جامعة Dalhousie في كندا ومعروف في الطب النفسى إنه بيساعد على فهم الصحة النفسية وأمراضها بشكل بسيط.
في المثلث من تحت هتلاقوا في القاعدة مكتوب فيها مافيش مشكلة أو إضطراب وده بيمثلنا في أغلب الأوقات لما بنقضى وقت حلو مع العيلة أو الأصدقاء، لما بنبقى أجازة من المدرسة أو الجامعة او الشغل، لما بنكون مستمتعين أو في اى نشاط أو مرتاحين او حتى وإحنا نايمين، أغلب الوقت في يومنا بنبقى في الحالة دى.
من ناحية تانية كلنا بلا استثناء بنمر باضطراب نفسى كل يوم برده والاضطراب ده بيكون إشارة من المخ لينا ان عندنا مشكلة في البيئة اللى حوالينا ولازم نتعامل معاها والاشارة دى بتقولنا اننا محتاجين نتأقلم ومحتاجين نحل المشكلة واسمها الstress response وهو ده أساس فكرة المرونة وأساس فكرة التأقلم. وبمجرد مابنحل المشكلة الـstress response دى بتروح لحالها واحساس الاضطراب ده بينتهى.
وده يوصلنا لنقطة مهمة هي اننا ماينفعش نحاول نحمى أولادنا من فكرة انهم ما يتعرضوش لاضطراب نفسى لأن الإحساس ده مهم لتقوية عضلة المرونة جواهم وتقبل تحديات الحياة ليهم ومواجهتها. فلو هتقولى لا لبنتك على حاجة عايزاها وانتى عارفة انها مش محتجاها مثلا، أو لو هتعاقبيها على غلط عملته فاعملى كدة بلاش تقولى لا البنت هتعيط أو هتنهار والكلام ده لأن ده هيعلمها ان الحياة مش كلها دلع من ماما وبابا وهيخلى شخصيتها مرنة أكتر.
الجزء اللى بعد كدة في المثلث هو مشاكل الصحة النفسية والمشاكل اللى من النوع ده بتحصل من ضغوطات أقوى شوية من اللى بتسبب الاضطرابات النفسية مش زى انك رايح امتحان او انترفيو ولا انك داخلة مسابقة او انك اتقدمت لواحدة ورفضتك لا! الضغوطات القوية زى موت حد قريب منك، او رفدك من الشغل المواقف اللى تحس إنك عاجز ومش قادر تتصرف فيها لوحدك فبتحتاج دعم من الناس اللى حواليك حد يطبب عليك مش أكتر أو حد ينصحك ويوجهك لحل مثلا. وفى الحالة دى مش بتحتاج طبيب نفسى يعالجك لأن طبيعتنا البشرية قادرة تتغلب على النوع ده من الصعاب لوحدها من غير أدوية. صحيح المشاكل النفسية دى ممكن تكون صعبة وبتجرح مشاعرنا لكن طبيعتنا البشرية قادرة تعدى بيها وخصوصاً بالدعم من الناس القريبة ورجال الدين أحياناً.
الجزء الأخير من المثلث أو القمة يعنى هتلاقوا فيها الأمراض النفسية ودى الأمراض المتفق عليها من التصنيف الدولى للأدوية الـICD والجمعية الأمريكية للطب النفسى الـDSM ومتفق على تشخيصهم عالمياً ومختلفين تماماً عن المشاكل والاَضطرابات النفسية وبيحتاجوا تدخل علاجى طبى من مختصين متدربين تدريب خاص للنوع ده من الأمراض.
وكل حالة من الحالات اللى في المثلث ده منفصلة عن التانية يعنى مش شرط اللى عنده اضطراب حالته تتحول لمشكلة أو اللى عنده مشكلة مش شرط حالته تتحول لمرض، يعنى اللى فقد حد قريب منه وحزين عليه مش شرط خالص حالته تتحول لإكتئاب ورغبة في الموت. وممكن الانسان الواحد يعانى من كذا حالة مع بعض يعنى اللى عنده مشكلة نفسية ممكن يعانى من اضطراب نفسى، يعنى اللى ماتله حد قريب ممكن يحس في نفس الوقت بالغضب أو الحزن أو الاكتئاب والتلاتة حالات مختلفين عن بعض.
طيب أنا بقول كل المعلومات دى ليه؟
هنرجع تانى لأول حاجة وأهم حاجة وهى الوعى لما تبقوا واعيين للى حاسين بيه هتقدروا تحلوا مشاكل كتير أو تتجنبوا مشاكل أكتر لما أبقى عارفة هل انا مضطربة نفسيا ولا عندى مشكلة نفسية ولا مريضة نفسية هعرف أتعامل مع نفسى صح وهوصل للناس اللى حاسة بيه برده بطريقة صح وبالتالي الناس هتعرف تتعامل معايا صح.
لو حاسة بخيبة أمل أو إنى قرفانة أو غضبانة أو متشائمة هقول انى مضطربة نفسية يعنى محتاجة اخد وقت علشان أتأقلم مع الاضطراب ده وبعدها هبقى مرنة أكتر لو اتعرضت لموقف مشابه بعدين. ولو حاسة انى حزينة أو روحى المعنوية مش قد كدة أو يائسة فده معناه ان عندى مشكلة نفسية محتاجة دعم من اللى حواليا أو من أهل خبرة وثقة. أما لو حاسة انى عندى اكتئاب ومافيش حاجة بتحسن حالتى وبفكر في الموت مثلاً يبقى انا محتاجة دكتور مختص يشخص حالتى ويعالجنى.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات