ليست كل الجروح يدأويها جارحها، هناك قصص يجب أن تنتهي لتكون بدأية قصة جديدة أجمل، في الحياة نمر بمصاعب لنغربل من حولنا .
إلي وحدتي التي تكمن بين حوائط غرفتى، إلي قلبي الذي طالما خذل من كل شخص وثق به، إلي عقلي الذي يظل يرفض المبدأ، يريد أن يكمل رحلته بكل ألوانها من المشاعر، سواء حب، عشم، خذلان، فرح، حزن، كل شىء بمتناقضته، إلي كل ذرة في كيانى حاولي مجددا.
أنهت كتابة مذاكراتها اليومية بتلك الجمل التي إخترقت قلبها، ورنين تلك الكلمات مازال يتردد في أذنيها، تريد أن تنسى كل ما مرت به من تجارب قاسية، لكن كل شىء حولها يعيد إحياء تلك الذكريات الموجعة، وكأن الجراح ترفض أن تلتئم، وترفض أن توقف نزيف الذكريات المؤلمة، ولتخرج كل شىء من عقلها تندمج في قراءة الكتب، ولكن مع أول صفحة وجدت جملة، ليس المشكلة في من أن نكسر من من نحب ولكن المشكلة في مقدار مشاعرنا التي كنا نمنحها لهذا الشخص، وأصبحت فتات زجاج مكسور يهشم قلوبنا، تلك الجملة تسببت ببكاءها وتركت العنان لدموعها التي تحاول جاهدة تلجيمها، ولكن حتي الدموع أبت أن تطيعها وأعلنت عصيانها، تذكرت أنها أحبت بأخلاص، قدمت مشاعرها، حتي أمنيتها كانت تريد أن تري من أحبت بخير دائما، لكن مع أول مطب لها في حياتها وحين شخصت بمرض السرطان تركها خطيبها وحبيبها، وكأنه لم يعرفها يوما، تركها تصارع مشاعرها المذبوحة وسرطان لا يرحم الجسم الذي يسكن فيه، لا تملك سوي أن تصرخ من العلاج الكيماوي، وتصرخ من فعلة حبيبها، لكنها قررت أن تعيش لذاتها، لا شىء يستحق البكاء سوي علي حالى، لا شىء يستحق، قوتها كانت نابعة من قهرها، وتمر أيامها تارة قوية، تارة أخري ضعيفة وهي تسارع مرضها، وسط رحلتها تلك وجدت من أراد ضعفها قبل قوتها، روحها قبل جمال شكلها، شخص كان ينتظرها لكن حب من لا يستحق أعمي عينيها، وجدت من رأي مرضها كأنه مرضه، رأي أن الجلوس بجانبها وقت تعبها يهون عليهما مرارة الوجع، أحبها وكلمة أحبها لا تعبر عن ما يكنه لها، تمر الأيام لكن وجود من يهون علينا، يجعلنا نمضي قدما بالرغم من المتاعب، نسقط ولكن حينما نسقط نجد من يسندنا يجعلنا نكمل طريقنا، ربما الكثير من القصص تنتهي، لنعلن بداية قصة جديدة بأحداث نستحقها.
في نهاية مذكراتها ومعاناتها كتبت:
لابد من قلم موجع لنفيق من أحلام وردية نرسمها بمخيلتنا، لابد من عبور أشخاص في حياتنا غير جيدين، لندرك قيمة الأشخاص الآخرين في حياتنا، لابد من أوجاع لنعلم كيف نستند علي الله ثم علي من نحب، لابد من المحن لنغربل جيدا الأشخاص الموجودين في حياتنا، لابد من أشكر من أحبني حينما كنت سليمة وأحبني أكثر حينما لأزمتي فراشى، لابد أن نتعلم الدروس جيدا، ولكن لا نجعل المصاعب تتحكم فينا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات