أصبوحة الآن بفضل الله أكبر مشروع عربي لصناعة القراء، وهو يعتمد على فكرة التطوع فقط،

مشروع أصبوحة:


كلنا تقريبا يعرف على الأقل أن مشروع أصبوحة لصناعة القراء،

شخصيا هذا ما كنت أعرفه منذ انطلاق المشروع، ولأن برنامجهم مسطر بعناية، ويقتضي القراءة اليومية ووضع المراجعة كل يوم،

دفعني هذا إلى تأجيل الالتحاق بهم كل مرة وأنا أشاهد كل يوم منشورات الأصدقاء على الفيس بوك.إلى أن نصحتني صديقاتي بالالتحاق بالمشروع،

وحين قرأت شروط الالتحاق أجلت الانضمام كرة أخرى بسبب المسنجر،

فعادة كي أكمل قراءة كتاب أغلق الفيس بوك بسبب ضغط رسائل الصديقات،

ولأنني حين أقرأ أحبذ أن لا تلهيني وسائل التواصل الاجتماعي، ناهيك أنني لا أملك المسنجر وأكرهه جداا.

سبب آخر كان يثنيني عن الالتحاق ألا وهو اعتمادي برنامجا للقراءة المتخصصة حيث سطرت لنفسي برنامجا يضم 90٪ فقط قصص وروايات لحاجة في نفسي،

ومشروع أصبوحة لا يساعدني في هذا الأمر فهو مشروع صناعة قارئ وليس كاتب،

ويعتمد في برنامجه على 99٪ من الكتب المنوعة فقط، وان كان يضم رواية أو روايتين (لا أعلم بالتحديد).


والكتب المبرمجة للقراءة متواجدة برف أصبوحة وأنت لك حق الاختيار مابين الكتب الفكرية أو الدينية أو الأدبية أو غيرها.

لكن ما كنت أجهله أن لديهم خيارا آخر يتيح لك البقاء على برنامجك الشخصي في القراءة، ألا وهو ميزة (الاختيار الحر)،

فتختار كتابا من رف أصبوحة وحين تنهيه يحق لك انتقاء ماتشاء وتحسب لك نقاط الاختيار الحر أيضا.،

والأمر الآخر أنه يمكنك الالتحاق بدون مسنجر (وهذا ما أراحني كثيرا).

قرأت بعد ذلك عن تجربة احداهن بعد سنة من الالتحاق بأصبوحة، حيث ذكرت بأنها لم تكن تقرأ بسبب ضياع وقتها على الفيس بوك،

وحين التحقت بأصبوحة التزمت بالورد اليومي المقدر بست صفحات في اليوم،

وحين أكملت سنة مع المشروع أصبحت تقرأ كتابين في اليوم.

هذه التجربة حفزتني للانضمام مؤخرا، وكنت خائفة من عدم الالتزام لأن وقتي يتحكم به الآخرون إلا أنا،

فيقتطعون منه ما يشاؤون، ويتحكمون به كما يرغبون، وليست لدي القدرة على الاعتراض

فالمسؤوليات عادة تفرض عليك هذا.لكنني غامرت بغية اكتشاف حسنات التجربة على الأقل،

لذلك أصبحت عضوة في المشروع، واكتشفت أن الالتزام معهم سهل وميسر ويعلم الانضباط.

ناهيك أن المشروع وفكرة المشروع تناسب جدا رواد وسائل التواصل الاجتماعي،

وتعتبر أنجع دواء لشتات وضياع الأوقات التي تسببت به هذه المواقع للجميع.


ففكرة المشروع إبداعية ورائدة وسباقة،

لا أدري حقا كيف اهتدى صاحبها (Ahmed AlShammari) إلى هاته الفكرة العبقرية.


فكرة المشروع:


برنامج أصبوحة وكأنه جاء كخلاص لأولئك الشباب الذين يعانون ادمان الفيس،

وتشتت وتسرب أوقاتهم فيه، لذا ابتكر صاحبه طريقة ميسرة وناجعة لمن التزم بها،

ناهيك أنها تطبيق حرفي لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم التي تقول:((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)).


ففكرة أصبوحة تعتمد القراءة المنهجية المتأنية،

اختيار كتاب، وقراءة ست صفحات منه على الأقل في اليوم، وكتابة أطروحة صغيرة لما فهمته من تلك الصفحات.

حتى أن قائدتي بالفريق تسمي ما نقرأه في اليوم بالورد اليومي،

وهي مسؤولة عن جمع نقاط أطروحاتنا وتنبيهنا بالإشارة اليومية لوضع وردنا اليومي من القراءة.


لفظة الورد اليومي هزتني كثيرا، كوننا نعتمدها في قراءة القرآن الكريم،

ولكم تمنيت أن يخرج علينا أحد الأفاضل الملمين بعلم القرآن الكريم بهكذا مشروع

(صفحات معينة من القرآن نقرأها+تفسيرها+ ونستخرج منها فائدة أو اعجازا أو مناسبة أو صورة بلاغية)

تخيلوا معي لو تم لنا هذا الأمر، كم من فائدة سنجنيها،

وكيف سينقلب حال الأمة بعدها؟لعمري أن فكرة أصبوحة أثبتت فاعليتها ونجاعتها،

ولا يدرك ما أقول إلا سفراءها وأعضاؤها الذين خبروا أثرها وعرفوا الآلاف الذين التحقوا بها،

إنها خلية نحل بمعنى الكلمة.


أصبوحة كانت فكرة طالب بكلية طب الأسنان،

عراقي اسمه أحمد الشمري في سنته الرابعة ويدرس بجامعة في الأردن،

وانطلاقة المشروع ومهده كان دولة الأردن، ثم توسع ليصبح مشروع أمة.


فأي فكرة هذه؟

وأي همة؟

وأي قبول وضع له في الأرض وبين الشباب؟

ماشاء الله، تبارك الرحمن، فاللهم زد وبارك


أصبوحة الآن بفضل الله أكبر مشروع عربي لصناعة القراء، وهو يعتمد على فكرة التطوع فقط،

فكل القادة بالمشروع كانوا سفراء من قبل وتمت ترقيتهم ليصبحوا قادة مسؤولين عن مجموعة من السفراء،

وكلمة سفير هنا يقصد بها (القارئ الجديد المنضم حديثا للمشروع).

ولعلي أذكر طرفة حول الموضوع، هي أنني عضوة بمجموعة للقراءة لصبايا من دولة شقيقة للأردن،

وكلما حدثتهم عن مشروع أصبوحة، أجدهن يجهلنه تماما فيسألنني(شو هي أصبوحة؟!، وما معنى أطروحة؟!)


بالرغم أن المشروع عملاق جداا، ولا تجد مجموعة قراءة لا تعرفه، خصوصا عندنا بالجزائر


فقد تغرس بذرة بكل مكان، لكن الحصاد قد يأتيك من أقاصي الأرض.


ولعل آخر ما أختم به، الرجاء من الجميع بأن يجربوا الالتحاق بهذا المشروع.


ورجاء آخر أن تقوموا بنشر فكرة المشروع بين أصدقائكم وأحبابكم، أبنائكم وتلاميذكم.


ولعلي هنا أذكر تجربتي الشخصية في هذا الأمر والتي تكللت بالنجاح بفضل الله، حيث أنني روجت لبرنامج أصبوحة في مدينتي النائمة،


وكان أن تم إنشاء ناد للقراءة يعتمد كثيرا على أساسيات فكرة أصبوحة.


كم أتمنى حقا لو يقوم كل فرد منا بنقل تجربته إلى حيه وقريته ومدينته.


وتذكروا:


«الثورة بلا مثقف قد تسقط نظاما ولكنها لا تحقق نهضة، إن الثورة التي لا تسبقها ثورة ثقافية هي ثورة تمشي على رأسها، وهذا ما نلاحظه اليوم في وطننا العربي، كل تجارب الإنسانية قديما وحديثا تشير إلى هذه الحقيقة.» ياسين حسن



أعتقد أن الثقافة هي التي ستصنع لنا المجتمع الراقي الذي نبغيه.


#شمس_الهمة



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أمال جزائرية

تدوينات ذات صلة