نفر من قدر إلى قدر فإلى متى نواصل الفرار؟ وإلى أين نسير؟
قد طارت العصافير وغردت وملأت الفضاء بأناشيد الحرية وتبسمت لغد بدون قضبان وأسوار رسمته بألوان الأمل والأحلام.
لكنها مع تتابع الأيام أدركت أنها خرجت من السجن الصغير إلى سجن أكبر قضبانه خفية عن العين جلية للقلب.
علمت أنها ربما هربت من يد آسرها إلى أيادٍ كثيرة مشهرة بنادق الصيد.
أي الطرق تسلك؟ تتهدم الجسور تباعا وتنطلق الطلقات مشتتة شمل القطيع.
الكل يدرك أن النجاة في البقاء معا لكن... كيف السبيل؟
تتساقط الأجساد, ويحكم الحزن قبضته.
بين الفينة والأخرى يتضح الطريق لكن... لا أحد يمتلك الجرأة كي يسلكه!
هذا سجن قضبانه من الحزن والخوف وسلاسله قد سبكت من الشك وتتابع الخيبات.
هاك الطريق يا فتى, فحتى متى تلزم مكانك خاشعا متهيبا؟ ألا ترى القضبان تضيق بمرور الأيام؟ ألا تسمع صوت الطلقات تقترب؟ أما علمت أن الرياح لن تحملك طويلا إذا توقف جناحاك؟
ماذا بقي لتخسره؟ وأي نجاة في التوقف؟ كم مرة ستموت خوفا بانتظار الطلقات؟
إن كان الموت آت لا محالة, فالزم طريقك ومت عليه.
التعليقات