أحد عشر شهرا إلا سبع مضت منذ بدء الطوفان ولم تهدأ رحى الحرب لكن همتنا تخفت وتخفت وإنه لحري ألا تزيدها الأيام إلا اشتعالا!

منذ ما يقارب الثلاث سنوات بدأت بنظام ال bullet journal ولأن عامي ذاك -سنة الامتياز-

لم يكن مطابقا لبداية العام الميلادي فمنذ ذلك الوقت وتقويمي لا يبدأ ببداية العام الميلادي, لذا فالbullet journal الحالي بدأ بشهر سبتمبر 2023 واليوم هو آخر يوم من شهوره الإنثي عشر! وكنت قد زينته بألوان لامعة حالمة مطمئنة, لكن لم يمر سوى شهر و7 أيام منه وبدأ الطوفان! فظللت شهور الطوفان بعلم فلسطين ليظهر اليوم هكذا! واليوم وأنا انهي هذه الصفحة وهذه الشهور ينتابني الفزع! أتذكر جيدا تلك السلسة التي سمعتها يوما عن الأندلس أتذكر تعجبي وتساؤلي كيف؟ كيف يلم هذا العذاب والتنكيل والتشريد لمسلمين ولا تتحرك الأمة الإسلامية حتى تم القضاء على الإسلام في تلك البقعة فلم يبق منه إلا أبنية فارغة! وعبارات انبترت عن معانيها كلما تقادم عليها الزمن وأتذكر التحذير الذي أطلقه د. راغب السرجاني "حتى لا تكون أندلسا أخرى" يعني فلسطين! ثم أنظر اليوم.... 11 شهرا إلا سبع يقتلل فيها إخواننا لا يفصلنا عنهم سوى بضع أمتار ونحن عاجزون حتى عن إيصال الطعام والشراب لهم, يقتلون ويشردون, ويحرمون المأكل والمشرب والدواء والمأوى ونحن نشاهد! نعلم جيدا أنهم يعانون وننتظر دورنا! فالعدو لا يواري ولا يخاف فيكتم نيته بل يصدع بها لكننا نتعامى عنها قصدا وقهرا!

أحب الشعر وإلقائه لكن أكثر قصيدة رافقتني ولم تضع أبياتها كما ضاع الكثير بين الطرقات ومفترقات الزمان رغم مزجها بين العامية والفصحى قصيدة "معجزة" للشاعر مصطفى الجزار. تطرح القصيدة تصورا عن ماذا لو عاد صلاح الدين؟ والتصور مؤلم لكنه واقعي بل ربما لو حدث في عصرنا لن أتفاجأ بما هو أشد فلن يكون الرد فقط "مش هنسيب المال والجاه, مش هنسيب الدنيا الحلوة ونمشي وراه" بل لربما حاربه البعض منا وركض خلفه يقذفه بالحجر فتكون انتفاضة حجارة جديدة ولكن هذه المرة لن يكون الطفل الفلسطيني يقذف العدو الصهيوني بالحجارة وإنما غثاء سيل الذي تمكن من قلبه الوهن يقذف كل ما يذكره بالهدف الحقيقي بعيدا عن رؤيته ليكمل انغماسه بين شهوات الدنيا دون أن يكدره وخز ضميره أو انفتاح عينه على حقيقة مرضه وأنه الآن يحتضر!

لا أخفيكم سرا أنني في بداية الأحداث عندما سارع الكثير من الأجانب باعتناق الأسلام تأثرا بإيمان أهلنا في فلسطين سعدت بنجاتهم لكنني خفت, خفت أن يكون هذا بداية الاستبدال ونحن نستحق ذاك! فقد علمت أنّا أمة الفطن فيها لا يأمن, وأن خيريتنا مرهونة بالعمل, لا يشترط أن يكون عملا جبارا معجزا يبدل الحال بين عشية وضحاها, ولكن... كل حسب استطاعته, لذا كان السؤال هل استفرغت وسعي؟ وهل أعددت ما استطعت؟ وهنا يتولد السؤال ما الذي تغير فيّ منذ بداية الطوفان؟ هل أغرق معه بعض المعاصي وأخفاها ورفع بعض الطاعات وولد عبوديات جديدة أم ما زلت نائمة غافلة؟ أعلم أن الكثير قد أفاق ولبى وبدأ بالإعداد وشد أربطة الخيل ومضى يجاهد نفسه حتى إذا رفعت راية الجهاد على العدو صدق الله ما وعده وإلا مات عاقدا عزمه على الصدق وبذل الوسع, فماذا عني وماذا عنك, متى سنشد رباط الخيل ونلحق بالركب؟ كم من الوقت ننتظر يتآكلنا الوهن ونأخذ عرض الأدنى ونتعذر أنا أحصرنا؟

خاطرة

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

آمين 🥺🌸

بارك الله فيكِ ونفع بكِ واستعملنا وإياكِ لنصرة دينه, وهنيئا لكِ إدراكك ركب الصادقين, ورزقكِ الثبات, ولا تلتفتي لما فاتكِ فالأهم أنكِ بدأتي, وطريق العلم والدين لا ينتهي فانهلي عزيزة قريرة العين بالعاقبة بأمر الله, وشكرا لكلماتك الجميلة المشجعة ولمشاركتي التغيير الذي حققتيه 🌸🌸

من أجمل ما قرأت.. ومن أجمل ما دفعني لأكتب وأشارك بعد غياب طويل 🥺🌸
كل منا غير فيه السابع من أكتوبر شيئا وأشياء.. منها أنه صار مرجعا لي في قراراتي ومهامي.
بالأمس وأنا أخطط لهدف طويل المدى وأقسمه على الشهور، بقيت أحسب كم كمية الإنجاز من الهدف ستكون حتى السابع من أكتوبر المقبل.. وفكرت لو أني كنت بدأت بجد منذ ذلك الوقت.. لكنت انتهيت الآن!

إقرأ المزيد من تدوينات خاطرة

تدوينات ذات صلة