إن لمحتم ما تقتنون من نوادر، حينها ستدركون إنما القمة في أعماقكم وليست في الخارج.
قد تصادف العديد منهم، أولئك الذين يدعون الالهام والخبرة الحياتية إثر وقوعهم على تجارب نزلت عليهم بالإجبار قصرا، ملئوا عقولنا بمصطلحات مثل القمة ولا نرضى بأدنى منها حتى انني اذكر يوما أحد الأشخاص في حياتي الذي صنف نفسه ضمن قائمة العظماء، كان جالسا في كرسيه متظاهرا بأنه أحد الشخصيات المهمة التي نلجأ اليها في كل علة وامر مستصعب، يرشقنا بنظراته الحادة ولا مجال للجدال في معلوماته، حتى انني من فرط العجب لم اسع لتصحيح ما لديه من أفكار حجرية لأنني علمت انه من ذاك النوع الذي لا يقر بأخطائه، والذي غلبت ثقافته الكبر وليس التواضع.
-بوجهة نظري- لا اصنف المثقفين بناء على كمية المعلومات التي يمتلكونها، ولا اهتم بمدى حفظ الشخص للتاريخ او الاسم او حتى الكتاب بحجمه وكثرته، ولكن الثقافة بالنسبة لي فعل مستمر للتصحيح وليست صفة ثابته لا تقبل التغيير. هل انت مقبل على هذه الحياة ومدرك ان القمة ليست الا وهم ونشوة سريعة الزولان؟ انا لا أعني اننا نقف في مكاننا ولا نسعى للتحسين نحو الأفضل، ولكن هل هذا كل شيء فعلا؟ ماذا لو وصلنا نحو القمة التي افترضناها في افكارنا؟ ماذا بعد؟ هنا السؤال الحق، هل يا ترى ستكتفي لهذا الحد؟ أم تسعى نحو الأفضل فالأفضل؟ إن اكتفيت فأنت لست انسانا حالما، وإن لم تكتف إذا كان مفهومك للقمة خاطئا وهذا ما اقصده تماما بنشوة القمة.
لا تتوقف حينما تتعب, توقف حينما تنتهي!
من الجيد في الواقع ان تضع حلما امام ناصبيك وان تجاهد في سبيل تحقيقه، ولكن لا تجعله النهاية لكل هدف اخر من الممكن ان تبدأ به. لا تجعل حلمك هذا هو الفاصل الوحيد لنجاة قصتك وتحقيق بطوليتك في رواية اسمك. من المهم أن نبذل قصارى جهدنا في تسخير قدراتنا في هذا العالم وان لا نبخل بما نملك من مواهب وقدرات لا متناهية (لا تنتهي الا بمغادرتنا جسدا من هذه المستديرة) ومزايا ميزتنا عن غيرنا، لا تجعل وهم القمة يعيقك عما هو فعلا آت، ولا تتكئ لتستريح امام بابا واحدا حتى مستقرا هناك لا تتحرك وتزيح بصرك عن ملايين الأبواب الأخرى أمامك بانتظارك فقط لتتخذ خطوة نحوها وتطرقها لترميك بالمفتاح. وأولئك الذين ظنوا بأنهم فشلوا في هذه الحياة فقط لأنهم لم يحققوا فكرة تقليدية، هناك أبحر من الفرص التي تحتاج نظرة ثاقبة من أعين ارواحكم النائمة، لا تيأسوا وحاولوا وقدموا لهذا الفضاء المتسع بعضا من قدراتكم الذهبية، فالعالم يحتاجكم والقمة ليست الا نشوة مؤقته ووهم، اسعوا للاستمرار دائما فالكون الشاسع الذي لا حدود له يناديكم من الأفاق.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات