إنه الميلٌ الشديد نحو امر ما بذاته، فنستثمر فيه اوقاتنا وجهدنا إيمانًا منا بأهمية هذا الأمر أو حباً فيه، ولكن تخيل أن ينعدم هذا الميل, ماذا سنفعل؟
تتردد كلمة الشغف كثيرا في حياتنا، ويطلب منا التوجيهيين والأطباء النفسيين وأي شخص نشكو إليه مدى هبوطنا تجاه الحياة، او العمل، أو الدراسة، أو أي شي كنا نفعله بحب إلى التمسك بشغفنا تجاهه وتقويته، ولكن هل أخبرنا أحدهم من قبل ما معنى الشغف؟ وهل سعينا جاهدين لمعرفة معناه بأنفسنا؟
يفرز الجسم مادة الدوبامين وهي المادة التي تعطي الإنسان الدافع والرغبة لفعل أمر ما، وذلك للحصول على المكافأة وهي لحظة الشعور بالانتشاء أو السعادة. ولكن هل تعلم أنك عندما تفعل هذا الأمر باستمرار
وتعود جسمك على إنتاج الدوبامين تبدأ هذه المادة بالتوقف تدريجيا عن العمل ويبدأ مفعولها بالتلاشي.
حسنا، ما هو الرابط بين الدوبامين والشغف؟
هناك في الواقع طريقتين لإنتاج الدوبامين:
*الاستهلاك: حين تستهلك، أو تستخدم أمرا ما (مشاهدة فيلم\أكل وجبة\التدخين\شرب الكحول\استخدام الهاتف…إلخ)، الإفراط في الاستهلاك يسمى الإدمان.
*الإنتاج: حين تعمل، أو تنتج امرا ما (دراسة\طبخ\رسم\قراءة\تعلم لغات\ممارسة هوايات مختلفة…إلخ)، الإفراط في الإنتاج يسمى الشغف.
كيف يبحث الإنسان عن شغفه؟
· التخفيف من مصادر الاستهلاك واستبدالها بمصادر الإنتاج (ان نخفف من استخدام الهاتف مثلا ونستبدله بتنظيم أوقاتنا كقراءة كتاب أو رسم لوحه أو تعلم لغة جديدة).
· في حالة كونك من الأشخاص الذين لا يعرفون هواياتهم بإمكانك خوض تجارب جديدة كل يوم ووضعها تحت إطار التحدي كممارسة رياضات مختلفة وغير اعتيادية بالنسبة لك كاليوجا أو تمارين التنفس والصوت، بإمكانك أيضا تعلم الحياكة والتطريز والكثير من الأشياء التي قد تجد شغفك في إحداها يوما ما!
· أعط عملية البحث عن شغفك مدة من الزمن!
لا تتوقع أنك ستجد ما تريد في يوم وليلة، يجب عليك أن تنتظر وتعطي هذا الجهد والوقت لهذا الأمر إن كنت فعلا من الشجعان الذين يسعون للتغيير.
في النهاية الشغف هو سر من أسرار الحياة الذي كان سبب في نجاحات الكثير من الشخصيات المشهورة اليوم، هذه الشخصيات التي مضت حقبة من حياتها في فشل وكسل ذريع آمنت بالتغيير وسعت له وجاهدت نفسها حتى وجدت ما تريد. ابحث عن شغفك اليوم وغدا أو حتى بعد سنين طويلة، ولكن لا تتوقف لأنك فعلا ستجد التغيير أخيرا.
التعليقات