الفصول الأربعة الدراما الهاربة من الشاشة الى ذاكرتنا ، مسلسل تم إنتاجه ليشاركنا حياتنا

من يتلامس ملامح الأعمال الفنية بدقة كما يتفحص الكفيف وجه محبوبه سيعلم أن الأعمال الفنية تتنبأ بمستقبل أبطالها ، ثمة أغنية عتيقة جداً عصية على النسيان برغم من أن تصنيفها الفني في قالب الفلكلور ألا أنها أختصرت ما سوف نشعر به كلما رمقنا في الشاشة العمل السوري الدرامي .يا مال الشام !ربما هذهِ الجُملة أُسندت لحنين بموجب الحناجر التي تغنت بها لكننا في الوقت الحالي نُغنيها أه كلما شاهدنا عمل سوري درامي ، أن الأعمال الدرامية وجدت للعالم بوجه واحد حتى ولدت الدراما السورية من رحم الوقعيون من صناع النصوص ومبدعي الإخراج ومجانين الموسيقى ، ليس من العدل أن نصف ما فعله السوريون في الدراما بأنها الموهبة إذا أننا نكذب بشكل واضح لأن جُل ما عرض الى الأن يتبجح صناعه بأنهم موهبين ، أن الموهبة لا تكفي أحياناً ، أن تكون موهب عظيم لكن أن تكون سورياً فأنت الموهبة .الدراما السورية كانت فتية جداً لم تعيش طفوله وسُلبت منها شيخوختها ، لم تغير الحرب خارطة سوريا بل قتلت مواطن الثقافة المجسدة على هيئة نصوص درامية .أن صناع العمل السوري كانوا قريبين من أي شخص بغض النظر عن البعد الجغرافي فقد جعلوا دمشق بوصلة للمعالجة الدرامية للقضايا العالقة في جميع أنحاء العالم ، وما يميز الأعمال الدرامية السورية أنه تُصنع على أيدي أدباء ليسُ كتاباً فحسب وتعرض شخوصها على هيئة بطولة جماعية أي الأعمال السورية أٌقرب اليك ؟- لا تتفحص ذاكرتك فلن تجد نجم واحد ستجد بطولة جماعية مطلقة لا قيد بها و لا تضخيم ، حفظت الألقاب في وهج القصة .مسلسل الفصول الأربعة جمع به خالد تاجا و نبيلة النابلسي وهالة شوكت وسليم صبري و بسام كوسا و جمال سليمان ومها وسلمى المصري و أنطوانيت نجيب البطولة كانت هم بينما ضيوفهم في الحلقات بذات النجومية : رفيق سبيعي ، عبدالرحمن ال راشي ، وفرح بسيسو .مع ذلك العمل مسماه الفصول الأربعة ، العمل عرض منذ أكثر من عشرون عاماً والى الأن لا يوجد مسمى آخر له ، أنه محفوظ في الذاكرة برغم من خلوه من النجم الواحد أو النجم الوسيم أو الجراءة في الطرح .المسلسل الذي يعرض حياة كريم ونبيلة بطريقة واقعية دون زيادة أو نقصان فلم نجد أن كريم متأزم من أبوته للبنات ولا نبيلة مزعوجة من ابنة حماها وحتى جميلة لست في صراع مع إثبات ندمها على عدم الزواج ولا نادية خائفة من مصير عمتها !أنها الصورة الحقيقة التي بُترت من قوالب الأعمال الدرامية :المسلسل الذي يعرض قصص عدة في حلقة واحدة تجد نفسك رهين للدهشة في كل لحظة تستذكر بها أن المعروض مجرد ماضي لا حاضر قادر على إعادته: ليلى الفتاة التي تخسرها العائلة بسبب مرض السرطان الحاضرة في أحداث العائلة الغائبة في الحقيقة ويحتفظ عادل بمكانته زوجته في عائلته من خلال إخلاصه المطلق لها هو يخلص لمشاعره لا للعائلة وهذا ما تم عرضه في عدة حلقات كان عادل قادر على الحب وهم قادرين على التقبل ومنافسات ليلى كانوا حسناوات تلك الفترة سمر سامي التي قدمت دور المرأة الجميلة المنتقمة ، فرح بسيسو المحامية الأخذة التي تمنح المحاماة فضيلة الجمال والأناقة ، سلافة فواخرجي التي تتخلص من ملامحها بمظهرها الذكوري وفي هذهِ الثلاث الحلقات نجد نبيلة بين حنو الأمومة ونار الحماة فهي ترفض من أجل ليلى وتقبل من أجل عادل ونارا بين الطفولة والمراهقة والخوف .السؤال الأخير :ماذا لو عرضت شخصية ليلى وعادل حالياً في ظل النجم الوحيد والأعمال المشتركة كيف ستقدم.؟

سيجعلون عادل الرجل الخبيث الذي يمارس الخيانة ويظهر الفضيلة والذي يمحي ندوب رحيل ليلى بأخريات من باب كبح الرغبات والشهوات .الى الذين تركوا سوريا وهم نجوماً لن تسقط نجومكم مهما امتلأت سمائكم بالنيران.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عَائِشة بنت السُلطَان

تدوينات ذات صلة