أن لغة الصور بيد مصورين يقتفون أثر الأخرين لا للمحاكاة بل للتقليد فلا يرصدون الا حركات محددة ويهدرون أعماراً تقيدها الصور .
لغة المرئي وبلاغة الصورة، أن اللقطة تُشيد من أعمار الأخرين لست مجرد كبس الزر ووميض ، أن اختيارك لإلتقاط صورة لأحد ما يجب عليها أن تكون ذات عمق دلالي لأنها مرجع لسنوات قادمة وأجيال ستخرج متتابعة من أرواحهم وقد تُكتب على ملامحهم قصص و أشعار .أن المصور في ظل التطور بقي حريصاً على إتباع الدارج من اللقطات والتى بمجلها تعتمد على حركات معينة مع الزمن تُنسى وقد تكون موقع لضحك في المستقبل عليك أن تكون فنان قبل أن تكون مصور ، فالمصور يحمل في عينيه جماليات اللحظة وتفاصيلها يجب أن تكون تلك الصورة الملتقطة مشاعر مستمرة الاشتعال لا تخمد ولا تُطفى بمرور سنواتها وعبور أزمنتها .أنها لغة البصر وسلامة النظر أنكَ تؤرخ بها بدايتهم و المستثنى من أيامهم .عليكَ أن تنظر الى حيثُ البقاء وتلتقطها ، صورة لا تُنسى وعمر تجمد في حبر طابعة ليزرية .قد تلتقط شفاه تتحدث ببطء يعقيها عن البلاغة وهج المخاطب ، وعيني تكابد الدمع كي لا يخرج رغم امتلائها وعناق طويل بين طفلة وعمتها أو بين أم وأبنتها أو بين أخوه او ملامح السعادة فوق وجناة الأصدقاء، أنها فرص ضائعة لا عيون تراها هُنا فلا أحد يلتقط المعطف وهو يتراخى فوق متن سيدة في عقدها السادس ولا أحد يهتم برصد أصابع اليد اليُمنى لرجل في عقده الخامس وهي تلتف حول محبسه في يده اليسرى ، لا ضوء يحبس نظرة الصديقة المقربة لصديقتها وهي تتحدث !
لطالما وجدنا أن صور الطفولة هي إهدار للضوء والوقت فلا زاوية صحيحة ولا وجه واضح والمحظوظ من التقطت له صورة جيدة لا تظهر عيوبه ففي الغالب أن ثقافة التصوير في القرن الماضي كانت تعتمد على إظهار اللحظات العفوية دون المبالاة للمستقبل!
لديهم أعذارهم فهم يرغبون بتقييد الملامح التى قد لا تعود وأيضاً قد تكون الألة لست ملكاً لهم أو أن الفيلم الذي سيتم طبعه هو فيلم صورهم الوحيد لا يهم كانت مبررتهم مقنعه ، لكن ما حجة المصورين في الوقت الحالي ؟!
أن الأجهزة الذكية منحت الجميع فرصة تعويض لصورهم لكن ثمة أيام من العمر يجب أن ترصد من قبل مصور ينتمي الى هذهِ المهنة بحدسه وفنه وأسلوبه ، أن المحاكاة فن بينما التقليد إهدار في الجهد ويجب أن يراعي الفنان صورته الذهنية قبل صور الأخرين .
ويجب علينا أن نثقف أنفسنا أن الصور تُخلدنا في براويز الذاكرة لهذا يجب أن نسمح في أن تكون الصور زاخرة بلحظات الحزن كما هي لحظات الفرح ولحظات التأمل كما هي لحظات القرار ولحظات الانتظار ولحظات العناق ولحظات الشغف كما هي لحظات الهلع ، يجب أن تزدحم جدران مكاتب أحفادنا بتعابيرنا المجملة وبملامحنا الحقيقية يجب أن يرانا القادمون من أزمنة أخرى بوضوح الذي عاشوا معنا .
في الختام أشكر جميع الناس الحقيقيون الذين يرصدون ملامح حياتهم بلقطات عميقة تصل الى القلب مباشرة دون الإخلال بالخصوصية وأشكر النسوة الآتي جعلوا من إنستقرام البوم لحياة صغارهم ويومياتهم الحقيقة الغير مصطنعة ، أن رصد حياة يومية بدقة دون استعراض أو استغلال كفيلة بوجود فنانين ينتمون الى فن التصوير لا بكونهم مصورين بل بملكة الفن التصويرية التي يختزلونها ,
يجب أن تكون الصورة عاكسة لعمق العلاقات وتنامي المشاعر وحقيقة الزمن الملتقطة بها .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات