لماذا نخطئ في تعاملنا اليومي مع وسائل التواصل الإجتماعي؟
لا أقصد هنا ديوان الشاعر الكبير نجيب سرور وإن كان يستحق أن يسال من أجله الحبر وينشغل به الفكر وتكتب له مراجعة أو أكثر علي أقل تقدير, ولكن ما أقصده بهذا العنوان هو ما يجب وما لا يجب في تناول ما يطرح علي فضاء الإنترنت الفسيح والسوشيال ميديا بشكل عام يوميا في وقتنا وزمننا الحالي المعاصر.
وحتي لا يكون الكلام إنشائيا مملا مشتتا للإنتباه بعض الشئ هائما لا جدوي منه مثله مثل سيل المعلومات والأفكار التي تصب علي مسامعنا وأبصارنا صبا يوميا دونما إنقطاع, سأحاول أن أكون واضحا مركزا في عرض أفكاري قدر المستطاع.
ولأن الكتابة السردية المقسمة علي فقرات بلا عنونة جانبية تصلح للسرد العام فقط من وجهة نظري وهذا لا ينطبق علي هذا المقال فسوف أجعل علي رأس كل نقطة رئيسية عنوان ولن أطيل سأذكر فقط ثلاث مشاكل رئيسية.
ظاهرة الفومو Fear Of Missing Out
الخوف من فوات الشيء , و كما تنص الدراسات البحثية فالفومو هي حالة عامة تدفع الأشخاص إلى الرغبة في أن يكونوا على اتصال دائم خوفاً من فوات حدثٍ ما لا يُشاركون فيه، هذه الحالة تُصيب مُعظم من لديه حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، يُسبب الأمر قلقاً قهري خوفاُ من فقدان علاقة اجتماعية، وتؤكد هذه الحالة بأن الشعور بالارتباط أو الترابط مع الآخرين هو حاجة نفسية مشروعة تؤثر على الصحة النفسية للأشخاص. في هذا الإطار النظري، يمكن فهم الفومو كظاهرة ذاتية التنظيم ناشئة عن تصور ظرفي أو طويل الأجل بأن احتياجات المرء لا يتم الوفاء بها.
وهي للأسف حيلة نفسية يستخدمها مسؤولي التطوير والتسويق في جميع وسائل التواصل الإجتماعي لإقناعك بأنك سوف تخسر كثيرا بالإبتعاد عن هذة المنصة أو تلك وشاهدنا التجسيد الفعلي لهذة الحيلة عند إطلاق منصة كلوبهاوس وعندما بدأت بدعوات داخلية فقط هرع الجميع للبحث عن دعوات لدخول التطبيق خوفا من أن يفوتهم شئ وفي الحقيقة صدقوني لا شئ مهم سيفوتكم أبدا.
أميتوا الباطل بالسكوت عنه
عن عمر رضي الله عنه قال: "إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهِ، وَيُحْيُونَ الْحَقَّ بِذِكْرِهِ".
ومعناه : التحذير من نقل الباطل ، وتداول مقالاته، ولو كان هذا النقل في صورة التحذير منه ؛ فإن في نفس التحذير منه إشاعة له، كما لو قال إنسان مغمور كلاما، فلو تُرك، مات قوله، ولم يلتفت إليه أحد، ولو حُذر منه لذاع وانتشر، وحصل مقصود صاحبه من نشره وإشاعته.
والراصد المتأمل لأغلب ما ينشر في وسائل التواصل الإجتماعي يوميا سيشاهد أن أغلب الحسابات تنشر ما تنقده وتخالفه بل وتسخر منه وهي في الحقيقة تساهم في عمل أكبر دعاية له ولصاحبه وأصحاب نظرية خالف تعرف ما أكثرهم هذة الأيام فلو تمسكنا بهذة الرؤية الحكيمة لأمير المؤمنين عمر إبن الخطاب وأمتنا الباطل وسكتنا عنه لظهر علي السطح ما هو أحق بالنشر وأولي بالإهتمام والبحث والنظر.
الإحساس الزائد بالإستحقاق
سأستدعي هنا قرائتي لكتاب مارك مانسون الرائع والمفيد " فن اللامبالاة" .
«يجب ان تتخلى عن شعورك بالاستحقاق الزائد غير المبرر» مارك مانسون.
يعتبر هذا الشعور من الامور التي تعطل وتزرع السلبية في نفس الانسان لأنه يرى دائما انه لا يلقى القدر الكافي من الاحترام والتقدير، ودائما ما يتم اعطاؤه اقل مما يستحق حتى وإن كان فعلا يأخذ ما يستحق فالاستسلام لهذه العادة تجعل الشخص دائم التذمر قليل العطاء.
وما اقصده هنا يتجلي اشد التجلي في بعض مواقع ومنصات التواصل الإجتماعي وسأخذ إنستجرام كمثال نري السعي المحموم من جميع الفتيات بالذات لتتبع خطوط الموضة والأزياء والتصوير والظهور المبالغ فيه في كل وقت وحين تقليدا أعمي أحيانا ورغبة في أحيانا أخري ليصبحن مشهورات مثل غيرهن من المودلز أو عارضات الأزياء ودوما في قرارة أنفسهن يشعرن أنهن يستحققن أن يكن في محل الأضواء وتحت المجهر وهذا للأسف لم يعطل ربما قدرات إبداعية أخري ربما كانت سوف تظهر فيهن لو أخترن المسار الصحيح ولكن خلقت أجيال من الإناث فارغة العقول مسطحة الفكر لا تري الحياة سوي من عدسة المصور وعداد الإعجابات وأرقام المتابعين.
فالختام أري أن الإنترنت و منصات التواصل الإجتماعي هي في النهاية وسيلة أتيحت لنا بسبب التطور التكنولوجي الهائل و ثورة الإتصالات العظمي أصبحت وسيلة متاحة في أيدينا بدون كتيب إرشادات مسبق وعلي كل منا أن يسمع ويعقل قبل أن يتكلم ويشتبك مع الواقع وأن يحسن الإستخدام لهذة الوسيلة ويعي خطورة الكلمة ويعي أيضا أن أحيانا كثيرة يكن الصمت أفضل من الوقوع في الخطأ.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكرًا جزيلًا للقراءة والاهتمام والتعليق وسأخذ هذا التعليق محل الاعتبار في المرات القادمة.
@Awadh Yahya Jaber
مقال جميل جدا . تصحيح بسيط في كلمة أخري هي لا تكتب بهذا الشكل بل بهذا الشكل أخرى