كانت جَدَّتِي تحبني بطريقه أشعر بها إنَّنِي أفضل شخصٌ في هَذَا العَالِم

مع شيباتِ شعرها قصصًا في الماضي تُغازل الْكَلِمَاتِ أو أقول " إن الماضي يغازلها بالكلماتِ " حديث جدتي لا يفتأ يسرد الْأَحْدَاثَ في آنذاك الوقت و الْبَسَاطَة في كل شيءٍ المسكن , الملبس , الأواني

حتى الزيت والزعتر . . . .


حديثها جميل جداً عن قديم الزمان كتجاعيد وَجْهِهَا النَّيِّر لَا يَزُولُ إلَّا بِزَوَال الْأَشْخَاص . . .


سردت لي قصة في " بيت صفافا " و هي مدينة تقع في فلسطين

أذكر التاريخ جيداً يصادف ذات الشهر من وافتها المنيّةُ " شهر نيسان 2020 "

( في شهر نيسان عام 1984 كان الصفافيون قد أخلوا القرية من النساء والأطفال والشيوخ وأرسلوهم إلى أماكن أكثر أمناَ في مدن القدس الأخرى فيما بقى العشرات من الشبان يدافعون , وكان من بين هؤلاء المدافعين شخص يدعى " إبراهيم عبدالفتاح عليان "

أنهى إبراهيم الصف الخامس في المدرسة الابتدائية بتفوق , ولكنه لم يستطيع إكمال تعليمه في مدارس مدينة القدس , قال : له شخص من مدينة القدس

من تظن نفسك ابن " عائلة مشهورة " في القدس حتى تدرس في مدارس القدس ؟ وأشارة إلى الفروقات بين أوضاع الفلاحين وأهالي المدن في ذلك الحين , أتجه إبراهيم للعمل في مطبخ مع معسكرات الجيش البريطاني آنذاك وكان قائداً لحماية مدينة بيت صفافا قبل ذلك , أكتسب الكثير من مهارات أفراد الجيش البريطاني بفطنته وعبقريته مما جعله قائداً بتوحيّد عدداَ من الشباب كان أصغرهم عمراً وأكثرهم علمًا وشجاعة يقول : كنا 30 شاباً بالأضافة إلى افراد من السودان ومصر والأردن وكانوا يدافعون عنها بشرف وشجاعة مما ادى إلى عدم سقوط بيت صفافا على الرغم من سقوط الكثير من المدن

أردت جدتي أن توصل لي رسالة من هذهِ القصة " الشجاعة والعلم " , لا تسأل ما حالّ اليوم جدتي كانت على حق .


فإذا كان صاحب العلم جباناَ والجاهل شجاعاَ ضاع العلم



رحم الله من فَرَّقَ بيني وبينها المَوْتُ وهي أحبُ النّاس , رحم الله روحها , أشتاق لقَلْبُهَا وشيباتِ شْعرِها , سلاماً علىّ حديثها وبركة الْيَدَيْن.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد يوسف دبش

تدوينات ذات صلة