حاكموا رأسي بالجنون؛ لأنني أَنبشُ في الهشيمِ عن معنىً للأوطان!


في موطني

حتى لعينِ الإبرةِ سطوة،

للخيوطِ سُلْطة،

كان لي إلهٌ خياط؛

لأن للكلمةِ غورًا لا تُخِيْطُها

إلا أصابعُهُ المقطوعة على الأوتار الناحبة..

كنتُ أحررُ الأقلامَ من مخالبِ الأشباح،

والفأسُ تضربُ بجذعي في خيلاء..

اتهموا فمي باليَبَاب!

فمَدَّت الشياطينُ أجنحتها لظىً؛

ودَسّت حيرة الكلمات في لساني المثقوب..

حاكموا رأسي بالجنون؛

لأنني أَنبشُ في الهشيمِ عن معنىً للأوطان!

عن بقايا جذوري المقطوفة،

والآفلين بغَصةٍ على "مدينتي" المسروقة..

تَلَوّنَ التحليق فصدقَ الكذبة؛

أن للشمسِ ليلًا لا تغفو عيناه،

والعتمة تُولَد كلّ يومٍ من رحم العدم..

قايضتُ السكوتَ في أسواقِ النِّخاسة،

واشتريتُ كرامةً بذراعٍ مبتورة..

للمدحِ أسْوَارٌ وبيوتٌ وظلال،

ويُهَدهَد القانون في قِـمَاط الـغوايـة..

تعرجُ إلى المسرح تصفيقاتٌ بكماء،

وصرَخاتُ الطبول تُقرَعُ

على هدير القرى،

ودموع العصافير..

أصنامٌ تكتنفُ أحضان القداسة!

من عَكّـرَ الماءَ القَرَاح بوحلِ المكائـد؟!

لا تعاتبوا نَصلَ الرماحِ كم أهلكت!

بل جذعها الذي نفختُ به أشجاري..

سأستعيدُ نبوءتي،

وأنزعُ عباءة الفضيلة عن البراري والذئاب،

وخناجر الرعدِ المغروسةِ في سمائي..


آمنة البوعينين..



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة